يقال إن العمر مجرد رقم، ويبدو هذا الأمر صحيحا للغاية مع عدد من الزعماء ومشاهير حول العالم الذين لا يزال عطائهم ووجودهم فى مجالاتهم حاضرا بقوة رغم تجاوزهم ليس فقط السبعين والثمانين من العمر، ولكن أيضا التسعين.
فقد احتفل اليوم، الثلاثاء، بعيد ميلاده التسعين واحد من أبرز سياسيى القرن العشرين فى العالم، وهو ميخائيل جورباتشوف، آخر رؤساء الاتحاد السوفيتى، والذى كانت نهاية عهده بداية لمرحلة جديدة ليس فقط لبلاده وإنما لشكل النظام العالمى كله.
أكثر من ثلاثين عاما مرت على رحيل جورباتشوف عن السلطة، لكن اسمه لا يزال وسيظل محور انتباه المهتمين بالشأن العالمى، فهذا الرجل التسعينى أنهى الحرب الباردة التى أثارت الذعر فى العالم كله من احتمالية استخدام السلاح النووى فى مأساة جديدة بعد هيروشيما ونجازاكى، هو الرجل الذى ترك بصمة على مسار تاريخ العالم، كما قال عنه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين. فبسياسته المؤيدة للحد من التسلح النووى وإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية فى بلاده، دخل جورباتشوف التاريخ من أوسع أبوابه.
فى عالم الزعماء، هناك آخرون سبقوا جورباتشوف فى اللحاق بنادى التسعين، فى مقدمة هؤلاء ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث التى ستكمل فى إبريل المقبل عامها الخامس والتسعين، وهى أطول ملوك بريطانيا بقاء فى الحكم على الإطلاق، حيث أصبحت ملكة فى عام 1952، أى قبل نحو 50 عاما. ولا تزال ملكة بريطانيا تتمته بصحة جيدة وتظهر فى المناسبات العامة بألوان أزيائها الزاهية التى اعتادت الظهور بها، وتشارك فى جلسات افتتاح البرلمان البريطانى بشكل مستمر، ولم تغب عنها طوال فترة حكمها سوى فى الفترة التى كانت حاملا فيها فى ابنيها الأميرين أندرو وغدوارد عامى 1959 و1963.
من أعضاء نادى التسعين أيضا رئيس الوزراء الماليزى مهاتير محمد الذى يكمل هذا العام عامه الخامس والتسعين، وكان سابع رئيس وزراء لماليزيا وأحد أطول رؤساء آسيا بقاء فى الحكم حيث قاد بلاده فى الفترة من عام 1981 إلى عام 2003، حققا فيها نهضة تعليمية غير مسبوقة، وأصبح أكبر حكام العالم عمر عندما عاد لتولى منصب رئيس الحكومة فى مايو 2018، وكان عمره حينئذ 92 عاما. لكنه استقال مجددا فى فبراير 2020.
وفى الولايات المتحدة، يعد الرئيس الأسبق جيمى كارتر أحد أشهر رؤساء العالم الذين تجاوز عمرهم التسعين عاما. كارتر هو الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة وولد فى الأول من أكوتبر 1924، ويبلغ من العمر 96 عاما. تولى الحكم لفترة واحدة من عام 1977 إلى عام 1981 وعدم تركه بصمة داخلية قوية، لكنه استطاع خلالها أن يحقق إنجازا هائلا فى السياسة الخارجية عندما أشرف على توقيع اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل، وهو الحدث الذى ناله عنه جائزة نوبل للسلام مقاسمة مع الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين. ورغم مرور نحو 40 عاما على تركه للبيت الأبيض، ظل كارتر حاضرا فى عالم السياسة، وأسس مركزه للسلام للعمل على حل النزاعات الدولية.
وبعيدا عن زعماء السياسة، يستعد إمبراطور الإعلام العالمى روبرت مردوخ للانضمام قريبا لمشاهير نادى التسعين، حيث سيكمل الملياردير الاسترالى عقده التاسع فى 11 مارس الجارى، واستطاع خلال أكثر من 50 عاما على بناء مؤسسات إعلامية قوية فى عدد كبير من بلدان العالم أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا واستراليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة