يمر اليوم 16 عاماً على رحيل العبقرى الموهوب المعجون بالفن والإبداع الفنان الراحل أحمد زكى الذى رحل عن عالمنا بجسده فى مثل هذا اليوم الموافق 27 مارس من عام 2005 ولكنه سيبقى بيننا بفنه وأعماله دائماً.
أحمد زكى الذى غير الصورة النمطية عن فتى أحلام البنات بوجهه الأسمر وشعره المجعد، المبدع القادر على أن يجسد الرئيس والزعيم والوزير والبواب والغفير والموظف والضابط الشرس والمجند البسيط البرئ ، والدجال والطبيب والمدمن ، والمصور الذى تنظر إلى وجهه كى " تطلع الصورة حلوة "..فيغوص فى كل شخصية ليقنعك فتصدقه وتبكى وتضحك وتغضب وتفكر وتتأمل.
ورغم أن أحمد زكي كان كتلة من المشاعر والأحاسيس، إلا أن قصص الحب فى حياته كانت سيناريوهات لم تكتمل، وكلها كانت قصصاً حزينة ، ولعل أكثرها حزناً تلك التى جمعته بحبه الكبير وزوجته الوحيدة وأم ابنه الراحل هيثم أحمد زكى الفنانة الجميلة هالة فؤاد، تلك القصة التى مات كل أطرافها وتحولت إلى وجع لكل الملايين التى ارتبطت بالأب العبقرى والأم الملاك والابن الذى عاش ومات وحيدا.
فرغم الاختلافات الكثيرة جمع الحب بين قلبيهما ، هالة فؤاد تلك الفتاة الرقيقة الجميلة البيضاء التى حققت نجاحات فنية فى فترة بسيطة واستطاعت أن تلفت لها الأنظار ، وأحمد زكى هذا النجم الأسمر ذو الشعر المجعد الذى يحلم بأسرة مستقرة وزوجة وبيت وأطفال لا يتعرضون لمثل ما تعرض له من حرمان فى طفولته بعد وفاة والده قبل أن يكمل عامين من عمره وزواج والدته ، ليبقى ذلك الطفل اليتيم فى بيت جده لأبيه فى حالة عطش دائم لحنان الأم الذى لا يرويه لقاءات وزيارات بسيطة يزورها فيها فيرى إخوته من أمه ينعمون بحنانها دائما بينما هو يراها على فترات متقطعة.
كانت الفنانة الراحلة هالة فؤاد ابنة المخرج أحمد فؤاد بدأت مشوارها الفنى القصير خلال دراستها بالجامعة حينما رشحها المخرج عاطف سالم، لدور فى فيلم «عاصفة من دموع» ، فحققت نجاحا وحصلت على جائزتين عن هذا الفيلم ،الأولى من جمعية الفيلم، والثانية من المجلس الأعلى للثقافة.
وبعد هذا النجاح تم ترشيحها لأداء دور مع الفنان أحمد زكى فى مسلسل «الرجل الذى فقد ذاكرته مرتين» ، ومن هنا نشأت قصة الحب بينهما لتصبح تلك الفتاة زوجته الأولى والأخيرة.
وفى حوار أجرته الراحلة هالة فؤاد تحدثت عن زواجها من الفنان أحمد زكى قائلة: «استمر زواجنا لمدة عامين وأنجبت خلالهما ابننا هيثم أحمد زكى" ، ولكن زكى طلب منها بعد الانجاب التفرغ للحياة الاسرية واعتزال الفن ، فرفضت ووقع الطلاق بينهما لتكمل هالة فؤاد مسيرتها الفنية بعد الطلاق حتى تقر الاعتزال بعد مرضها الأخير .
و تحدث الراحل أحمد زكي، فى حوار قديم له عن هذا الزواج قائلا: «كنت أحلم ببيت وأسرة كبيرة وهالة كانت إنسانة راقية ولطيفة ومهذبة ومثلت معها ووجدتها نموذجًا هائلًا وتوسمت فيها زوجة رائعة».
وتابع :«اعتقدت أنها لا تحب الفن واكتشفت أنها تعشقه، وبعد الإنجاب قررت هالة أن تعود للفن، فرفضت عودتها للفن وفشلت فى إقناعها وأصبحت عصبيًا معها لدرجة كبيرة».
وكشف أحمد زكى عن سبب رفضه عودة زوجته للفن : «أردت أن أحميها من هذا العالم القاسى بأضوائه ومشاكله التى لا تنتهي، لم نحتمل العناد انفصلنا واعترفت أنى ظلمتها لأنى استغرقت فى حلمى لتأثيث بيت وعزوة لكن الحلم انتهى بشكل سريع».
وعقب انفصالها عن الفنان أحمد زكى تزوجت هالة فؤاد عام ١٩٩٠ من عز الدين بركات الخبير السياحى لتنجب منه ابنها الثانى رامي، ولكن بعد ولادة متعسرة قررت هالة أن تبتعد عن التمثيل وارتدت الحجاب بعد أن قدمت ٢٤ عملًا سينمائيا ودراميًا.
وعقب اعتزالها الفن أصيبت هالة فؤاد بسرطان الثدى وذهبت إلى فرنسا لعلاجه، ولكنه عاودها مرة أخرى لتدخل فى غيبوبة متقطعة ثم تسلم روحها إلى بارئها عام ١٩٩٣ ، عن عمر يناهز 35 عاما.
حزن أحمد زكى حزنا شديدا على وفاة هالة فؤاد ، وحينما وصله خبر وفاتها وهو يصور أحد المشاهد سقط مغشيًا عليه، ونقلوه إلى منزله ، وطلب من الجميع عدم الإعلان عن تلك الواقعة ، خاصة أن هالة عندما توفيت كانت زوجة رجل آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة