يحتفل العالم اليوم، باليوم العالمي للسل، فى 24 مارس من كل عام، ويهدف إلى بناء الوعى العام حول الوباء العالمى لمرض السل والجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض، وخلال التقرير التالى نستعرض مجموعة من الكتاب الذى قتل مرض السل إبداعهم.
جبران خليل جبران
جبران خليل جبران ولد فى 6 يناير 1883 فى بلدة بشرى ونشأ فقيرًا، فى شمال لبنان حين كانت تابعة لمتصرفية جبل لبنان العثمانية، وهو من أحفاد يوسف جبران المارونى البشعلانى. هاجر وهو صغير مع أمه إلى أمريكا عام 1895 حيث درس الفن وبدأ مشواره الأدبى، عاد بعدها إلى بيروت ومكث بها 10 سنوات، كاملة قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة مرة أخرى، ولم يعد إلا جثمان.
تحولت حياة جبران فى أمريكا، رأسا على عقب، بعد فقدان أسرته بسبب السل، فعاش حياة منطلقة دون أى قيود، وعرف العديد من النساء، وكما يروى صديقه المقرب ميخيائل نعيمة، فى كتابه "الشعلة الزرقاء: رسائل جبران خليل جبران إلى مى زيادة"، طمح فى أن يعيش حياة خيالية مع امرأة شرقية، تغذى إبداعه بنبض خاص، وكانت هذه الازدواجية تريحه وربما مصدر إلهام له.
وعند إصابة جبران بالسل وسرطان الكبد، اختار أن يعيش حياة العزلة حيث كان يخشى على عزلته من أن تعبث بها امرأة أو رجل، وعزلته كانت مبعث إلهامه ومهد مواليد فكره وخياله.
ظل جبران على عزلته، حتى رحل فى نيوريورك فى 10 أبريل 1931، عن عمر ناهز 48 عاما، بسبب تليف الكبد والسل، وكانت أمنيته أن يدفن فى لبنان وهو ما تحقق عام 1932، حيث دفن فى صومعته القديمة فى لبنان، والتى عرفت لاحقا باسم متحف جبران، وأوصى أن يكتب على مقبرته بعد وفاته هذه الكلمات "أنا حى مثلك، وأنا واقف الآن جانبك، فاغمض عينيك والتف ترانى أمامك".
فرانس كافكا
الكاتب التشيكى فرانس كافكا، ولد فى مثل هذا اليوم 3 يوليو من عام 1883م، ويعد من أفضل الأدباء الألمان فى فن الرواية والقصة القصيرة، تصنّف أعماله بكونها واقعية عجائبية، أغلب أعماله تتضمن قصص لأبطال غريبى الأطوار يجدون أنفسهم وسطَ مأزق ما فى مشهد سريالى، يعزى ذلك للمواضيع النفسية التى يتناولها فى أعماله مثل الاغتراب الاجتماعى والقلق والذعر والشعور بالذنب والعبثية.
فى عام 1924 اشتد مرض السل على كافكا، مما جعله يعود من برلين إلى براغ، لتقوم عائلته خاصة شقيقته برعايته، وفى 10 أبريل من نفس العام دخل مصحة للعلاج، والمرض أصاب حنجرته مما جعل تناول أى طعام يؤلمه للغاية، فامتنع عن الطعام، ليرحل عن عالمنا، فى 3 يونيو من عام 1924م.
موديليانى
الفنان التشكيلى الإيطالى الشهير موديليانى أصيب بالمرض فى العام 1919م، بعدما عاد إلى باريس بعد عدة معارض ناجحة فى بريطانيا فى الوقت الذى بدأ جامعوا اللوحات البريطانييون شراء لوحاته ولكن فى نهاية ذلك العام داهم مرض السل موديليانى واشتد عليه حتى كُتبت له الوفاة بعد صراع عمر مع الفاقة واعتلال الصحة المزمن فمات أخيراً جراء المرض والإفراط فى الشرب والمخدارت وهو فى الخامسة والثلاثين من عمره.
جورج أورويل
جورج أورويل ولد باسم إريك آرثر بلير فى موتيهارى فى البنغال فى الهند فى 25 يونيو عام 1903، لوالده الموظف البسيط فى الخدمة المدنية الهندية، ولوالدته فرنسية الأصل، عاد مع والديه إلى إنجلترا، ثم أُرسل فى سن الثامنة لمدرسة داخلية على ساحل ساكس فى جنوب شرق إنجلترا.
فى عام 1938 فكر "أورويل" فى الذهاب إلى الهند للعمل فى بايونير، وهى صحيفة فى لكناو، لكن حالته الصحية تدهورت، وبالتالى أُدخل مصحة قاعة بريستون فى ايلسفورد فى كنت، وهى مصحة مخصصة لمن كانوا فى الخدمة العسكرية حيث كان أخو زوجته ذا صلات فى المستشفى، وقد شخصوا حالته مبدئياً بأنه يعانى من السل وبقى فى المصحة إلى سبتمبر.
استمرت حالة أروويل الصحية بالتدهور، وفى صباح يوم الحادى والعشرين من يناير تسبب انفجار أحد الشرايين الموصلة لرئتى أورويل فى وفاته عن عمر يناهز السادسة والأربعين.
جون كيتس
جون كيتس واحد من أبرز شعراء الحركة الرومانتيكية الإنجليزية المهمين خلال القرن التاسع عشر، ولد جون كيتس فى مورجيت فى لندن ووالداه هما توماس وفرانسسى جيننيج كيتس، لم يتمكن والداه من تحمل تكاليف مدرستى إيتون أو هارو، ولذا أرسل فى صيف 1803 لمدرسة جون كلارك القريبة من منزل جديه، وعاش فى عائلة فقيرة جدا فى لندن.
نشرت أعماله قبل رحيله بـ 4 سنوات من وفاته، وكانت حصيلته الشعرية بشكل أساسى نتاج 6 سنوات فقط، ورحل عن عالمنا فى 23 فبراير من عام 1821م، نتيجة لإصابته بمرض السل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة