يمر اليوم 28 عامًا على رحيل الفنان الكبير عبد الله غيث، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 13 مارس من عام 1993 بعد رحلة عطاء فنى كبيرة كان فيها أحد عمالقة الفن وأساتذته الكبار الذين تركوا أعمالاً تشهد بقوة موهبته وتفردها.
عبدالله غيث فارس المسرح والدراما الذى وصلت شهرته وموهبته للعالمية واستطاع أن يتفوق على أكبر نجوم الفن ليس فى مصر فقط ولكن فى العالم، فهو يستطيع إقناعك بأى شخصية يؤديها فتشعرأنه يمتلك من القدرات الفنية ما يؤهله لتقمص أى شخصية فى دقائق معدودة، وهوما اشتهر به بين زملائه، الذين لقبوه بلقب "الشديد" لأنه كان يستطيع أداء مشاهده دون أن يضطر لإعادة أى منها مهما كانت صعوبة هذه المشاهد.
عبدالله غيث الفارس الذى لا تستطيع أن تنسى أدواره وسلامة لغته وقدرته على إقناعك بالشخصيات التى يقدمها، فهو الفارس المقاوم أدهم الشرقاوى، وهو الوزير العاشق، وهو حمزة عم الرسول فى فيلم الرسالة، وعباس الضو فى مسلسل المال والبنون، وعلوان أبو البكرى فى ذئاب الجبل، وهو عملاق من عمالقة المسرح وعبقرى من عباقرة الأدوار الدينية الشهيرة.
ولد عبدالله غيث فى 28 يناير من عام 1928 لأسرة ورثت العمودية بقرية شلشلمون بمنيا القمح بالشرقية ليصبح أحد أعظم فرسان الفن والمسرح ويقدم روائع الأعمال المسرحية والسينمائية وإن قلت اعماله السينمائية.
عاش الفنان الكبير عبد الله غيث طفولة أثرت بشكل كبير على حياته الفنية فهو الشقيق الأصغر للفنان الكبير حمدى غيث والفرق بينهما 4 سنوات، وكان والدهما يدرس الطب فى إنجلترا، وأثناء الحرب العالمية عاد إلى مصر ولم يستطع الرجوع لاستكمال دراسته، وتولى العمودية فى قريته شلشلمون بمنيا القمح، لكنه توفى فى سن صغيرة تاركا 5 أبناء، أصغرهم عبدالله غيث المولود فى 28 يناير عام 1928 الذى كان رضيعًا وقت وفاة والده، بينما كان شقيقه حمدى المولود فى 7 يناير 1924 فى سن الرابعة، ورغم فارق السن البسيط تعامل حمدى منذ لحظة وفاة والده مع شقيقه الأصغر باعتباره ابنه، كان حمدى وعبد الله شقيقان من الأب والأم، وكان لهما أشقاء من الأب حيث كان والدهما متزوجا قبل زواجه من والدتهما.
اصطحبت الأم طفليها حمدى وعبد الله بعد وفاة زوجها إلى القاهرة لتسكن فى حى الحسين بالأزهر، حيث كان والدها وشقيقها من شيوخ الأزهر، وهو ما أثر فى إتقان الأخوين للغة العربية وفن الإلقاء، ورغم أنها لم تكن متعلمة، فإنها كانت تحب الفن والمسرح وتصطحب ولديها إلى المسارح ودار الأوبرا، ومن هنا بدأ عشقهما للفن.
لم تنقطع صلة الأم وابنيها عن زيارة عائلة الأب بالشرقية بعد انتقالهم للعيش بالقاهرة، وكان عبدالله أكثر ارتباطا بالقرية وأهلها، يهوى حياة الريف ويستمتع بركوب الخيل وارتداء الجلباب.
وعن طفولة الفنان عبدالله غيث تحدث ابنه الحسينى لـ"عين"، قائلا:" والدى كان يعيش حياة أدهم الشرقاوى فى قريته ولم يكن مغرمًا بالدراسة، وكان فارسًا، ولديه عدد من الخيول، ويمتلك مهارة ركوب الخيول حتى غير المدربة، التى يطلق عليها فى الأرياف «الخيل الغشيمة»، وكان وسيمًا وزعيمًا ومحبوبًا بين أهل قريته منذ صغره".
وتابع: "كان والدى يهوى التنكر والتمثيل، فكان يتنكر فى زى ضابط تموين، ويذهب إلى مخازن التجار الذين يحتكرون المواد التموينية ويفتشها فلا يعرفونه، ويلقون ببضاعتهم فوق الأسطح، واشترك هو وشقيقه فى العديد من المقالب وهما طفلان.
وبعد عوة الشقيق الأكبر حمدى غيث من بعثته لدراسة فنون المسرح فى فرنسا وتيقنه من أن شقيقه عبدالله يعشق التمثيل ولا يهوى الدراسة، اصطحبه معه ليلتحق بمعهد الفنون المسرحية، حيث كان حمدى غيث أستاذًا بالمعهد، لكنه أوصى بألا تتم مجاملة شقيقه فى الاختبارات، وبالفعل تفوق عبد الله فى اختبارات المعهد والتحق به.
وارتبط عبد الله غيث منذ طفولته بعلاقة حب مع ابنة خالته، وتزوجها وهو فى سن 18 عامًا، وأقيمت له الأفراح فى قريته لمدة أسبوع كامل، وأنجب ثلاث أبناء هم الحسينى وأدهم وعبلة.
وفى ذكرى وفاة الفنان الكبير عبدالله غيث نعرض عددا ً من الصور فى مراحل مختلفة من حياته منها صورة والده وصوره مع زوجته وحب عمره وصور مع أحفاده.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة