اقترب شهر رمضان المبارك، ولم يتبق سوى 26 يوماً على قدومه، فى ظل تزايد ملحوظ لحالات الإصابة بفيروس كورونا، تجعلنا أكثر حرصاً على ضوابط الوقاية والإجراءات الاحترازية الواجبة، خاصة أن هذا الشهر يتميز بالتلاقى والتواصل بين العائلات، في مختلف ربوع مصر، وأجوائه الشعبية التي نعرفها جميعاً، إلا أن خطورة انتشار العدوى قائمة، وقد تتضاعف الأعداد بصورة غير مسبوقة لو تركنا الأمور لتقديرات الأشخاص.
نحتاج خلال الشهر الكريم إلى استعادة الضوابط الاحترازية الخاصة بالتعامل مع فيروس كورونا المستجد، بصورة تضمن عدم انتشار العدوى، خاصة أن البعض بدأ يتخفف من هذه الإجراءات، كما تراجعت أجهزة الحكم المحلى عن تحرير المحاضر لمن يخالف ارتداء الكمامة في الأماكن العامة ووسائل المواصلات، لذلك يجب أن يتم التأكيد على هذه الضوابط مرة أخرى.
القضية التي تحتاج إلى مناقشة في الشهر الكريم حال تزايد معدلات الإصابات وفق ما ترصده وتقرره وزارة الصحة بالتعاون مع وزارة الأوقاف، هى النظر في إقامة صلاة التراويح في المساجد الكبرى، التي تتكدس بالمصلين خلال الشهر الكريم، ومن الممكن أن تساهم بصورة كبيرة في نشر الفيروس ونقل العدوى، خاصة أن المساجد الصغيرة والزوايا ممنوعة من صلاة التراويح في رمضان، بما يشكل ضغطا على المساجد الجامعة، التى غالبا ستشهد تكدساً كبيراً في الأعداد، تجعلنا نحتاج إلى قرار من اللجنة الفنية المعنية بمكافحة انتشار فيروس كورونا في مجلس الوزراء خلال الفترة المقبلة بناء على أعداد الإصابات والوفيات بالفيروس المستجد، وبما يتفق مع المصلحة العامة للمواطنين، حول إقامة صلاة التراويح.
في شهر رمضان الماضى لم نصادف مشكلة فتح المساجد وصلاة التراويح، خاصة أن البلاد كانت تحت حظر التجوال الجزئى وكانت المساجد مغلقة بقرار من الحكومة، إلا أن الأمر هذا العام يحتاج إلى تحرك سريع، يضمن الحفاظ على أرواح المواطنين، ويقلل قدر الإمكان من أعداد الإصابات، خاصة أنها في مصر تشهد ثبات نسبى منذ فترة، ولا نعانى مشكلة كبيرة، كما يحدث في بعض البلاد الأوروبية أو أمريكا، فالوضع المصرى أفضل بكثير من غيره، ومطمئن وتحت السيطرة، ويدفعنا إلى الحفاظ على هذا المستوى وعدم المخاطرة لاتخاذ خطوات من شأنها رفع نسب وأعداد المصابين بكوفيد 19.
يمكن لأى مواطن أن يصلى في بيته سواء خلال شهر رمضان أو غيره من الشهور، وفقه النوازل أباح وأجاز الكثير من المسائل التى تخفف على الناس العبادات والمعاملات في أوقات الجوائح والأزمات، وأتصور أن الحكومة ووزارة الأوقاف، ووزارة الصحة على وعى كامل بالموقف الوبائي لفيروس كورونا، وسيتخذوا القرار المناسب بشأن الإجراءات والضوابط الاحترازية خلال شهر رمضان من أجل ضمان صحة المواطن، وسلامة المجتمع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة