اتهم عدنان منصر، المدير السابق لديوان رئيس الجمهورية التونسي السابق، حركة النهضة الإخوانية في تونس ببيع الثورة التونسية، قائلا: "بكل بساطة النهضة باعت الثورة التونسية، وهي ما زالت حتى يومنا هذا تدعي زوراً أنها تمثل الثورة، وتدافع عنها. لكنها استغلتها وحولتها إلى مجرد أصل تجاري".
وقال في تصريحات إذاعية نقلتها وسائل إعلام تونسية، إن تحالف "الترويكا"، الذي تزعمته حركة النهضة الإخوانية، ما بين 2011 و2013، إلى جانب "حزب المؤتمر من أجل الجمهورية"، و"التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات"، لم يكن متوازناً، ولم يكن قائماً على برنامج واضح، وكل ما قيل خلال تلك الفترة كان مجرد شعارات توهم به التوانسة".
عدنان منصر
واتهم منصر أيضا الحركة الإخوانية، بالوقوف وراء عملية تسليم البغدادي المحمودي، رئيس وزراء ليبيا السابق إلى مليشيات طرابلس لليبية، على الرغم من وجود مخاطر عدة تهدد حياته.
وقال إن حمادي الجبالي، قيادي الحركة الذي كان يتولى آنذاك منصب رئيس الحكومة التونسية، كان على علم بعملية تسليم البغدادي، كما اتهمه بإصدار الأوامر بتنفيذ عملية التسليم، بعد التأكد من سفر رئيس الجمهورية السابق، المنصف المرزوقي، إلى جنوب البلاد لإحياء ذكرى تأسيس الجيش التونسي، على حد تعبير.
وكشف منصر في تصريح إذاعي أن التسليم كان دون علم المرزوقي، وهو ما أكدته المحكمة الإدارية التونسية لاحقاً، معتبراً أن العملية برمتها "تمثل خدعة كبرى"، شارك فيها وخطط لها شركاء في الحكم آنذاك.
الغنوشي
وفي تصريح له في الفيلم الوثائقي من إنتاج موقع ''الكتيبة''، ويحمل اسم ''موت العظام'' ويُوثّق أطوار اغتيال الشهيد شكري بلعيد وكيف تعاملت مؤسسات الحكم والطبقة السياسية بشكل عام مع ذلك المنعرج الخطير، اتهم عدنان منصر مدير الديوان الرئاسي سابقا، وزير الدفاع السابق عبد الكريم الزبيدي بالمشاركة في عمل تحريضي من أجل إحداث ''الفوضى والفراغ'' وذلك عقب جريمة الاغتيال، وفق تأكيده.
في السياق ذاته أكد تقرير نشرته مجلة "جون أفريك"، أن رئيس حركة النهضة الإخوانية، رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي يسعى إلى الظهور بمظهر الزعيم باقتراحه تقليص الاتحاد المغاربي إلى ثلاث دول هي تونس والجزائر وليبيا، ما أثار جدلا حول خلفيات هذا الاقتراح.
واعتبر التقرير أن الغنوشي يبدو مقتنعا بإنقاذ مشروع اتحاد المغرب العربي الذي توقف منذ تأسيسه عام 1989 بتقليص مكوناته من خمس إلى ثلاث دول حيث قال رئيس حزب النهضة والبرلمان إن "المثلث المكون من تونس والجزائر وليبيا سيكون نقطة انطلاق لتعزيز حلم الاتحاد هذا"، ما يعني استبعاد الرباط ونواكشوط.
وأشار التقرير إلى أن الغنوشي قد يستغل صفته المزدوجة لخلط الأوراق والتدخل في الشؤون الدبلوماسية لكن بعيدا عن صلاحياته، لكن أمين عام الاتحاد المغاربي الطيب البكوش علّق بأن "هذه التصريحات ليس لها تأثير" مؤكدا أن الغنوشي "لا يجوز أن يقول مثل هذه الأشياء باسم البرلمان" والاعتماد على تصريحات رئيس الدولة التونسي قيس سعيد التي جدد فيها تمسكه بالصرح المغاربي بمناسبة الذكرى الـ 32 لاتحاد المغرب العربي في 17 فبراير الماضي.
ونقل التقرير عن الباحثة والمدرسة في جامعة باريس خديجة محسن فينان قولها: "لدي شعور بأن الغنوشي يحاول أن يجد هالة من حوله من خلال وضع نفسه في وضع الزعيم الإقليمي وهو ليس كذلك، هدفه الهروب من إضعاف حزبه وانقسامه وكذلك الشلل الذي تجد اللعبة السياسية التونسية نفسها فيه".
وتضيف فينان أنه "لا تزال هناك حاجة إلى منطقة متكاملة لكن كل بلد لا يزال مغلقا أمام اهتماماته الخاصة ولا تزال أسئلة القيادة تُثار"، متسائلة "إذا كان اتحاد المغرب العربي قد يتعثر في مسألة الصحراء الغربية التي لا تزال تربك الرباط والجزائر فهل يمكن لجيرانها الاستغناء عن الزعيم الإقليمي الذي يمثله المغرب؟".
شعار تونس تقاوم إرهاب النهضة
ووفق رؤية راشد الغنوشي فإن هذه المرحلة من مشروع إحياء اتحاد المغرب العربي ستعتمد على مثال إطلاق الاتحاد الأوروبي: فتح الحدود وإنشاء عملة مشتركة والهدف: حل المشاكل الاقتصادية لتونس في إطار إقليمي بالاعتماد على جيرانها المباشرين.
لكن "إضافة الجزائر في خضم الأزمة وليبيا في خضم الحرب وتونس التي تبحث عن نفسها لا معنى له، إنه مجرد خطاب" وفق الباحثة، التي أوضحت في هذا السياق أن إنشاء منطقة اقتصادية مشتركة بين هذه البلدان الثلاثة لن يثير أسئلة تنظيمية فحسب بل أمنية أيضا.
وتساءل التقرير عن أسباب الإدلاء بهذه التصريحات اليوم مشيرا إلى أنه في ديسمبر الماضي قال زعيم النهضة إنه "صُدم" باختيار المغرب إعادة العلاقات مع إسرائيل بينما دعا البلدان المغاربية إلى الوحدة، وأضاف "لكن، هل تشكل معسكران منذ ذلك الحين في المنطقة"؟.
ويمضي التقرير قائلا إنه "بينما يرى البعض نهج راشد الغنوشي محاولة للاستيلاء على صلاحيات الرئيس قيس سعيد يحللها آخرون على أنها رغبة في التقارب مع الجزائر في وقت تتراجع فيه العلاقات مع حزب العدالة والتنمية المغربية"، مشيرا إلى حديث "الشيخ"، كما يسميه أتباعه، عن العلاقات "الممتازة" مع رئيس الدولة الجزائري عبد المجيد تبون، وقد عزز هذه العلاقات مع الدولة المجاورة من خلال زيارة الجزائر عدة مرات عندما كان تبون لا يزال وزيراً لبوتفليقة بين عامي 2011 و2017.
ووفق التقرير فقد لقيت كلمات الغنوشي صدى داخل الحزب الإسلامي الجزائري وحركة المجتمع من أجل السلام وأيدها زعيمها عبد الرزاق مقري لكن بفارق بسيط لأنه يريد إضافة موريتانيا إلى القائمة ويذهب إلى أبعد من ذلك مبررا استبعاد المغرب تماما من خلال التقارب مع إسرائيل.
ومن جانب حزب العدالة والتنمية المغربي وصف عبد العزيز أفتاتي عضو الأمانة العامة تصريحات الغنوشي في البداية بأنها "غير مناسبة"، وأخيرا رد رئيس العلاقات الخارجية في الحزب رضا بن خلدون في خطاب مفتوح ليس على كلام الغنوشي بل على كلام زعيم حركة مجتمع السلم الذي يتهمه بإخراج تصريحات زعيم النهضة من سياقها متهما إياه بالدعوة للانفصالية، وفق تعبيره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة