أكد لوران نونيز، المنسق الوطنى للاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى فرنسا أن تنظيم داعش الإرهابى، الذى عانى من هزائم كبرى فى الفترة الأخيرة، يقوم بإعادة تشكيل وتنظيم قواه فى سرية، معتمدا فى ذلك على عناصر عدة منها قدراته الدعائية وهياكله القائمة.
ووفقا لإذاعة مونت كارلو الدولية، فقد تم رصد مجموعات من التنظيم فى البوادى وخاصة البوادى السورية، وكذلك شمال العراق حيث نفذت العديد من الهجمات فى المنطقة مستهدفة المدنيين أو قوات الأمن المحلية.
كما انتشر مئات المقاتلين ممن غادروا العراق وسوريا، فى دول البلقان وفى المغرب العربى. وهو أمر يثير الكثير من القلق، حسب نونيز، خاصة وأن تنظيم القاعدة بدوره يواصل نشاطه ويمتلك الكثير من البؤر فى جميع أنحاء العالم، ولديه بدوره رغبة فى شن هجمات فى أوربا.
وقال لوران نونيز، فى حوار حصرى أجراه مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية، أن ما يزيد من تلك المخاوف، هو اكتشاف وجود ميول واستعدادات لدى تنظيم داعش الإرهابى لتصميم أسلحة كيميائية، واستخدام طائرات بدون طيار. وهناك مخاوف من أن يتم استخدامها فى الأراضى الفرنسية.
ورغم إقرار المسؤول الفرنسى بأن إدخال تلك الأسلحة إلى فرنسا أمر صعب، إلا أنه اعتبر أن خطر استخدام السموم البيولوجية يبقى قائما، كما حدث مثلا، فى عام 2018، فى كولونيا بألمانيا، حيث ألقت الشرطة القبض على تونسى كان يحاول إنتاج سم بيولوجى.
وحسب نونيز، فإن فرنسا هي البلد الذي رحل أكبر عدد من الارهابيين في أوروبا نحو المنطقة العراقية السورية، بما يناهز 1450 شخصا خلال سنتي 2012 و2013. وهم أشخاص يزيد عمرهم عن 13 سنة.
ومن بين أولئك الارهابيين، عاد حوالي 300 بالغ وحوالي 130 طفلاً إلى فرنسا، أحيانا بوسائلهم الخاصة، وفى كل الأحيان تم اعتقالهم في تركيا ثم ترحيلهم إلى فرنسا.
كما ألقي القبض على ما يقرب من 250 بالغًا وهم معتقلون في المنطقة، وانتقل بضع عشرات آخرين إلى المغرب العربي وتركيا. ولقي حوالي 700 شخص حتفهم في المنطقة، منهم 400 شخص بشكل شبه مؤكد.
ويفترض أن 160 فرنسيا بالغا ما يزالون يعيشون في شمال غرب سوريا على وجد الخصوص، وانقسموا بين داعش الارهابى وهيئة تحرير الشام وكتيبة ديابي وجماعة تنظيم حراس الدين.
أما المقاتلون الذين ذهبوا من فرنسا وكان لهم دور قيادى بارز، فقد تم التصدى لهم ويرجح أن آخرين قتلوا خلال عمليات كالأخوين كلاين ورشيد قاسم، حسب المسؤول الفرنسى.
وحسب المنسق الوطنى للاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى فرنسا، فقد تم إحباط 33 هجوما فى فرنسا منذ عام 2017. إضافة إلى وجود 500 مدان بالإرهاب فى السجون. كما سيتم إطلاق سراح 58 في عام 2021 وأطلق سراح أكثر من 100 العام الماضى.
وأكد المسؤول الفرنسى أن الأجهزة المعنية تقوم بعد كل هجوم أو اكتشاف لخلايا إرهابية بدراسة معمقة لملابسات تشكل تلك الخلايا وعملها، وذلك بهدف استخلاص الدروس والتمكن من توفير أدوات أكثر لإجراء عمل استباقى يهم تهديدات مقبلة.
لكن الإشكال، بحسب المسؤول الفرنسى، يكمن فى أن الإرهاب والتطرف يتم بشكل أكثر فأكثر عبر أفراد منعزلين يتحولون إلى متطرفين بشكل مفاجئ، وغالبا بعد تعرضهم لصدمة أو بعد تأثيرهم بدعاية المتطرفين أو كرد فعل على ما يعتبرونه إساءة لدينهم. فهذا العامل، مثلا، لعب دورًا رئيسيًا في الهجمات الثلاث الأخيرة التى شهدتها فرنسا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة