فتح النبى محمد عليه الصلاة والسلام مكة المكرمة، ودخل الناس فى دين الله أفواجا، ولكن كم الفترة التى قضاها النبى فى مكة قبل أن يعود إلى المدينة المنورة، وما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟
يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير تحت عنوان "فصل فى مدة إقامته عليه السلام بمكة"
لا خلاف أنه عليه الصلاة والسلام أقام بقية شهر رمضان يقصر الصلاة، وهذا دليل من قال من العلماء: أن المسافر إذا لم يجمع الإقامة فله أن يقصر ويفطر إلى ثمانى عشر يوما فى أحد القولين، وفى القول الآخر كما هو مقرر فى موضعه.
وقد رواه بقية الجماعة من طرق متعددة، عن يحيى بن أبى إسحاق الحضرمى البصري، عن أنس به نحوه.
قال البخاري: ثنا عبدان، ثنا عبد الله، أنبا عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أقام رسول الله ﷺ تسعة عشر يوما يصلى ركعتين.
ورواه البخارى أيضا من وجه، زاد البخارى وأبو حصين كلاهما، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجه، من حديث عاصم بن سليمان الأحول، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
وفى لفظ لأبى داود سبعة عشر يوما.
وحدثنا أحمد بن يونس، ثنا أحمد بن شهاب، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أقمنا مع رسول الله ﷺ فى سفر تسع عشرة نقصر الصلاة.
قال ابن عباس: فنحن نقصر ما بقينا بين تسع عشرة فإذا زدنا أتممنا.
وقال أبو داود: ثنا إبراهيم بن موسى، ثنا ابن علية، ثنا على بن زيد، عن أبى نضرة، عن عمران بن حصين قال: غزوت مع رسول الله ﷺ وشهدت معه الفتح، فأقام ثمانى عشر ليلة لا يصلى إلا ركعتين، يقول: "يا أهل البلد صلوا أربعا فإنا قوم سفر".
وهكذا رواه الترمذى من حديث على بن زيد بن جدعان وقال: هذا حديث حسن.
ثم رواه من حديث محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: أقام رسول الله ﷺ عام الفتح خمس عشرة ليلة يقصر الصلاة، ثم قال: رواه غير واحد عن ابن إسحاق لم يذكروا ابن عباس.
وقال ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن الزهرى ومحمد بن على بن الحسين، وعاصم بن عمرو بن قتادة، وعبد الله بن أبى بكر، وعمرو بن شعيب وغيرهم قالوا: أقام رسول الله ﷺ بمكة خمس عشرة ليلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة