تستعد وزارة السياحة والآثار المصرية لنقل مومياوات المتحف المصرى بالتحرير إلى المتحف القومى للحضارة يوم 3 أبريل المقبل، ويصل عددها إلى 22 مومياء ملكية، واليوم نلقى الضوء على الملك تحتمس الرابع، وهو ابن الملك الرياضى أمنحتب الثانى، وكان للملك أمنحتب الثانى أبناء عدة يتسابقون لخلافة والدهم الفرعون الرياضى، وكان من بين حيل وصول الملك تحتمس الرابع للحكم أنه ادعى أنه رأى الإله رع فى نومه، وتفاصيل هذا الحلم منقوش على لوحة الحلم بين مخلبى تمثال "أبو الهول" فى هضبة الجيزة.
تحتمس الرابع
ويقول كتاب "الفراعنة المحاربون.. دبلوماسيون وعسكريون" للدكتور حسين عبد البصير، يذكر النص أن "أبو الهول" تحدث إلى الأمير تحتمس وأخبره أنه إذا قام بإزالة الرمال المتراكمة على تمثاله وحافظ عليه مما يطمسه عن الأعين فإنه سيجعل منه حاكم مصر القادم، وتعتبر هذه اللوحة دليلاً على أن تحتمس الرابع لم يكن الوريث الشرعى لعرش مصر، وأنه كان يتنافس مع أخوته على عرش مصر، وأنهم كانوا عقبة فى سبيل توليه العرش مما جعله يختلق قصة الحلم كنوع من أنواع الدعاية السياسية له كى يتحايل كى يستولى على عرش البلاد دون حق شرعى قوى، وقد أزال بالفعل الرمال عن تمثال "أبو الهول" العظيم. وأقام حوله سورًا ما تزال آثاره باقية إلى الآن.
وأوضح كتاب "المحاربون الفراعنة" أنه بعد تولى الفرعون تحتمس الرابع حكم مصر، قام بحملة عسكرية على شمال سوريا، وانتصر فيها، وأخمد كل الثورات التى قامت فيها ضد مصر، وعاد من هذه الحملة بالغنائم الكثيرة لمصر العظيمة، وعاد عن طريق لبنان التى وأخذ منها كمًا كبيرًا من أخشاب الأرز لبناء سفينة الإله آمون المقدسة، وتم ذكر قصة الأخشاب تلك على مسلة توجد فيروما، وشهدت علاقاته مع سوريا تغيرات كبيرة نتجت عن التحالف السلمي بين المصريين وأهل مملكة ميتاني الشهيرة، وتم تتويج الأمر بالزواج الملكى الدبلوماسي بين تحتمس الرابع وابنة ملكميتاني، وقام الملك تحتمس الرابع بحملة ثانية على بلاد النوبة حيث قامت ثورة هناك، واستطاع هزيمة أعدائه وعاد بالكثير من الأسرى والغنائم.
وصور تحتمس الرابع نفسه في الكرنك في مناظر ونقوش يقدم القرابين لربه المعبود آمون بعد عودته من حملته الأولى ببلاد آسيا، واستمر تحتمس الرابع في الحكم حوالي تسعة أعوام، توفى بعدها، ودفن في مقبرته في وادي الملوك رقم 43 وقد اكتشفها ثيدور ديفيز في عام 1908م، وقد تعرضت المقبرة للنهب لكن وجدت فيها عدة قطع أثاث وعربة حربية وقد نقلت مومياؤه إلى المقبرة الملكية لأمنحتب الثاني المقبرة رقم 35 واكتشفت مومياؤه بواسطة فيكتور لورت عام 1898م.
وتدل مومياؤه على انه توفى في نحو الثلاثين من عمره ويعتقد انه كان يعانى من مرض قد أدى إلى وفاته حيث كان جسده نحيل جدا.