مع بدء العد التنازلي للانتخابات البرلمانية في إسرائيل التي ستجرى في 23 مارس الجاري، ومحاولة الأحزاب الإسرائيلية كسب ود المستوطنين في الضفة الغربية الذين يرجحون كافة الحزب الذي سيشكل الحكومة المقبلة، قال رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي تسفي هاوزر والعضو في حزب "تكفا حداشا"، أن الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية وضع غير قابل للتغيير.
رئيس لجنة الخارجية بالكنيست
وأوضح في تصريحات مع التلفزيون الإسرائيلي، أنه على الرغم من أن هناك تعهد من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لرئيس الولايات المتحدة، جو بايدن بعدم التوسع في الاستيطان إلا أنه لا يمكن تجميد الاستيطان وأنه أمر واقع غير قابل للتغيير ، حيث أن هناك أكثر من نصف مليون إسرائيلي يعيشون في مستوطنات الضفة الغربي، وأكد أنه لا يمكن إعادة الوضع إلى ما كان عليه ، في الضفة الغربية، واستشهد بما تفعله تركيا بنقل مواطنين إلى قبرص ، ولا أحد يطالب بإخلائهم لحل الصراع هناك.
وفى أول رد على تصريحات المسؤول الإسرائيلي، أكدت وزارة الخارجية والمغتربين في دولة فلسطين إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تحول الضفة الغربية المحتلة بمدنها وبلداتها إلى مجرد جزر متناثرة في محيط استيطاني، تتصل فيما بينها بطرق يسيطر عليها الاحتلال، ويتحكم في الحركة عليها".
رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطينى
وأوضحت الوزارة في بيان، اليوم الثلاثاء، أن سياسة ومواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو واقتحاماته الاستفزازية للضفة الغربية المحتلة وما يرافقها من تحريض على تعميق الاستيطان ومنح المستوطنين المزيد من جوائز الترضية، تنعكس يوميا وتترجم عبر تصعيد استيطاني ميداني متواصل في طول الضفة الغربية وعرضها.
وأضافت أن الأسابيع الأخيرة قد شهدت تكثيفا واضحا في اعتداءات المستوطنين وجرائمهم بالتزامن مع الموسم الانتخابي في إسرائيل، الذي حول الأرض الفلسطينية المحتلة إلى ميادين للتنافس بين أحزاب اليمين المختلفة، وموضوعا لـ“الكرم" الانتخابى على حساب الحقوق الفلسطينية.
وتابعت: من أخطر تلك العمليات ما يجري في المناطق الممتدة من محافظة نابلس وصولا الى الأغوار الشمالية، بما يتضمنه ذلك من حرب استيطانية مفتوحة على جميع الاراضي الفلسطينية الواقعة في تلك المناطق، والاعتداءات المتكررة بحق ممتلكات المواطنين.
وفي السياق، قالت الوزارة إن عمليات توسيع وتعميق الاستيطان في الضفة الغربية تتزامن مع عمليات هدم واسعة النطاق وممنهجة تقوم بها قوات الاحتلال للمنازل والمنشآت الفلسطينية سواء في القدس المحتلة، أو في المناطق المصنفة (ج)، بما فيها الأغوار، في توزيع واضح للأدوار بين الجيش والمستوطنين وجميع أذرع دولة الاحتلال في هجوم استيطاني استعماري واسع النطاق يهدف الى تهويد وأسرلة القدس، والمناطق المصنفة (ج)، وتفريغها من المواطنين الفلسطينيين أصحاب الأرض، لصالح إحلال المستوطنين فيها، بما يؤدي الى إغلاق الباب نهائيا أمام أية فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة متصلة جغرافيا، وذات سيادة بعاصمتها القدس الشرقية المحتلة.
وعبرت في ختام بيانها عن استغرابها من صمت وتجاهل المجتمع الدولي لما يجري يوميا من محاولات اسرائيلية لتغيير واقع الضفة الغربية المحتلة، وسد الباب امام أية فرصة لتحقيق السلام على اساس حل الدولتين، في محاولة لإقناع العالم والدول باستحالة تحقيق هذه الرؤية بحكم التغييرات التي فرضتها اسرائيل بالاستيطان، وقوة الاحتلال على أرض الواقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة