تشهد حدود السودان وإثيوبيا توترا عسكريا منذ نوفمبر الماضى، عندما أعاد الجيش السوداني نشر قواته في أراضي الفشقة واسترد مئات الآلاف من الأفدنة الزراعية ظلت مجموعات من قبائل "الأمهرا" الإثيوبية تقوم بزراعتها، تحت حماية مليشيات مسلحة إثيوبية لأكثر من 25 سنة.
وقالت مصادر عسكرية موثوقة لـ "سودان تربيون"، إن الجيش السوداني اقترب من السيطرة على مستوطنة "برخت" آخر وأكبر المعاقل الإثيوبية المشيدة داخل الأراضي السودانية بمنطقة الفشقة الكبرى.
رئيس مجلس السيادة الانتقالي
وأفادت المصادر للصحيفة السودانية، أن القوات السودانية تخوض منذ أمس الإثنين معارك عنيفة ضد قوات إثيوبية، وأن الجيش يتقدم على نحو مضطرد صوب "برخت" بعد تكبيده الجيش الإثيوبي وحلفائه خسائر وصفت بالكبيرة.
وكشفت مصادر سودانية لـ"الشرق"، اليوم الثلاثاء، مصرع عدد من جنود الجيش الإثيوبي، وجماعات مسلحة، بعد اشتباكات اندلعت ليل الإثنين، مع الجيش السوداني على الحدود المشتركة.
وتحاذي الفشقة الكبرى بولاية القضارف إقليم تيجراي الإثيوبي بطول 110 كيلومترات حيث أقيمت فيها مستوطنة "برخت" بعمق 5 كيلومترات داخل الأراضي السودانية كواحدة من أكبر المستوطنات الإثيوبية بغرض إسناد العمليات الزراعية والعسكرية تيجراى.
وبعد الحرب التي خاضها الجيش الإثيوبي ضد جبهة تحرير تيجراي سيطرت قومية الأمهرا ومقاتلي الكومنت على المستوطنة التي تمركزت فيها كذلك قوات إريترية وفقا للمصادر التي نقلت عنها الصحيفة.
وأضافت تلك المصادر: "القوات الإريترية والإثيوبية احتشدت داخل المستوطنة بعتاد حربي وأسلحة ثقيلة ومدرعات".
القوات السودانية - أرشيفية
وأكدت المصادر، أن المعارك الجارية حاليا تمضى فى اتجاه بسط الجيش السودانى سيطرته على آخر معاقل الاستيطان الإثيوبي في الأراضي السودانية وتحرير الفشقة الكبرى بنسبة 97%..
وكان الجيش السودانى خاض مطلع الأسبوع معارك شرسة ردا على اعتداءات إثيوبية، وتمكن من السيطرة على منطقة "الكردية" واسترداد مساحات جديدة قبل أن يواصل التقدم صوب "برخت".
وتعتبر "برخت" من أكبر المستوطنات الإثيوبية داخل الأراضي السودانية وتبعد 5 كيلومترات عن الحدود الإثيوبية، ويعيش فيها ما لا يقل عن 10 آلاف من المدنيين والقوات والمليشيات الإثيوبية، كما تعد واحدة من أكبر مراكز دعم وتشوين الجيش الإثيوبى، ويحصل منها على المؤن والآليات والمعدات الأخرى.
رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد
وقالت وسائل إعلام سودانية، إن منطقة الفشقة الكبرى بولاية القضارف شرقي السودان شهدت مواجهات شرسة بين الجيش السوداني ومليشيات إثيوبية كانت استولت على مساحات زراعية واسعة داخل الأراضي السودانية.
ونفذت مليشيات إثيوبية من قوميتي الأمهرا والكومنت الأسبوع الماضي هجمات مسلحة على مزارعين سودانيين في الشريط الحدودي بين البلدين واعتدت عليهم، كما اختطفت عمال وسلبت آليات وحاصدات تخص المزارعين السودانيين.
وقالت مصادر عسكرية موثوقة لـ "سودان تربيون" يوم الأحد، إن وحدات من الجيش وقوات الاحتياط خاضت منذ الصباح معارك طاحنة باستخدام الأسلحة الثقيلة.
وأضافت: "استطاع الجيش دحر المليشيات من مشروعي إبرة وتدلي ومطاردتهم حتى مستوطنة برخت على الحدود السودانية الإثيوبية".
مليشيات إثيوبيا
وأفادت أن الجيش أقام معسكر ونقطة ارتكاز فى مستوطنة "حسن كردى" قبالة الحدود مع إثيوبيا، فيما لاتزال عمليات مطاردة المليشيات الإثيوبية مستمرة.
وبحسب المصادر فإن هذه المعركة مكنت القوات السودانية من التوغل مجددا وإعادة السيطرة الكاملة على المساحات الزراعية في الفشقة الكبرى بمحاذاة إقليم تيجراي بطول 110 كلم.
وقالت إن المليشيات الإثيوبية كانت سيطرت على مساحة 30 ألف فدان لإسناد المزارعين الأثيوبيين وتمكينهم من حصاد الذرة المزروعة بالأساس داخل الأراضي السودانية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة