كأى شاب جاد نزل إلى سوق العمل لتوفي متطلباته ومصاريفه الدراسية حتى لا يحمل أهله المزيد من الأعباء، محاولا التوفيق بين الدراسة والعمل، التحق عدة سنوات بوظيفة محاسب فى سوبر ماركت بمصر الجديدة وهو المقيم فى حلمية الزيتون، مؤخرا وجد فرصة عمل براتب أفضل فقرر ترك العمل فى السوبر ماركت، ولآن صاحب السوبر ماركت اعتاد عمل إجراءات لمن يعمل معه خاصة إذا كان فى وظيفة محاسب فقد أجبر الشاب على توقيع إيصالات أمانة على بياض، كضمان حتى لا يختلس أموال المبيعات.
إلى ذلك لم تبدأ مأساة يوسف زكريا محمد البالغ من العمر 24 سنة والطالب بكلية التجارة، فالمصيبة حدثت بعد ذلك وفق ما سنروى بالسطور التالية.
ذهب الشاب إلى ابن صاحب السوبر ماركت الذى ورثه عن والده، وأخبره برغبته في إنهاء عمله طالبا أوراق ومصوغات تعينه بما فيها إيصالات الأمانة التي وقعها قبل استلامه العمل، فوافق ثم راوغ أسبوعا كاملا وماطل في تسليمه أوراقه وإنهاء خدمته، وفى آخر لقاء نشبت مشادة كلامية بينهما سب فيها صاحب العمل الشاب فرد له الإهانة، وتطورت المشادة إلى اشتباك بالأيدى وتطاول صاحب السوبر ماركت على الشاب أمام الجميع، وبعد أيام أقام ضده دعاوى طالبا قيمة إيصالات الأمانة التى وقعها لكن المحكمة قضت ببراءة الشاب.
عندما فشل صاحب السوبر ماركت فى حبس الشاب قرر الانتقام بطريقته التى يكشف عنها يوسف بقوله: "كنت نايم على السرير فتحت عينى لقيت 4 أشخاص طول بعرض نازلين فيا ضرب، من كتر الضرب مكنتش شايف قدامى، معرفش خدونى فين قلعونى هدومى وصورونى"
الشاب الضحية يروى تفاصيل الواقعة
حكم البراءة من قضية ايصالات الامانة
وأضاف الضحية: الجناة انتحلوا صفة رجال شرطة وسحلونى أمام أهلى وجيرانى وهم يشهرون أسلحة نارية لإرهاب أي من يحاول إنقاذى منهم ثم عصبوا عينى وككموا فمى وتوجهوا بي إلى مكان مجهول اتضح بعد ذلك أنها شقة في منطقة كرداسة بالجيزة حيث احتجزونى 12 ساعة، عذبونى فيها وأرغمونى على توقيع 6 دفاتر ايصالات أمانة جديدة، وصورونى عاريا، وأجبرونى على تعاطى أقراص منومة ومواد مخدرة، وبعدها فقدت الوعى.
شهادة من جدول الجنح
وتابع الشاب: عندما استرديت الوعى وجدت نفسى مكبل اليدين ومعصوب العينين ومكمم الفم ك وسط شارع مظلم، وسمعت صوت سياره مرت مسرعة من جنبى، ثم شاهدت نور من بعيد فتوجهت لمصدره واتضح أنه مقلب قمامة، وعندما شاهدنى عامل أعتقد أنى مختل عقليا، فأخبرته بأننى طالب جامعى خطفنى مجهولون، وطلبت منه أن يتصل بأبى خاصة أن الجناه تركوا بياناتى فى ورقة وضعوها بجيبى.
حكم البراءة من تهمة ايصالات الامانة
اتصل عامل مقلب القمامة بوالد الشاب الذى كان متواجدا داخل قسم شرطة الزيتون وأخبره أن أبنه عنده ووصف له العنوان، فذهب رجال الأمن بصحبة والد الشاب وأحضروه.
كانت البداية بتلقى ضباط مباحث القاهرة بلاغا من مواطن، بحضور 4 أشخاص مجهولين لمحل سكنه، ادعوا أنهم رجال شرطة، واختطفوا ابنه الطالب داخل سيارة ميكروباص بدون لوحات ولاذوا بالفرار، متهما صاحب السوبر ماركت بأنه وراء الواقعة بسبب خلافات بينه والضحية.
وبإجراء التحريات ، تبين أن صاحب السوبر ماركت حرض أشخاصا، على خطف الطالب وإكراهه على توقيع إيصالات أمانة على بياض للانتقام منه.
بعد تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبمواجهته قال إن الشاب كان يعمل فى السوبر ماكت ملكه واختلس مليون و700 ألف جنيه فقرر اختطافه وإكراهه على توقيع إيصالات أمانة لإجباره على رد المبلغ.
وفى سبيل ذلك استعان بــ5 أشخاص لثلاثة منهم معلومات جنائية، فى تنفيذ مخططه مقابل مبلغ مالى، وتوجهوا للشقة محل سكن المجنى عليه وادعوا أنهم رجال شرطة، واصطحبوه داخل سيارة ميكروباص بدون لوحات معدنية قيادة السائق، واحتجزوه داخل شقة بكرداسة بالجيزة، وأكرهوه على توقيع إيصالات أمانة على بياض لإجباره على رد المبلغ، ثم قاموا بالتخلى عنه عقب ذلك.
المتهمون عقب إلقاء القبض عليهم
وبإعداد الأكمنة اللازمة فى أماكن تردد المتهمين، بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة تم ضبط المتهمين والسيارة المستخدمة فى الواقعة و4 إيصالات أمانة على بياض ممهورة بتوقيع المجنى عليه.
وبمواجهتهم بالتحريات وأقوال المتهم الأول أيدوها، واعترفوا بارتكاب الواقعة بتحريض من المتهم الأول، وبمواجهه المجنى عليه بما جاء بأقوال المتهم الأول أيدها واتهمهم بارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وقررت النيابة حبس المتهمين على ذمة التحقيق.