"الست دى أمى.. شقيانه طول عمرها" كلمات هذه الأغنية استطاعت أن تجسدها الأم المثالية لهذا العام على مستوى محافظة الغربية، وذلك بعد معاناة استمرت لعشرات سنوات فى مساعدة زوجها المريض حتى وفاته، والعمل بعد ذلك على تربية بناتها الثلاثة حتى وصلوا للالتحاق بكليات القمة، ليفتخر بها جميع أبناء قريتها نظرا لما قدمته من تضحيات كنموذج يحتذى به.
وكانت وزارة التضامن الاجتماعى، برئاسة الوزيرة نيفين القباح، أعلنت اليوم أسماء الأمهات المثاليات الفائزات لعام 2020، حيث حصلت صبحية حسن المرسى الحبال والمقيمة بقرية محلة مرحوم التابعة لمركز ومدينة طنطا على المركز الأول بالمحافظة.
وقالت الأم المثالية فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" انها تبلغ من العمر 59 سنة وحاصلة على مؤهل دبلوم فنى تجارى وتعمل كاتبه بمديرية الطب البيطري، بجانب أنها أرملة منذ 13 عاما بعدما توفى زوجها بعد صراع طويل مع المرض وترك لها ثلاث ابناء جميعهم إناث فى مراحل عمريه مختلفة.
وأضافت الأم المثالية انها عملت بعد زواجها مع الزوج فى تربية الطيور أعلى سطح المنزل إلى جانب الوظيفة لتوفير متطلبات الحياة، موضحه انه تعرض لوعكة صحية ومرض عام 1994 تزامنا مع ولادتها الابنة الثالثة وبالرغم من ذلك لم تتوانى عن الوقوف بجانب زوجها اثناء رحلة العلاج التى استمرت 14 عاما، حيث أصيب الزوج بفشل كلوى وكبدى مما جعله غير قادر على العمل.
وأشارت إلى أنها عانت كثيرا فتحملت عبء تكاليف العلاج ورعاية بناتها الثلاثة وكن فى أعمار تتراوح ما بين 5 سنوات الكبرى وشهور للصغرى، مضيفة انها تنقلت مع زوجها بين المستشفيات فكانت تسافر يوميا فى الصباح الباكر وتعود فى الليل لترعى بناتها، حتى أصيبت بعدوى من زوجها بالجهاز التنفسى بـ"مرض الدرن" ورفضت الإقامة.
وأضافت، إن زوجها توفى عام 2008 وقامت بالاستمرار بالعمل بمشروع تربية الطيور أعلى سطح المنزل حتى تستطيع تربية بناتها: "وكانت أكبرهن فى العام الأول من دراستها بكلية الطب والوسطى بالثانوية العامة والصغرى بالشهادة الإعدادية".
وأشارت إلى أن جميعهم حاليا حاصلين على شهادات عليا من كلية الطب والصيدلة وأنها فخورة بعملها الذى جعلهم فى هذه المكانة الكبيرة، مضيفة أن بناتها قاموا بالاشتراك فى المسابقة بالمحافظة ومديرية التضامن الاجتماعى بدون علمها، وانها سعيدة بتكريمها اليوم .