تمر، اليوم، الذكرى الـ 214 على قيام بريطانيا بمنع تجارة الرقيق بين أفريقيا وأمريكا، ودعوة الدول الأوروبية الأخرى إلى فعل نفس الشىء، وهو اليوم نفسه الذى أقر فيه الكونجرس الأمريكى قانون حظر استيراد العبيد إلى أى ميناء أو مكان فى الولايات المتحدة، وذلك فى 2 مارس عام 1807م.
والحقيقة أن المواطنين السود أو كما أطلق عليهم "العبيد" من قبل، عانوا معاناة كبيرة فى فترة العصور الوسطى، وبداية العصر الحديث، خاصة فى الدول الأوروبية، وأثناء الحرب الأهلية الأمريكية، ولم يحصلوا على حقوقهم إلا منذ عقود بسيطة، حتى استطاعوا فيما بعد أن يخرج من بينهم رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، هو الرئيس الرابع والأربعون، باراك أوباما.
العديد من الروايات تحدثت عن معاناة واضطهاد أصحاب البشرة السمراء سواء فى أمريكا أو الأفارقة الذين ذاقوا مرار العبودية بسبب لونهم من أصحاب البشرة البيضاء أو الأوربيين، منها:
محبوبة
تحكى رواية "محبوبة"، المأخوذة عن قصة حقيقية، عن "سيث" صاحبة البشرة السمراء التى هربت من العبودية بعد أن كانت واحدة من العبيد فى الجنوب الأمريكى إلى الشمال، وبعد استقرار سيث فى منطقة حرة فى الشمال أتى إليها مجموعة من الرجال لإرجاعها لسيدها بسبب هروبها منه وبموجب قانون الرقيق الهارب الذى يعمل على إعادة العبيد الهاربين، ولم تكن سيث وحدها، بل كانت برفقة ابنتها ذات العامين.
اثنا عشر عاما من العبودية
تحكى رواية "اثنا عشر عامًا من العبودية"، التى تعتبر أيضًا سيرة ذاتية، عن محام أمريكى أسمر تم اختطافه من قبل صيّادى العبيد ليتم بيعه فى ولايات الجنوب الأمريكى ليعمل فى مزرعة لأحد الأسياد. يحكى سولمون، وهو البطل الذى كتب الرواية بعد تحريره، عن الحياة القاسية التى يعيشها العبيد وعن عاداتهم الغذائية الصعبة والمميتة وما يتعرضون إليه من انتهاكات إنسانية وجنسية حتى. تم تحرير سولمون من قبل صديقه بعد العثور عليه بحوالى 12 عامًا من وقوعه فى العبودية. وقد ساهمت هذه المذكرات فى إحداث صدى واسع ونقاش مجتمعى ضد العبودية ومع تحرير الإنسان من الرق.
السكك الحديدية السرية
تحكى رواية "السكك الحديدية السرية" عن كورا، العبدة التى تعمل فى مزرعة قُطن خلال فترة ما قبل الحرب الأهلية الأمريكية فى القرن الثامن عشر. تصور الرواية كيف كان يعيش العبيد حياةً قاسية ومؤلمة. ولم تكن معاناة كورا بطلت الرواية لمجرد أنها عبدة سوداء فقط، بل إن العبيد أيضًا كانوا يعنصرون عليها بسبب عارها الذى لاحقها لهرب أمها من المزرعة التى كانوا بها وتركها لها؛ حيث كانت قادمة من أفريقيا بعد اصطيادها من قبل صيّادى العبيد.
كتاب الزنوج
تحكى رواية "كتاب الزنوج" عن الطفلة أميانتا دياللو التى تم اختطافها من بلدتها بدولة مالى من قبل عصابات خطف الأفارقة ليكونوا عبيدًا للأسياد فى أوروبا، وتحديدًا فى بريطانيا. وتمت تسمية الرواية بذلك الاسم لتشبه اسم وثيقة تسجيل العبيد الأفارقة الرسمية التى حررها موظفو البحرية البريطانية عام 1783، وذلك قبل أن تنتهى الحرب الأهلية الأمريكية.
كوخ العم توم
رواية "كوخ العم توم" والتى تعتبر من العلامات فى الأدب العالمى والأمريكي، وقد تخلَّد اسمها بسبب حكايتها وبطلها العم توم. فتحكى الرواية عن عبد أسود يدعى توم يقوم سيده ببيعه بسبب الديون، رفض توم الهرب إخلاصًا لسيده وبدأت رحلة انتقاله من سيد إلى آخر حتى وصل إلى يد شخص قاس عامله بقسوة وإيذاء. سيحاول ابن سيده الأول البحث عنه لإعادته ولكنه مات قبل أن يستطيع أن يصل إليه، وبسبب ذلك حرر السيد عبيده جميعًا وفاءً للعم توم، معتبرًا كوخه الذى عاش فيه رمزًا للحرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة