"المياه هى لبنة أساسية للحياة، وهى أكثر من مجرد ضرورة لإرواء العطش أو حماية الصحة، ولكن المياه أمر حيوى، فهى تخلق فرص عمل وتدعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والإنسانية، لذا تخصيص "اليوم العالمى للمياه" سنويا فى 22 مارس، بوصفها وسيلة لجذب الانتباه إلى أهمية المياه العذبة، والدعوة إلى الإدارة المستدامة لموارد المياه العذبة.
ويسلط اليوم العالمى للمياه الضوء سنويًا على جانب معين من المياه العذبة، بهدف إلهام الآخرين لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق، ويتم الإحتفال بهذا اليوم وسط الظروف التى يعانى منها العالم بسبب أزمة فيروس كورونا، حيث يأتى الدور الهام للمياه للتخلص منه بغسل الأيدى باستمرار حتى يتم التخلص منه فى حال وجوده عليها، وذلك بناء على الإجراءات التى حددتها منظمة الصحة العالمية للوقاية من الفيروس، لذلك كان لابد من التأكيد على دور المياه فى استمرار الحياة.
توضح الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والرى، أن الاحتفال باليوم العالمى للمياه يأتى بناء على توصية مؤتمر الأمم المتحده المعنى بالبيئة والتنمية الذى عقد فى ريو دى جانيرو عام 1992، فهو يعتبر فعالية عالمية وفرصه لرفع الوعى بالأمور المتصلة بالمياه علي مستوي العالم تحت شعار محدد كل عام، والذي يهدف هذا العام إلى إبراز أهمية المياه، وتأثير التغير المناخي على توافرها حول العالم، بالإضافه إلي رفع الوعي عن أهمية الموارد المائية في تحقيق التنمية المستدامة، وضرورة المحافظة عليها من خلال اتخاذ التدابير اللازمة، وبذل الجهود لضمان استدامتها وتفعيل دور الشراكة المجتمعية، والتعاون مع كافة الجهات المعنية للحفاظ على هذا المورد الحيوي، تحت شعار "المياه وتغير المناخ ".
يشار إلى أن أسبوع القاهرة للمياه العام الماضى خصص أحد محاوره الخمس لمناقشة قضية تغير المناخ وتحقيق الأمن المائى، فى إطار حرص الأسبوع علي مواكبة أهم الموضوعات المائية علي المستوى العالمي.
وتشير التقارير، إلى أن هناك ما يزيد عن 663 مليون شخص حول العالم يعانون من عدم توافر مياه الشرب النقية بالقرب من بيوتهم، مشيراً إلى أن الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة التى تم إعلانها فى 2015 تستهدف وصول خدمات مياه الشرب النظيفة إلى جميع سكان العالم بحلول عام 2030، مما يجعل المياه عنصر أساسى فى مواجهة والقضاء على الفقر.
و توضح التقارير، أن الإدارة الجيدة لمياه الصرف الصحى تؤدى إلى مكاسب اجتماعية واقتصادية وبيئية عديدة، لأن هذه المياه "العادمة" يمكن أن تكون مصدر لـ"المياه والطاقة" بدلاً من كونها مياه يراد فقط التخلص منها.
ويوضح تقرير المجلس العربى للمياه، أن البلدان العربية لديها مشكلة خاصة بمواردها المائية، وهي أن حوالي 65% منها تأتي من خارج الوطن العربي، و هو ما يقيم إرتباطا دائما ووثيقا بين الأمن المائي و الأمن القومي العربى، و يضع العرب أمام معادلة صعبة تتطلب حلا سريعا لهذه القضية، خاصة وأن الأمن المائى العربى فى خطر، كما أن 50% من سكانها يعيشون في مناطق الشح المائى.
ويؤكد التقرير، أن أزمة المياه في المنطقة واضحة ودقيقة، ولا تحتاج إلى بيان أو تفصيل فالمنطقة العربية لديها 1% من المياه العذبة على مستوى العالم.
وحذر التقرير، إن المنطقة العربية تواجه اليوم تحديات مائية متعددة وغير مسبوقة تؤثر على استقرارها وتهدد تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وأنه على الرغم من عقود من التنظيم والاستثمارات الكبيرة في القطاعات ذات الصلة بالمياه، إلا أن الأدلة مازالت تشير إلى أن التغيرات المناخية المتزايدة بتأثيرها السلبى على توافر المياه، بالإضافة إلى ندرة المياه الموجودة في المنطقة، قد حولت سبل المعيشة إلى حالة من الفقر الشديد وانعدام الأمن الغذائي وأثرت بشدة على معدلات التوظيف ذات الصلة بالمياه مؤدية إلى خفض كبير في فرص العمل والاقتصاد الإقليمي عامة.
وأكد المجلس العربى للمياه، على أهمية إعداد استراتيجية جماعية واضحة وسياسة تكاملية شاملة وإدارة جماعية وتخطيط وتنسيق مشترك بدعم من كل المهتمين يتجاوز نطاق العمل الواحد لمواجهة المخاطر الحقيقية لأزمة المياه العربية.
العالم يحتفل باليوم العالمى للمياه 22 مارس.. تقارير تحذر الدول العربية: لديها مشكلة خاصة بمواردها المائية.. 65% من المخاطر المائية تأتى من خارج الوطن العربى.. و50% من سكان المنطقة يعيشون بمناطق الشح المائى
الثلاثاء، 16 مارس 2021 07:00 ص
الدكتورة إيمان سيد رئيس قطاع التخطيط بوزارة الموارد المائية والرى
كتبت أسماء نصار
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
الموضوعات المتعلقة