- بقعة على فستان زهرة العلا تجلب النحس وسر مسامير يحيى شاهين وكرافتة عماد حمدى
فى حياة كل منا أشياء يتفاءل بها، ويسعد إذا رآها أو بدأ بها يومه، فيستبشر خيرا بيومه وما فيه من أحداث، وأشياء أخرى لا يحبها وينقبض حين يراها، ويتصور أنها نذير شؤم، قد تصيبه بعدها أحداث سيئة.
وكان لنجوم الزمن الجميل العديد من الأشياء التى يتفاءلون بها وأخرى يتشاءمون منها، وعن ذلك كتبت مجلة الكواكب فى عدد نادر صدر عام 1956 تحت عنوان «نجومنا بين التفاؤل والتشاؤم»، حيث تحدث عدد من النجوم عن الأشياء التى يتفاءلون بها والأشياء التى يكرهونها ويتشاءمون منها.
فستان ليلى مراد الأزرق
وكان من بين هؤلاء النجوم الفنانة الكبيرة ليلى مراد، التى كان أول فيلم ظهرت فيه هو فيلم «يحيا الحب»، وكان ذلك بداية مجدها الفنى.
وفى أول مشاهد الفيلم، طلب المخرج من ليلى مراد أن ترتدى فستانا من «التل»، فاشترت ليلى فستانا من التل يميل إلى اللون الأرزق، وذهبت للاستديو استعدادا لتصوير المشهد.
وما كاد محمد كريم، مخرج الفيلم، أن يرى الفستان حتى اعترض عليه بسبب لونه، وطلب من ليلى مراد أن تغيره، فتعجبت القيثارة، قائلة: «ماله لون الفستان»، فأشار المخرج بأن لون الديكور أزرق، وسيكون منظر الفستان قبيحا فى التصوير، لأنه يشبه لون الديكور، وعليها أن ترتدى فستانا آخر.
ولكن ليلى مراد تشاءمت من خلع الفستان الجديد، وأصرت على التمثيل به، وأمام إصرارها غير المخرج لون الديكور إلى أزرق غامق كى يظهر لون الفستان الفاتح.
وتم تصوير الفيلم ونجح نجاحا كبيرا، وحققت ليلى مراد شهرة ونجاحا كبيرا، ومنذ ذلك اليوم أصبحت ليلى مراد تتفاءل باللون الأزرق، وتحرص فى كل فيلم تظهر فيه على أن ترتدى فى أحد مشاهده فستانا من اللون الأزرق.
خاتم سيدة الشاشة
أما الفنانة الكبيرة فاتن حمامة فاعتادت أن تلبس خاتما ذا فص أحمر دائما، وظهرت به فى العديد من أفلامها، حيث كانت له مكانة كبيرة عند سيدة الشاشة العربية.
وكانت فاتن حمامة تعتقد أن هذا الخاتم يجلب لها الحظ، وأن فصه الأحمر يقيها شر العيون الحاسدة.
وأثناء تصوير أحد أفلامها، لاحظت سيدة الشاشة العربية أن الخاتم غير موجود فى إصبعها، فاضطربت وصرخت: «الخاتم، فين الخاتم، الخاتم راح».
وطلبت الفنانة الكبيرة وقف التصوير لحين العثور على الخاتم، وظن الفنانون والعاملون بالاستديو أن الخاتم ثمين وغال، وأنه من الماس، وأغلق المخرج أبواب الاستديو، تمهيدا لاستدعاء البوليس، وجرى البحث عن الخاتم فى كل مكان، حتى تذكرت سيدة الشاشة العربية أنها خلعته وهى تغسل يدها فى الحمام، فجرت لتطمئن أنه موجود فى مكانه.
وبالفعل وجدت فاتن حمامة الخاتم، وعادت لزملائها وهى تضحك، فنظر الجميع للخاتم الذى أثار القلق والفزع فى الاستديو، وفوجئوا بأنه خاتم متواضع لا يتجاوز سعره جنيهين.
وضحكت سيدة الشاشة العربية وهى ترى نظرات التعجب فى عيون زملائها وجميع من بالاستديو، وقالت:«صحيح هو رخيص وميسواش اتنين جنيه، لكن عزيز عندى وقيمته كبيرة».
جزمة مديحة يسرى البنى
وكانت الفنانة الكبيرة مديحة يسرى لا تهتم بالتفاؤل والتشاؤم إلا فى شىء واحد وهو الحذاء، وتحديدا لون هذا الحذاء، حيث عرف عن سمراء النيل أنها كانت تتفاءل باللون البنى الغامق فى الأحذية، وكانت تحرص على ارتداء حذاء بهذا اللون، عندما تذهب لقضاء أى مصلحة، وكان سبب هذا التفاؤل، كما أوضحت الفنانة الكبيرة للكواكب، أنها خطت أولى خطواتها فى السينما وفى طريق المجد الفنى وهى ترتدى حذاء لونه بنى غامق، لذلك كانت تتفاءل دائما بهذا اللون فى الأحذية.
حذاء فريد الأطرش
فيما كان الموسيقار الكبير فريد الأطرش يتفاءل بالحذاء ذى اللون الأبيض، وظهر فى العديد من الأفلام وهو يرتديه.
وعن ذلك قال الموسيقار الكبير للكواكب: «كنت فى مستهل حياتى الفنية لا أملك سوى حذاء واحد أبيض اللون، إذا جاء الصيف أضفى على لونا من الأناقة، وإذا جاء الشتاء أضفى على لونا من الصعلكة لأنى لا أملك غيره، ولا أستطيع شراء حذاء آخر».
وتابع فريد الأطرش:«كان هذا الحذاء وفيا وذا أصل، فلم يتخل عنى إلا بعد أن بدأ الفقر يتخلى عنى واستطعت أن أشترى غيره».
واحتفظ الفنان الكبير بهذا الحذاء، بعدما عرف طريق المجد والشهرة، قائلا:«احتفظت به إعزازا لوفائه وتقديرا وتكريما لما تحمله معى من دوخة ولف ودوران من مشرق الأرض إلى مغربها، وأصبحت أحب كل حذاء أبيض إكراما لهذا الحذاء الذى سلمنى للحظ والمجد»، لذلك لم يكن الفنان الكبير فريد الأطرش يظهر فى أى فيلم إلا إذا ارتدى فى أحد مشاهده حذاء أبيض اللون.
كعب هدى سلطان
وعلى ذكر الأحذية، ذكرت الكواكب أن من أكثر الأشياء التى كانت تتشاءم منها الفنانة الكبيرة هدى سلطان، هو أن ينكسر كعب حذائها، وتعتقد أن هذا نذير شؤم يبشر بوقوع حدث سيئ لها، فكانت إذا انكسر كعب الحذاء، تؤجل كل الأعمال والمهام التى كان من المفترض أن تنجزها فى هذا اليوم.
وحدث ذات مرة أن كانت الفنانة الكبيرة هدى سلطان فى لبنان فترة زواجها من وحش الشاشة الفنان الكبير فريد شوقى، وفى يوم عودتهما للقاهرة، وبعد أن ارتدت كامل ملابسها استعدادا للذهاب للمطار انكسر كعب حذائها، فما كان منها إلا أن خلعت ملابسها، وقررت عدم السفر فى هذا اليوم، وحاول الفنان الكبير فريد شوقى إقناعها بالسفر، ولكنها أصرت على موقفها، حتى اضطر وحش الشاشة إلى إلغاء السفر فى هذا اليوم وتحمل خسارة التذاكر.
زراير شادية
كانت الفنانة الكبيرة شادية تتفاءل فى شبابها وبداية مشوارها الفنى بالأزرار الخضراء، وتحرص على أن تزين أغلب ملابسها بعدد منها.
وكان السر وراء ذلك أنها عندما بدأت تعمل فى أول فيلم من إنتاجها، كانت ترتدى فستانا مزينا بأزرار خضراء فتفاءلت بهذا اللون، خاصة بعد نجاح الفيلم، وأصبحت تضع عددا من الأزرار الخضراء فى معظم فساتينها حسب ذوق الفستان، تفاؤلا بهذا اللون.
خرز تحية كاريوكا
أما الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا، فكانت تحب كل الألوان، ولكنها كانت دائما تفضل وتتفاءل باللون الأبيض، فيما كانت لا تطيق اللون الأصفر، خاصة فى الخرز الذى يزين بدل الرقص.
وقالت كاريوكا للكواكب: إنها طوال حياتها، خلال الفترة التى كانت تحترف فيها الرقص، لم ترتدِ أى بدلة رقص بها خرز أصفر، ففضلا عن كرهها لهذا اللون، فإنها كانت تتشاءم من شكل ولون الخرز الأصفر وتراه دائما نذير شؤم.
كرافتة عماد حمدى ومسامير يحيى شاهين وملابس زهرة العلا
أما الفنان الكبير عماد حمدى، فكان يتفاءل باللون الأحمر، خاصة فى الكرافتات، وحرص على أن تحتوى كل أربطة العنق الخاصة به على هذا اللون، فيما كان يكره الكرافتات السوداء ويتشاءم منها، ولا يرتديها مهما كانت الظروف، بل ولا يحب أن يرى غيره يرتدى كرافتة سوداء، لدرجة أنه حين كان يلتقى بأحد، يرتدى كرافتة سوداء كانت تظهر عليه علامات الضيق والغضب والارتباك، بل إنه كان يعود مسرعا إلى بيته ولا يبرحه، ويؤجل أية ارتباطات إلى اليوم التالى.
فيما كان الفنان الكبير يحيى شاهين يتشاءم من المسامير، خاصة إذا طالت أى جزء من ملابسه، وتزداد درجة التشاؤم مع درجة اتساع «المزق» الذى أحدثه المسمار فى ملابسه، ولا يزول هذا التشاؤم إلا بعد إصلاح الجزء الذى تمزق.
أما الفنانة الكبيرة زهرة العلا، فكانت تتشاءم من أى اتساخ أو بقعة ولو صغيرة تصل إلى ملابسها، وبالرغم من أنها اتسمت بالهدوء، فإنها كانت تثور وتغضب إذا طال ثوبها أى شىء حتى ولو «غبار أو طعام أو مياه»، وتسرع إلى تبديل ملابسها حتى وإن كان ما طال ثوبها بسيطا لا يرى بالعين، لأنها ترى فى ذلك نذير شؤم، ولكنها كانت تتفاءل دائما باللون الأخضر، وتراه مؤشرا للنجاح والفوز والخير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة