ترأس اليوم قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، طقس إعداد زيت الميرون المقدس، وذلك بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون، وتعد هذه المرة هى الأربعين فى تاريخ تحضير زيت الميرون.
ويسجل التاريخ الكنسى أن أول بدء لاستخدام الميرون، عندما حفظ تلاميذ ورسل السيد المسيح الحنوط التى كفن بها جسده وأذابوها مع الطيب الذى أحضرته النساء فى زيت الزيتون الصافي، وصلوا عليه جميعًا وقدموه فى علية صهيون وصيروه دهنًا مقدسًا خاتمًا للمعمودية وشددوا على أن يقوموا خلفاؤهم رؤساء الكهنة بإضافة زيت الزيتون والطيب والحنوط لما يبقى من الخميرة حتى لا ينقطع.
وحين حضر مارمرقس أحد رُسل السيد المسيح إلى مصر والملقب كنسيا كاروز الديار المصرية، أحضر معه جانبًا من الحنوط، وظل هذا القدر من الذخيرة المقدسة فى مصر حتى عهد البابا أثناسيوس الرسولى البابا العشرين من باباوات الكرسى السكندرى الذى أعد ما يلزم من الأطياب التى أمر بها الله موسى رئيس الأنبياء ليصنع منها الدهن المقدس، واتفق مع الآباء بطاركة كراسى رومية وانطاكية والقسطنطينية، وتم تقديس الميرون بالإسكندرية بتلاوة أسفار العهد القديم والجديد والصلاة لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليال وأودع البابا اثناسيوس الخميرة المقدسة التى لامست جسد المخلص فى القبر، وأرسل للآباء البطاركة جزء وافرًا من الميرون ونسخة العمل المقدس فتلقاه الآباء بكل ابتهاج، ونوضح أهم المعلومات عن زيت الميرون كالتالى:
1- بحسب العقيدة المسيحية فإن "سر الميرون المقدس"، بواسطته ينال المؤمنين قوة روحية تمكث فيم إلى الأبد، وتساعد على نموهم روحيًا، وقد بدأ هذا السر "بوضع الأيدي" أن يضع البطريرك أيديه على الشخص أو المكان، ثم سمى بسر الميرون أو المسحة لأنه يتمم الآن بالمسح بزيت الميرون، وهو السر الثانى من الأسرار السبعة فى الكنيسة بعد سر المعمودية..
2- كان يمارس وقت الرسل بوضع اليد على المعمدين وبعد انتشار المسيحية لم يكن فى إمكانهم التنقل من مكان لأخر فحل الميرون المقدس محل وضع اليد.
3- صنع الميرون للمرة الأولى فى عصر البابا أثناسيوس الرسولى (326 -373) البطريرك رقم 20 فى مدينة الإسكندرية عام 340 م.
4- صنع الميرون للمرة الثانية فى عصر البابا ثاؤفيلس ( 384 - 412) البطريرك رقم 23 فى مدينة الإسكندرية عام 400 م.
5- صنع الميرون للمرة الثالثة فى عصر البابا مقار الأول (913-951) البطريرك رقم 59 لأول مرة فى دير القديس أبو مقار بوادى النطرون.
6- يسجل التاريخ الكنسى أن أول بدء لاستخدام الميرون، عندما حفظ تلاميذ ورسل السيد المسيح الحنوط التى كفن بها جسده وأذابوها مع الطيب الذى أحضرته النساء فى زيت الزيتون الصافي، وصلوا عليه جميعًا وقدموه فى علية صهيون وصيروه دهنًا مقدسًا خاتمًا للمعمودية.
7- حين آتى مار مرقس أحد رُسل السيد المسيح إلى مصر والملقب كنسيا كاروز الديار المصرية، أحضر معه جانبًا من الحنوط، وظل هذا القدر من الذخيرة المقدسة فى مصر حتى عهد البابا أثناسيوس الرسولى البابا العشرين من باباوات الكرسى السكندري.
8- تم تقديس الميرون بالإسكندرية إبان البابا أثناسيوس بتلاوة أسفار العهد القديم والجديد والصلاة لمدة 3 أيام ثم أرسل للبطاركة جءا منه.
9- يستخدم زيت الميرون فى الكنيسة فى تقديس مياه المعمودية، ورسم المعمدين حديثاً، وتدشين الكنائس، وتكريس مذابح الكنائس، وتكريس اللوح المقدس، وتكريس أوانى المذبح، وتكريس جرن المعمودية، وتدشين الأيقونات بالكنيسة، ومسح وتكريس الملوك.
10- يتكون الميرون من إضافة 27 مادة مستخلصة كزيوت عطرية إلى زيت الزيتون عالى النقاء، وكانت الطريقة التقليدية التى تستخلص بها تلك الزيوت من أصولها النباتية تقوم على إجراء بعض العمليات الكيميائية مما يستهلك وقتاً كبيراً ومجهوداً كثيراً بالإضافة إلى الفقد الذى يصل إلى 30% وتتطاير المواد العطرية أثناء التسخين.
11- بدأت الكنيسة الأرثوذكسية فى استخدام العلم والتكنولوجيا الحديثة فى تطوير عملية إعداد الميرون حيث يتم توفير تلك الزيوت العطرية النقية من عدة شركات عالمية وزيت الزيتون عالى النقاء من الأديرة، مع ممارسة الطقس الكنسى من القراءات والألحان والصلوات وطبقت هذه الطريقة للمرة الأولى عام 2014 (المرة الـ 38 فى تاريخ عمل الميرون) بعد موافقة أعضاء المجمع المقدس على هذا الأسلوب الجديد .
12- أعلن البابا تواضروس الثانى إنه تم عمل 600 كيلوجرام من زيت الميرون المقدس لتستخدم فى كل ايبارشيات ومناطق رعاية الكنيسة الأرثوذكسية داخل وخارج مصر وذلك فى 5 إبريل 2017، إبان عمله الزيت للمرة 39 فى عهده.