يمراليوم 52 عاما على رحيل صانع البهجة والنجوم الكاتب الكبير أبوالسعود الابيارى الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 17 مارس عام 1969.
ورغم مرور كل هذه السنوات على رحيل الكاتب والمؤلف الكبير أبو السعود الإبيارى إلا أن أعماله لازالت تعيش بيننا وتاريخه الثرى تستمتع به الأجيال، ويشهد بعبقرية موهبته وتفردها وما قدمه للفن من أعمال ونجوم، ساعد فى اكتشافهم وتألقهم.
"ياصفايح الزبدة السايحة، يا براميل القشطة النايحة، ده أنا جنب منك أبقى مارلين مونرو"...من منا لا يردد هذه الإيفيهات ويحفظها عن ظهر قلب، ومن لا يعشق كوميديا وأفلام اسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصرى وفريد الأطرش ومحمد فوزى، ومن منا لم يردد الأغانى الراسخة فى الذاكرة والعابرة للأجيال مثل "يا نجف بنور–ولا يا ولا (يابتاع التفاح)– البوسطجية اشتكوا–- لقيته وهويته شاديه – يا عواذل فلفلوا -انا قلبى دليلى–العدس الليلة ليلة عيده لنعيمه عاكف - يا رايحين للنبى الغالى - معانا ريال- إحنا التلاتة سكر نباتة"، وغيرها الكثير والكثير من الغبداعات التى لا تعد ولا تحصى، التى كتبها العبقرى المبدع أبو السعود الإبيارى.
أبو السعود الإبيارى صانع البهجة والنجوم، الذى اكتشف اسماعيل ياسين وكون معه ثنائى فنى وقدما معاً عددا من الأفلام التى حمل بعضها اسم اسماعيل ياسين، وساهم فى نجومية عشرات النجوم من عمالقة الفن ومنهم فريد الاطرش ومحمد فوزى، ولبلبة وعادل إمام.
ولد العبقرى ابو السعود الإبيارى عام 1910 فى حى باب الشعرية ، وظهرت مواهبه وهو طفل، فكتب الزجل فى مجلة (الأولاد) وأعجب بالكاتب الكبير بديع خيري كزجال ومؤلف مسرحي وتتبع خطاه وشجعه بديع، وتبنى موهبته.
حاول الإبيارى الالتحاق بمعهد الموسيقى لكنه فشل في الغناء ، كما فشل في العمل منشدًا مع أحد المطربين، وكتب 50 أغنية وعرضها للبيع ﻹحدى شركات الاسطوانات فاشترت الشركة اﻷغاني منه بسعر 5 قروش للأغنية الواحدة، وكان أول مونولوج يكتبه أبو السعود الإبياري هو (بوريه من الستات) للمونولوجست سيد سليمان وحقق نجاحًا كبيرًا وكتب إسكتشات فكاهية لفرقة بديعة مصابني وأول رواية (إوعى تتكلم) عام 1933، ليقتحم بعدها مجال السينما ويشكل مع الفنان إسماعيل ياسين ثنائي فنى، حيث عملا في العديد من الأعمال منها (إسماعيل يس في الطيران، إسماعيل يس طرزان، إسماعيل يس في الجيش)، ومن أبرز أعماله أيضاً (حسن وماريكا، صغيرة على الحب، عودة طاقية الإخفاء).
قدم أبو السعود الإبيارى للسينما أكثر من 500 فيلما من أهم أفلامها وهو ما يتجاوز نسبة 15% من الأفلام المصرية، كما كتب أروع الأغانى التى يتجاوز عددها 300 أغنية، وألف مئات المسرحيات ، كماعمل بالصحافة وكتب العديد من المقالات لمجلة الكواكب وغيرها.
استمد الإبيارى فنه من حياة الناس وتعبيراتهم ومعايشته لهم في الشوارع والحارات والمقاهى، لذلك عاش هذا الفن وصدقه الناس وحفظوه.
وكتب أبو السعود الإبيارى للسينما أجمل أفلامها الكوميدية، حيث ألف معظم أفلام إسماعيل يس ومحمد فوزي وفريد الأطرش، وحقق فيلمه (لو كنت غني) الذى قام ببطولته بشارة واكيم عام 1942، نجاحا مدوياً، وبعدها توالت نجاحاته فى مئات الافلام ومنها:" الزوجة 13 – الزوجة السابعة – أنت حبيبي – تعالى سلم – نشالة هانم – عفريتة هانم – صغيرة على الحب – جناب السفير – هارب من الزواج – شباب مجنون جداً – طاقية الإخفاء – سكر هانم – المليونير – حواء والقرد – البحث عن فضيحة، فضلا عن أفلام اسماعيل ياسين التى حملت اسمه، كما كونا معا فرقة اسماعيل ياسين المسرحية وألف لها الإبيارى 65 مسرحية.
على الرغم أن أبو السعود الإبياري مؤلف كوميدي إلا أنه ألف لسيدة الشاشة العربية فاتن حمامه عددا من أجمل أفلامها ومنها : (اليتيمتين – ست البيت - ظلموني الناس - أخلاق للبيع).
واستحق المبدع أبو السعود الإبيارى عن جدارة عددا من الألقاب التى أطلقت عليه ومنها :"أستاذ الكوميديا، موليير الشرق، النهر المتدفق، جوكر الأفلام،منجم الذهب، الجبل الضاحك"، ورحل عبقرى الضحك والفن المصرى بعد حياة ثرية حافلة بالفن والإبداع فى 17 مارس 1969.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة