العمة زينب محمد زيدان، أكبر معمرة فى محافظة الوادى الجديد، والتى تحتفل فى الشهر الحالى ببلوغها 107 أعوام وهى من مواليد مارس عام 1914، وكانت من أجمل فتيات القرية التى ولدت بها بمركز الداخلة، وعاشت قصة كفاح أصبحت نموذجا لكل أهالى القرية، حيث إنها تعيش بمفردها فى منزل صغير عبارة عن غرفة وحمام ومطبخ بجوار نجل شقيقها فى القرية، وهو منزل متواضع تخدم فيه نفسها وترفض أن يساعدها أحد إلا فى ظروف مرضها، وكانت تبصر حتى فترة شبابها وتعرضت لحادث تسبب فى فقدها للبصر فأكملت حياتها وتزوجت 4 مرات؛ لأنها كانت على قدر من الجمال رغم فقدان بصرها، ولكنها لم تنجب سوى مرة طفلة وتوفيت فى سن صغيرة.
وتستطيع العمة زينب، أن تقوم بالأعباء المنزلية بسهولة فهى تشعل الموقد وتطبخ لنفسها وتعد المشروبات الساخنة وتحرص على الصلاة وأداء العبادات وذهبت مرة واحدة لرحلة الحج، وكانت نفقات الحج آنذاك حوالى 1000 جنيه وهو مبلغ كبير وقتها، وتمتاز بروح الفكاهة مع كل من يتحدث معها فهى تجيد الحديث باللهجة البدوية وتصر على تطبيق العادات البدوية فى كل حياتها وتتلقى مساعدات من أقاربها لتساعدها على أعباء المعيشة.
وقالت الحاجة زينب زيدان، فى تصريح خاص لــ" اليوم السابع"، أنها تحمد الله على الصحة والعافية وأنها ما زالت تستطيع أداء الصلوات وتتمنى حسن الخاتمة فيما تبقى لها من العمر، حيث كانت تعيش بمفردها وتخدم نفسها حتى أخر عامين بعد تعرضها لإصابة أقعدتها فى الفراش وأصبحت حاليا تعتمد على أقاربها فى تلبية متطلباتها، وكانت تشعل الموقد الصغير وتطبخ لنفسها وتنظف منزلها الذى تدفع قيمته الإيجارية بواقع 300 جنيه ولا تقبل أن يدفع لها أيا من أقاربها القيمة الإيجارية .
وأضافت العمة زينب، أنها تزوجت أكثر من مرة وأنجبت طفلة توفاها الله ولم تنجب بعدها مرة أخرى وكانت على مدار سنوات عمرها الماضية تبادر بتقديم الخدمات لكل من يطلب ذلك، وكانت تسافر مع السيدات فى الأزمات سواء حالات الوفاة أو المرض ولا تتأخر فى دعم كل من يطلب خدمتها .
ومن جانبه قال الحاج أحمد على، نجل شقيق العمة زينب، أنها تعيش فى منزلها المستقل بجوار منزله وكانت تقوم على خدمة نفسه حتى فترة وجيزة استدعته للعمل على رعايتها هو وزوجته حتى تتعافى، حيث أنها عزيزة النفس وترفض أن تكون عالة على أحد وترى نفسها بمثابة العمة للجميع، مؤكدا أنها ما زالت حاضرة الذاكرة ولكن تعانى من ضعف السمع وتحتاج ممن يحادثها أن يقوم برفع صوته أو الاقتراب منها والحديث فى أذنها كى تسمع الصوت وترد عليه .
وقال الحاج أبو أنور، نجل شقيقها، أن العمة زينب لديها صفات متفردة جعلتها تختلف عن باقى أقرانها فى القرية فهى محبة للخير ولا يختلف على حسن طبعها اثنان لأنها حتى هذه اللحظة دائما تسأل عن الجميع وتطمئن عليهم، وتقوم بالإدخار قدر ما تستطيع لكى تقدم الواجب فى المناسبات لأقاربها وأخرها فى حفل زواج نجله طلبت الحضور لمنزل العريس والبقاء عدة أيام بمنزل العائلة، ومنحت العريس وهو فى مكانة حفيدها هدية زواجه .
وكان أهالى قرية الدهوس، بمحافظة الوادى الجديد، قد إحتفلوا بعيد ميلاد الحاجة زينب محمد زيدان والتى بلغ سنها 107 سنة وسط أجواء من البهجة والفرحة مع الإلتزام بتطبيق الإجراءات الإحترازية بمنزل أحد أقاربها، وذلك لحضورها حفل عرس أحد أقاربها، حيث أنها ليس لديها أبناء وفقدت بصرها منذ سنوات طويلة وتعيش فى منزل بمفردها وتقوم على خدمة نفسها بنفسها رغم كبر سنها.
وشارك الحاجة زينب زيدان، فى الإحتفال بعيد ميلادها أبناء أشقائها وشقيقاتها وأحفادهم وقدموا لها الهدايا، متمنين لها طول العمر، وذلك وفقا للعادات والتقاليد التى تتميز بها قرية الدهوس على الرغم من حداثة فكرة الإحتفال بعيد الميلاد، قرر أقارب الحاجة زينب تنظيم عيد ميلاد لها لكونها أكبر معمرة على مستوى المحافظة .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة