اقتربت انتخابات نقابة الصحفيين، وبات المبنى العريق الكائن في 4 شارع عبد الخالق ثروت على موعد مع نقيب جديد، و6 من أعضاء المجلس، في ظل ظروف استثنائية لم تشهدها النقابة من قبل، وتحديات مهنية وإدارية كبيرة مرتبطة بمصير ومستقبل مهنة الصحافة، إلا أن الملفت وما يدعو إلى النظر والتأمل غياب البرامج الانتخابية للمرشحين.
وسائل التواصل الاجتماعى مليئة بالزملاء الذين تقدموا لانتخابات مجلس النقابة والنقيب، ولم أجد برنامج واحد حقيقى أو قابل للتطبيق حتى الآن، فالدعاية تنصب على فكرة أساسية مفادها "الصيت ولا الغنى"، و"انتخبوا فلان فهو صادق أمين"، و"انتخبوا أخوكم وحبيبكم من أجل حصانة الصحفى وكرامة المهنة"، و"أنا خير من يمثلكم ويدافع عن مصالحكم"، وهكذا دون خطة أو برنامج.
هل من المعقول أن تكون كل برامج المرشحين فى انتخابات نقابة الصحفيين مجرد "الحمد لله الانتخابات في موعدها"، أو "موعدنا يوم الجمعة المقبل في الجمعية العمومية"، التي بالمناسبة لم نعرف حتى الآن الموازنة التي تناقشها وما بها من جدول أعمال، وهل مقبول أن تكون انتخابات 2021 بهذا الشكل، ومن أين هذه الثقة التي يتحلى بها البعض، وكأنهم سيكتسحون بمجرد إعلان أسمائهم مع العلم أنهم لم يقدموا شيئا سواء خلال وجودهم في مجلس النقابة أو خارجه.
من لديه مشروع حقيقى تستفيد منه الجماعة الصحفية، عليه أن يطرحه ويقدمه بشرط أن يكون واقعى وقابل للتطبيق ومخطط بالورقة والقلم، دون أن يكون من عينة "انتخبونى هتلاقونى"، وعلى من يستطيع أن يقدم خدمات حقيقية للصحفيين والمهنة أن يعلن عنها فى برنامج انتخابى واضح ومحدد، له معالم وتفاصيل وإجراءات، فالنوايا الحسنة ليست كافية فى قضية مثل الانتخابات تنتظر فيها الجماهير وعود وخدمات قابلة للتطبيق.
انتخابات الصحفيين المنتظر إجراؤها 5 مارس، حال اكتمال حضور الجمعية العمومية، ستكون فارقة وكاشفة لكل ما جرى خلال الفترة الماضية من تراجع للخدمات النقابية، وما ثار من مشكلات حول فتح مبنى النقابة أمام الأعضاء، أو القيام بدورها المنوط لخدمة الصحفيين ودعم المهنة في مواجهة كل التحديات التي نراها سواء كانت تقليدية إدارية، أو مستحدثة ناتجة عن التطور الكبير في وسائل الاتصال والطغيان الصارخ والتأثير الكبير للسوشيال ميديا.
قبل يومين من انعقاد الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أتمنى أن أجد برامج انتخابية يمكن على أساسها تقييم الزملاء المرشحين على منصب النقيب أو عضوية المجلس، دون أن يكون الأمر مرتبطاً بالماضى أو كشوف الحساب وما تم تنفيذه خلال فترات سابقة، فنحن ننتخب للمستقبل لا الماضى، ومن لا يملك خطة واضحة وبرنامج انتخابى حقيقى لا يستحق أن تضع فيه الجماعة الصحفية ثقتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة