يحتفل، اليوم، الناقد والمفكر الكبير الدكتور جابر عصفور، بعيد ميلاده الـ77، إذ ولد فى 25 مارس عام 1944، تولى رئاسة المجلس القومى للترجمة، وكان أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة، وتولى منصب وزير الثقافة مرتين، ويعد من كبار الرموز الفكرية فى مصر والعالم العربى.
ألف وترجم وشارك فى ترجمة عشرات الكتب فى مجال الأدب والنقد، فضلا عن تقيم وتحرير كتب أخرى لكتاب مصريين وعرب، والتى عمق تعبر معرفى وسند منهجى قل نظيرهما فى مجال التعامل مع قضايا النقد والفكر، دراساته التى تنفذ إلى "أساسيات" النصوص، وتستجلى مقولاتها النظرية ومستنداتها التصورية.. وفى التقرير التالى نوضح أبرز كتب الدكتور جابر عصفور النقدية والفكرية، وهى:
الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى عند العرب
يرى المؤلف الدكتور جابر عصفور فى هذا الكتاب أن الصورة الشعرية أضحت جوهر الشعر وأساس الحكم عليه، ولقد اهتم النقاد بجانب التصوير منذ قديم الأزل، وقدموا جهودهم فى هذا الصدد، وإن اقتصرت جهودهم على حدود الصور البلاغية كالتشبيه والمجاز ولم تتعداها لتشمل الصور الذهنية ،النفسية، الرمزية، والبلاغية، التى تتبلور وتتناغم فى وجدان الشاعر.
مفهوم الشعر
أما فى هذا الكتاب يحاول الدكتور جابر عصفور أن يتوقف عند الجوانب المتكاملة للمفهوم، ولكن من خلال ثلاثة نقاد وثلاثة كتب فحسب، ولذلك يقوم هذا الكتاب على ثلاث دراسات أساسية، تدور حول موضوع واحد هو مفهوم الشعر، من خلال كتب ثلاثة هى: عيار الشعر لابن طباطبا العلوى (322هـ)، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر (337هـ)، ومنهاج البلغاء وسراج الأدباء لحازم القرطاجنى (684هـ).
واختياره هذه الكتب الثلاثة نابع من إيمانه بأنها تمثل محاولات أصلية لتحديد الأصول النظرية لمفهوم الشعر، وهى ليست كتباً منغلقة، لا تتجاوب مع المحاولات السابقة عليها أو المعاصرة لها، بل -على العكس- تحاور المحاولات السابقة والمعاصرة فتفيد منها بقدر ما تضيف إليها، وتتجاوز فى إضافتها وطموحها كل محاولات التأصيل التى نعرفها.
المرايا المتجاورة
يدخل كتاب المرايا المتجاورة دراسة فى نقد طه حسين فى دائرة اهتمام المتخصصين فى علوم اللغة العربية وآدابها تحديدًا والباحثين فى الموضوعات ذات الصلة بوجه عام، حيث يقع كتاب المرايا المتجاورة دراسة فى نقد طه حسين ضمن نطاق تخصص علوم اللغة ووثيق الصلة بالفروع الأخرى مثل الشعر، والقواعد النحوية، والصرف، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية.
ويحاول هذا البحث التعرف على طبيعة الفكر النقدى عن طه حسين (1889-1973) من خلال اكتشاف الصيغة التكوينية التى ينبنى بها هذا الفكر وبقدر ما يسعى هذا البحث إلى اكتشاف الخصائص النوعية لهذا الفكر، فإنه يحرص على أن يتعامل معه بوصفه وحدة متكاملة.
هوامش على دفاتر التنوير
يعطى الكتاب انطباعاً واضحاً عن جابر عصفور وأسلوب تفكيره، ففى هذا الكتاب تحدث عن التنوير داخل المجتمع المصرى، ومصير هذا التنوير فى حربه مع القوى الظلامية، والكتاب لم يكن بحثاً علمياً بقدر ما هو مجموعة من مقالات الرأى تعبر عن وجهة نظر صاحبه.
يقول "عصفور" فى مقدمة كتابه "الدولة الحديثة التى نتوهم أننا نستظل بها لم تصل إلى أفقها التحديثى الذى يصون المجتمع المدنى ويحميه، ومؤسسات المجتمع المدنى يتم اختراقها على نحو متصاعد من قوى يحركها العداء اللاهب للمجتمع المدنى، وتقاليد العقل تستبدل بها تقاليد النقل، وشعارات الاتباع تكاد تقضى على أحلام الإبداع".
زمن الرواية
أثار الكتاب الجدل والمناقشات التى ربما ما زالت تلقى بصداها حتى اللحظة، حيث يتحدث فيه عن أن هذا الزمن هو زمن الرواية، ثم يقول بأن هذا الزمن زمن الرواية وليس زمن الشعر، ثم يقول بأن هذا الزمن ليس زمن الشعر بل زمن الرواية.
يقدم الكتاب عبر فصوله المتتابعة معالجات غاية فى العمق والشمول والإحاطة بقضايا جوهرية تتصل بفن القص والسرد الروائى، منها على سبيل المثال تأصيل بحث نشأة النوع الروائى فى الثقافة العربية، وربطها بعدد من الإشكالات المهمة مثل الرواية والترجمة والراوية والمرأة والرواية والمدينة والرواية والتاريخ وهى جوانب غاية فى الأهمية تكاد تكون غائبة بالكلية عند أغلب أو معظم من يمارسون الكتابة الآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة