تعد نوال السعداوى، الكاتبة الكبيرة التى رحلت عن عالمنا منذ قليل، عن عمر يناهز 90 عاما، واحدة من أكثر الشخصيات الأدبية المثيرة للاهتمام لم تتناوله رواياتها من قضايا هامة فهى أشهر من نادى بتحرير المرأة من قيودها، ومن جهر بالعصيان لما سمته "المجتمع الذكورى"، وفوق كل ذلك هى صاحبة كتب وأعمال صاحبة صدى واسع، وقضايا مهمة.
وتركت الأديبة الكبيرة العديد من الكتب والروايات التى جسدت فيها همها الكبير بقضايا المرأة، والفكر المجتعى نحو "حواء"، ومن أبرز تلك الروايات:
زينة
تعد رواية "زينة" للأديبة المصرية الكبيرة نوال السعداوي، واحدة من أهم الروايات الأفريقية النسوية، وتسلط الضوء على شخصية "بدور الدامهيرى" الأستاذة الجامعية المصرية التى تتعرض للعديد من الضغوط والقهر الذى يمنعها من إثبات نفسها، وهو الأمر الذى أدى فى النهاية للهروب من بيت الزوجية فى سبيل تحقيق الذات، لتبدأ بعد ذلك العديد من الأحداث والصراعات.
امرأة عند نقطة الصفر
تروى نوال السعداوي، فى هذه الرواية قصة امرأة تلاعبت بها الأقدار، وساقها الرجال إلى مصيرها المحتوم، فى مجتمعٍ ذكورى مريض، الرجل فيه هو كل شىء والأنثى لا شىء تقريبا؛ حيث تجسد الرواية تملك الذكور للسلطة والثروة والشهوة، بينما تكون الأنثى أداة طيعة لنيل شهوته وتحقيق ثرائه وإرضاء سلطته، تحتل الرواية مكانة خاصة لدى المؤلفة التى ينتابها الخجل أمام شموخِ بطلتها، وعلى الصعيد الروائى اختِيرت ضمن قائمة ١٠٠١ الخاصة بتطور الرواية عبر الزمان، وترجمت إلى 40 لغة.
امرأتان فى امرأة
تعيش المرأة فى عالمنا العربى فى صراعٍ نفسى عميق؛ صراع بين شخصية تريدها متحررة من قيود المجتمع، وأخرى تريدها منصاعة لقيوده وراضخة لسطوته؛ فهى تارة تتمرد، وتارة تستسلم، وبين هذه وتلك تتأرجح منذ ولادتها، مرورا بدراستها وزواجها وممارسة حياتها الاجتماعية، "بهية شاهين"، بطلة الرواية، نراها فى كل نساء المجتمع؛ فهى المتمردة، الثائرة على مجتمعٍ ذكورى أَبوى، هى الشخصية التى قد ترى فيها كل فتاة جزءا منها، فهل تقبل "بهية" ما يفرضه المجتمع من قيود؟ وهل يمكنها أن تثور عليها إن أرادت؟ هكذا يخالج نص هذه الرواية ذهن قارئها، ويدفعه لمماثلة واقعه المعيش بالحكاية.
الحب فى زمن النفط
من أجواء الرواية "تدلى رأسها وهى تحفر فيما يشبه الإعياء، ربما كان المكان صحيحاً وقد تكون واحدة من الإلهات مختفية. لكن الظلمة حالكة والذرّات السوداء تتراقص أمام عينيها. أزاحت الطين ولمحت شيئاً يشبه قرن بقرة. قبل أن تمتدّ ذراعها سمعت الأصوات من خلفها. طابور من الرجال يطلّ عليها. يرتدون الجلاليب.. رؤوسهم ملفوفة بغطاء أبيض. من خلفهم طابور من النسوة داخل العباءات السوداء".
الغائب
الغائب شبح، وكأنه ظل وتلاشى، ننتظره بكل شوق، ورجوعه محض خيال، يداعبنا بذكرياتنا، ويخلق أملا يائسا، نحن نعرف ذلك، وأملنا فى الانتظار، على الرغم من عدم خروجِ الدكتورة نوال السعداوي ، عن أفكارها المعتادة الخاصة بحقوق المرأة والمعاناة التى تَلقاها منذ ولادتها وحتى موتها، فإنها فى رواية "الغائب" استطاعت أن تأسرنا من جديد فى تفاصيل شخصياتها المثيرة؛ "فريدة" تلك الفتاة التى تعانى منذ صغرها مع مجتمعها الذى يحرم تفكيرها، ويقيد حريتها، ويكبلها بتقاليده، الكيميائية الحالمة بكسر قيود عملها التقليدي، وافتتاح معملها الخاص، والعيش بجوار حبيبها "فريد" الذى يهجرها فجأة دون إبداء أسباب، حتى كاد المرض يأكلُها إلى أن تأتى رسالة النجاة من الغائب.
الأغنية الدائرية
فى مجتمعنا الشرقى قد يعاقب المجنى عليه لأَنه سمح للجانى أَن يوقع جنايته عليه، فَإن كان الجانى ذكرا والمجنى عليه أُنثى، فَلا حرج أن تسلب حياتها عقابا لها علَى اغتصاب شرفها، فعلى الرغم من أَنهما توأَمان تشاركا معا فى أحشاء أم واحدة، وجمعهما الشبه الكبير بينهما، فإن المجتمع الذى عاشا فيه لا يعترف بكل هذه الصفات المشتركة بينهما، ويضع الحواجز بينهما؛ فهذا ذكر وهذه أنثى، هذا يكتب التاريخ وباسمه تكتب الأَحداث والبطولات، وهذه امرأَة خلقت لتلبية احتياجاته الجنسية والجسدية، وفى "الأُغنية الدائرية" تعزف نوال السعداوى على وتر النظام الذكورى الذى سيطر على كل شيء ولم يترك للمرأة سوى مكانة ثانوية على هامش نظامه.
جنات وإبليس
عبر عالم بين اليقظة والنوم، تتداخل فيه عوالم وفضاءات عديدة من الواقع والخيال، ومن الدين والتقاليد، ومن الأسماء والمسميات، ترسم لنا الدكتورة "نوال السعداوى" روايتها بجرأتها المعهودة. ﻓ"جنات"، تلك البنت التى نشأت تعانى من القهر والتهميش والاضطهاد، تحاول أن تجد إجابات عن أسئلتها حول الدين والمرأة والحياة.