"بلال محسن" شاب سكندرى رفض الاستسلام إلى إعاقته بفقدان البصر منذ الصغر، واتجه إلى العزف والتلحين حتى برع موهبته، ووصل إلى عمار الشريعى الذى قال له "أنت تذكرنى ببداياتى وأثنى على موهبته"، هذا الشاب لا يعرف كلمة يأس أو استسلام، لا يعترف بالهزيمة، بل تسلح بقوة الإرادة، فهو يمارس حياته اليومية بشكل طبيعى، متزوج من سيدة كفيفة أيضا وله طفل، يعمل فى العزف والتلحين، ودائم الاطلاع على وسائل التواصل الاجتماعى ويقرأ القرآن الكريم بطريقة "برايل".
"اليوم السابع"، التقى بـ"بلال محسن" هذا الشاب الذى يقدم نموذج إيجابى لكل شاب يتحدى الإعاقة.
ويقول "بلال محسن": أنا من محافظة الفيوم ولكننى مقيم حاليا بالإسكندرية بعد الزواج من سيدة كفيفة من مواليد الإسكندرية، وأنا عمرى 38 عاما، تخرجت فى كلية التربية الموسيقية جامعة القاهرة بتقدير عام جيد جدا مع مرتبة الشرف، مضيفا: "أنا مولود كفيف منذ الصغر ولقد حرص والدى على تنمية مواهبى منذ صغرى بما يتفق مع ظروف الإعاقة البصرية، وكان لنا قدوة فى قصة نجاح الفنان الكبير عمار الشريعى، فتعلمت قراءة النوتة الموسيقية بطريقة بريل إلى أن وصلت لسن 14 عاما، والتحقت بمسابقة أفضل عازف عود تحت سن 14 عاما وحصلت على المركز الأول لأغنية "الليالى" للفنان عبد الحليم حافظ، ثم عملت لفترة بقصور الثقافة بالفيوم، ومنها تعلمت الكثير عن الأغانى القديمة والموشحات والطاطيق .
واستطرد قائلا: "كان نفسى ألتحق بكلية أداب إنجليزى جامعة القاهرة، ولكن والدى أصر على الالتحاق بكلية فى مجال الموسيقى أملا فى الوصول إلى منصب معيد بالكلية".
وحول بداية ظهور موهبة حب الموسيقى والعزف قال: "حينما كنت صغير أنا وأختى سماح محسن وهى كفيفة أيضا منذ الصغر، أصر والدى على أن تتعلم أختى الفن والموسيقى قراءة النوتة الموسيقية بطريقة برايل، وفى سن 12 عاما جاء مدرس لأختى لدرس البيانو وكنت أراقب وأسجل تلك الدروس الفنية، حتى قررت أن أتعلم أنا أيضا الفن والموسيقى، فتعلمت العزف على العود فى شهر واحد فقط وأول أغنية عزفتها كانت "أنت عمرى".
وحول لقائه مع الفنان عمار الشريعى قال: "التقيت به صدفة عن طريق رئيس القسم، ودخلت منزله رجل عظيم فى كل شىء استمع لى ولأختى سماح، عزفت له لحن "قولى عملك إية قلبى" للفنان عبد الوهاب، فقال لى: "أنت بتفكرنى بشبابى يا بلال، وأنت شبه الخيل بسبب كثرة الجمل الموسيقية لديك وصوتك أحلى من صوتى"، وأثنى على عزفى للعود، وأعطانى عودة الخاص للعزف عليه، واعتبرتها شهادة عظيمة منه.
وحول أعماله الفنية فى التلحين قال: "أنا مش أى كلمة تقنعنى، أتعاون مع الشاعر راضى على الطهطاوى وهو شاعر كبير له دواوين وعضو فى اتحاد الكتاب، ولحنت أغنية "رجعلى تانى بيتحايل"، وأغنية "ألام" و"حبيتك أيوة أنا مش ناكر"، وأغانى وطنية.
وحول التعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة، قال: "أنا أقل واحد فى المكفوفين فى استخدام أدوات التكنولوجيا الحديثة، ويمكن استخدامها بسهولة من خلال البرنامج الصوتى الناطق بسهولة، وأنا دائم الاطلاع والتعليقات على كافة وسائل التواصل الاجتماعى وقراءة القرآن الكريم بطريقة "برايل " وكتب أخرى فى مجالات عديدة خاصة للدكتور نبيل فاروق، وكتب دينية وموسيقية وكتب عن الطبخ لزوجتى.
وتقول علا أحمد عبد العزيز، طالبة فى كلية الآلسن جامعة عين شمس، زوجة بلال محسن وهى كفيفة أيضا، إنها تدرس اللغتين الإنجليزية والإيطالية، وأنها مازالت طالبة بسبب التأجيل لظروف الزواج والإنجاب حيث أنجبت "مازن" وهو طفل مبصر، وأضافت: "أن موهبة بلال السبب فى قصة الحب والزواج وأول مرة شفته فيها كان بيعزف وأول حاجة شدتنى له هو الموهبة الفنية"، وحول التعاون فى ممارسة متطلبات الحياة اليومية، قالت: "مفيش إيد تانية بتساعدنا، أحنا متحملين المسؤولية كاملة وخاصة مسؤةلية تربية مازن، كل متطلبات البيت ومازن معتمدين على نفسنا تماما.
وأخيرا وجهت كلمة لكل من يشعر باليأس: "الإنسان حينما يريد تحقيق طموحاته هو قادر على تحقيقة، فلا يوجد مستحيل وكل إنسان فقد حاسة لديه إمكانيات أخرى هائلة يجب أن يبحث عنها وينميها بداخلة ولا يأس مع الحياة".
العزف بمهارة
القراءة بطريقة برايل
القراءة بطريقة برايل
القراءة بطريقة برايل
بلال محسن
بلال مع زوجته وابنه
بلال مع زوجته وابنه
بلال يقرأ القرآن الكريم بطريقة برايل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة