أول من صنع الجرانيتا فى مصر، وأول من حصل على ترخيص لممارسة نشاط تجارى فى منطقة جليم الراقية، وواحد من أقدم 10 محلات فى الإسكندرية، هنا جرانيتا "مهدى" التى تحكى عن تاريخ كبير، بدأت من كشك خشبى حتى انتهى به المطاف فى مقره الحالى فى أول شارع مصطفى فهمى فى جليم من اتجاه البحر، مرورا بعشرات النجوم الذين رسمت هذا المكان الصغير جزء رئيسى من رحلتهم إلى عروس البحر الأبيض المتوسط.
وعن فكرة اسم الجرانيتا، قال محمود مهدى: جدى أراد أن يبتكر شيئا جديدا يميزه عن غيره، ففكر فى صناعة آيس كريم ليمون لكن كان هناك مشكلة فى مكوناته حتى قرر عمل الليمون وإضافة السكر فقط، وبدأ فى ترويجها وأطلق عليها عدة مسميات تقليدية مثل جيلاتى ودندرمة، حتى شاهده اليونانى جليمو نوبولو، الذى كان يشغل منصب عضوية ﺍﻟﻤﺠﻠﺲ ﺍﻟﺒﻠﺪى ﻟﻤﺪﻳﻨﺔ الإسكندرية، وكانت والده يونانى وأمه إيطالية، وقال له إنها تسمى جرانيتا ومعروفة جدا فى إيطاليا وكان يتناولها عند ذهابه لوالدته.
وأضاف مهدى: استقر جدى فى كشك خشبى صغير بمنطقة الرمل وهى المنطقة التى تم تقسيمها إلى أحياء بعد ذلك، وكان بالقرب من الفندق الذى يقيم فيه الملك فاروق وهو عبارة عن 5 طوابق وكان يعُد من أعلى مبانى الإسكندرية فى ذلك الوقت، كان الملك فى الاستراحة وشاهده من بلكونة الفندق وحوله الكثير من الناس، فنزل ليستطلع الأمر، خاصة وأن هذه المنطقة كان ممنوعا فيها ممارسة أى أنشطة تجارية، لأنها تحتوى على العديد من القصور ومنازل الأسرة العلوية، فاشترى منه وأعطاه جنيها واحد وكان مبلغا ذو قيمة فى ذلك الوقت، وركب سيارته البيضاء التى قادها بنفسه، ولم يدرك جدى أن من اشترى منه هو الملك نفسه إلا عندما رأى الناس يصفقون له ويحيونه بحرارة شديدة، ولم يكن يعرفه حيث أنه لا يستطيع القراءة ولا الكتابة وكانت وسائل التواصل غير متاحة فى هذا الوقت عام 1938 وهى نفس فترة بداية حكمه، وعندما عرف بهويته صدم صدمة شديدة
وتابع مهدى: كان أيضا من أشهر زبائن المحل عدد من نجوم الفن منهم المطرب فريد الأطرش والفنان عماد حمدى وزوجته فى ذلك الوقت الفنانة القديرة شادية، وقاما بإهدائنا صورا لهما، ومن الفنانين الحاليين الفنان أحمد السقا والفنان ماجد المصرى الذى كانت تربطه الصداقة مع والدى وزوجته، وأيضا كان الكابتن حمادة إمام تربطه علاقة صداقة بوالدى وأيضا المعلم حسن شحاتة، وصديق والدى الكابتن الكبير وبطل مصر فى السباحة عبد اللطيف أبو هيف الذى كان يأتى ويجلس مع والدى على "الدكة الخشب" التى كانت موجودة أمام المحل ولم يعرف بوفاة والدى لكنه توفى بعده بأشهر قليلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة