حذرت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة من أن المجاعة أصبحت بالفعل على أعتاب ملايين الأسر في 20 دولة، وفق تقرير جديد يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتجنب ارتفاع الجوع بسبب عوامل مثل الصراع والظواهر المناخية المتطرفة وجائحة كوفيد -19.
وأشار تقرير المنظمتين أنه يتصدر اليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا قائمة الدول العشرين التي تعاني من انعدام غذائي حاد، وفقا لتقرير "بؤر الجوع الساخنة" الذى نشرته منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) وبرنامج الأغذية العالمي.
أما البلدان الأخرى التي حددها التقرير من بين أسوأ بؤر الجوع - حيث يتزايد الجوع الذي يهدد الحياة - هي أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وهايتي والسودان وسوريا.
وأوضح التقرير إن أكثر من 34 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يواجهون بالفعل مستويات طارئة من الجوع الحاد، مما يعني أنهم على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
ووفق التقرير يواجه الناس في اليمن وجنوب السودان وشمال نيجيريا مستويات كارثية من الجوع الحاد. وتعاني بعض العائلات في مناطق في جنوب السودان واليمن بالفعل من الجوع والموت، أو أصبحت معرضة لخطر المجاعة.
وبينما توجد معظم البلدان المتضررة في قارة أفريقيا، قال التقرير إن من المتوقع أن يرتفع الجوع بشكل حاد في معظم مناطق العالم.
وأشار التقرير الى ان هناك عدة عوامل وراء الارتفاع المتوقع في انعدام الأمن الغذائي الحاد، حيث تواجه الدول واحدا أو مزيجا من الدوافع الرئيسية التي تشمل الصراع وجائحة كوفيد-19 والظواهر المناخية المتطرفة وتفشي الجراد، ومن دواعي القلق الأخرى، تزايد القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
في جنوب السودان، في أجزاء من ولاية جونقلي، كان الناس على الأرجح يكافحون بالفعل المجاعة في أكتوبر ونوفمبر الماضيين، وسيستمرون في فعل ذلك خلال موسم العجاف من أبريل إلى يوليو، بحسب بيان صادر عن برنامج الأغذية العالمي.
وأكد التقرير أنه من المتوقع أن يقع أكثر من 7 ملايين شخص في جميع أنحاء جنوب السودان في أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بما في ذلك أكثر من 100 ألف شخص في المستوى الخامس من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC5)، خلال الفترة من أبريل إلى يوليو أي أكثر بنحو 700 ألف شخص مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
في اليمن، من المرجح أن يستمر العنف المستمر والتدهور الاقتصادي وكذلك الاضطرابات الشديدة للاستجابة الإنسانية خلال الأشهر المقبلة في محافظات الجوف وعمران وحجة باليمن، يُقدّر أن يتزايد عدد الأشخاص في مستوى الكارثة من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، بثلاثة أضعاف.
وفي ظل الفئات السكانية الضعيفة بالفعل، وسوء التغذية الحاد، والنزوح المتزايد والوضع الاقتصادي المتدهور، فإن خطر المجاعة يتزايد في اليمن.
ولفت التقرير الى انه بشكل عام، من المتوقع أن يواجه أكثر من 16 مليون يمني مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد بحلول يونيو 2021، بزيادة قدرها حوالي 3 ملايين منذ نهاية العام الماضي.
و في شمال نيجيريا المنكوبة بالنزاع، تُظهر التوقعات لموسم العجاف يونيو أغسطس أنه من المرجح أن يتضاعف تقريبا عدد الأشخاص في مستوى الطوارئ من انعدام الأمن الغذائي الحاد - إلى أكثر من 1.2 مليون - منذ نفس الفترة من العام الماضي. وفي الأشهر الستة المقبلة، قد يرتفع انعدام الأمن الغذائي بشكل كبير في شمال نيجيريا مع تضرر حوالي 13 مليون شخص، ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الغذائية وسبل العيش.
وشهدت بوركينا فاسو تحسنا طفيفا في الأمن الغذائي منذ يونيو 2020 بفضل الموسم الزراعي الجيد، والوصول إلى الناس في المناطق النائية الذين كان يتعذر الوصول إليهم سابقا، ومدّهم بالأغذية. لكن الوضع لا يزال مقلقا للغاية ويحتاج إلى مراقبة دقيقة حيث من المرجح أن يستمر العنف في دفع الناس إلى حالة انعدام الأمن الغذائي الحاد.
من المتوقع أن يواجه حوالي 2.7 مليون من سكان بوركينا فاسو انعدام الأمن الغذائي الحاد بين يونيو وأغسطس 2021 - بزيادة حادة من 700 الف في عام 2019، قبل تصاعد العنف في الدولة الواقعة في غرب أفريقيا.
تدعو منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الأغذية العالمي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وواسعة النطاق الآن لوقف المجاعة والموت على نطاق واسع، وكذلك الانهيار الكامل لسبل العيش في هذه المناطق.
وقال شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة إن "حجم المعاناة ينذر بالخطر. يتعين علينا جميعا أن نتحرك الآن وأن نتحرك بسرعة لإنقاذ الأرواح وحماية سبل العيش ومنع حدوث الأسوأ."
وأضاف "في العديد من المناطق، بدأ موسم الزراعة للتو أو على وشك أن يبدأ. يجب أن نسابق الزمن وألا ندع هذه الفرصة لحماية إنتاج الغذاء المحلي وتحقيق الاستقرار فيه وربما زيادته".
ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي قال : "نحن نشهد على كارثة تتكشف أمام أعيننا. إن المجاعة - التي يقودها الصراع، والتي تغذيها الصدمات المناخية وجائحة كوفيد-19 - تدق باب ملايين الأسر".
وقال مدير برنامج الأغذية العالمي، ديفيد بيزلي، إننا "بحاجة ماسة إلى ثلاثة أشياء لمنع الملايين من الموت جوعاً: يجب أن يتوقف القتال؛ ويجب أن يُسمح لنا بالوصول إلى المجتمعات الضعيفة لتقديم المساعدة المنقذة للحياة، وقبل كل شيء، نحتاج إلى أن يقدم المانحون مبلغ 5.5 مليار دولار أمريكي الذي نطلبه لهذا العام"
ووفق الأمم المتحدة سيُستخدم التمويل في المساعدات الغذائية الإنسانية، والتدخلات النقدية وسبل العيش الطارئة، تماشياً مع النداء الذي أطلقته وكالتا الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر.