تحتفل مصر اليوم بعيد الأم، لتكريم كل أم مصرية، على رعايتها ومحبتها لأبنائها، فهو يوم تكريم السيدة المصرية والأم على كل ما تقدمه من تضحيات من أجل أبنائها و كل من يعرفها، وتوجه "اليوم السابع" الى منزل أم الشهيد الرائد عبد السلام حمادة، أحد شهداء الوطن الذى نال الشهادة خلال الخدمة فى سيناء، من هجوم إرهابي خسيس على الكتيبة .
وتقول الحاجة ماجدة والدة الشهيد "عبد السلام": سعيدة بتواجدكم اليوم، دائما تتذكرون شهداء مصر الأبطال وأمهاتهم، وهو ما يشعرنى بالسعادة ."
وحول تجميع كل مقتنيات الشهيد فى أحد أركان المنزل ، قالت "أم الشهيد": المكان و"الكنبة" له ذكرى جميلة عندى ،كان دايما عبد السلام يقعد عليها ويقولى تعالى نحكى أنا و انتى يا ماما شوية ، وكان دايما يقعد أو ينام عليها، وبعد الاستشهاد حبيت أنها تكون له وجمعت كل مقتنياته فى المكان زى متحف صغير".
وحول مقتنيات هذا المتحف الصغير فى أحد أركان الحجرة قالت:" العلم هو العلم الذى جاء ملفوفا به من سيناء بعد أن نال الشهادة، وباقى المقتنيات عبارة عن ملابس وشنطة ونياشين الكلية الحربية، أى ورقة له منذ الصغر كنت أحتفظ بها من فترة الحضانة حتى الاستشهاد، والمصحف الخاص الذى كان يحتفظ به فى السيارة، كل صوره من فترة الحضانة وحتى الاستشهاد، كل التكريمات التى حصل عليها أثناء الخدمة أو بعد الاستشهاد، كل البدل العسكرية منذ أن كان ملازم أول، كل ما يتعلق به كنت أحتفظ به ووضعته فى هذا الركن الخاص به".
وعن أولاد الشهيد قالت :" عبد السلام ترك محمد عنده 7 أشهر وحاليا عنده 4 سنوات وبعد استشهاده اكتشفنا حمل زوجته فى ابنه إسلام الذى ولد بعد استشهاد والده بـ 8 أشهر ولم يره"، وأضافت: إسلام دايما بيكلمنى على والده برغم من أنه لم يراه ويحكى لى يقولى: "بابا كان بطل وشهيد ،وحريصة على نقل سيرة إبنى لأولاده وبكلمهم عن هواية والدهم فى تربية الصقور ، وعن بطولته فى حب وطنه.
وأضافت:" ابنى كان بيتمنى الشهادة وهو عنده 18 سنة فى الكلية الحربية ، وكل الشهداء بينهم سمات مشتركة فعلا هم خير أجناد الآرض ، وكنت ساعات أقول ابنى دة كدة إزاى كان بار جدا بى وبكل الناس وكنت خايفة عليه أوى وعاوزة أجوزة بدرى " .
وروت أخر زيارة له قبل استشهاده والتى كانت تواكب عيد الأم ، حيث كانت الأجازة فى 19 مارس وحتى 21 مارس ، وقالت :" نزل أجازة وقالى ياماما أنا هافسحك فسحة حلوة أوى انا أجازة 20 يوم ، ولما سألته يا حبيبى هو أنتو فى حرب قالى أيوة يا ماما إحنا فى حرب ، ولما لاقانى إنهرت قالى حرب إية أنا أجازة كبيرة وهافسحك فسحة عمرك ما هاتنسيها ".
واستطردت:" فى عيد عيد الآم جالى هو وابنه وشعرت أن إبنى متغير ، وكل ما أسأله مالك يقولى عندى صداع لكن أنا عارفة ابنى ، وفى يوم 22 مارس اتصل بيا وقالى تم استدعائي وراجع تانى ، وسافر يوم 23 مارس دون وداعى ، وقال:" هاكلمك يا ماما لما أرجع من الكمين ومن ساعتها مكلمنيش".
وقالت:" يوم الاستشهاد فى 8 إبريل، كنت طول النهار ببكى بدون سبب ووجدت نفسى ألف فى الشقة بقول عشان لما صحاب إسلام يجيو يعزوا فيه، وبعدين قلت أنا ليه بعمل كدة وببشر على ابنى ، لكن طول عمرى حاسة أن عمره قصير من وهو فى الحضانة .
واستطردت قائلة وهى تبكى:" ابنى استشهد من 5 سنوات، مشفتهوش لما رجع من سيناء وكل لحظة أقول يمكن مش هو وكل ما الباب يخبط أقول يارب يرجعلى تانى "،مضيفة: مؤمنة بقضاء الله وقدره ، وأنه يموت فى هذا المكان وهذا السن دى إرادة ربنا له ويموت شهيد فى مكانة جميلة".