في شكل جديد من أشكال الإنسانية و مسؤولية الدولة تجاه حفظ كرامة مواطنيها و دعمهم نفسياً و مادياً و صحياً ، صدرت مبادرة الرئيس لدعم محدودي و متوسطي الدخل في امتلاك وحدة سكنية في سابقة جديدة من نوعها و انفراجة سارة لأزمة مستحكمة تشكل عائقاً يشبه الجدار المسلح الذي يحول دون قدرة معظم الشباب علي تكوين أسرة نظراً لصعوبة الإقبال علي الزواج مع شبه استحالة توافر أربعة جدران كشرط أساسي من شروط هذا الزواج .
فقد عاني غالبية الشباب المصري من هذه الأزمة منذ عقود طويلة كان تملك الشاب فيها لشقة بمثابة حلم يتحقق فقط للفائزين ممن ينتمون لأسرة ثرية توفر لهم المسكن أو من لهم ميراث يمكنهم من امتلاك الشقة و خلافه من سبل الحياة الكريمة،أما من لم يسعده الحظ ليولد لأسرة ثرية تحقق له أحلامه ، وولد لأسرة كادحة أو متوسطة بالكاد تقو علي تحمل نفقات تعليمه ، و ليس لديها من الإمكانات ما هو أكثر من ذلك ، لتتركه يعترك الحياة و يجتهد ليمتلك أسباب عيشها بمفردة إذ ليس لديها من الإمكان أفضل مما كان ،
فيواجه هذا المقبل علي الحياة صدمة أنه لا يستطيع تملك أولي أساسيات الحياة الزوجية و هي الشقة علي أقل تقدير، و أنه ربما يحتاج إن حسبها بحسابات التوفير أو التقسيط المريح إن توفر إلي نصف قرن لينتهي منها !
فكان الخيار الأوحد لدي هذا الذي لا حول له و لا اختيار سوي اللجوء إلي الإيجار، هذا الذي يفتقد عنصر الأمان والإستقرار إلي جانب الأسعارالخيالية و عدم القدرة علي الوفاء بمستلزمات الحياة التي لا تكف عن التزايد دون توقف .
و لكن : في مفاجآة سارة ضمن مفاجآت متتالية يطلقها الرئيس الإنسان الذي يؤكد يوماً بعد يوم أنه ينتمي لهذا الشعب و يشعر بمعاناته و مشكلاته كما لم يشعر بها أحد من قبل ، قد منح هؤلاء المتعثرين قبلة الحياة و فتح لهم الباب علي مصراعيه لحياة مستقرة بأولي أولوياتها و هي حقه بالمسكن .
ذلك بأبسط الطرق بالسداد و أكبر التسهيلات التي تدعمها الدولة عن طريق البنك المركزي ،فقد أعلن جمال نجم نائب محافظ البنك المركزي المصري، أن حجم مبادرة التمويل العقاري لمحدودي ومتوسطي الدخل التي وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي بإطلاقها لدعم قدرات الفئات محدودة ومتوسطة الدخل على تملك الوحدات السكنية تبلغ قيمتها 100 مليار جنيه، وبفائدة متناقصة 3 في المائة على 30 عاما.
و ما زالت المشكلات الأزلية التي يعانيها شعب مصر طيلة مئات السنوات تنحل عقدتها واحدة تلو الأخري إلي أن يتحقق المأمول كله كما نحلم و نتمني بالعيش و الحرية و الكرامة الاجتماعية.