تعرقل شروط زعماء إيران والولايات المتحدة استئناف التزام البلدين بالاتفاق النووى الإيرانى، وذلك عقب إعلان إدارة الرئيس جو بايدن استعدادها لإحياء الحوار مع طهران، الأمر الذى يعنى أن كلا البلدين لن يحرزا أية تقدم فى هذا الصدد على الأقل حتى يونيو المقبل أى موعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية، فى وقت دعا فيه ادارة الرئيس حسن روحانى واشنطن بالاسراع فى خطواتها قبل رحيلها على لسان مهندس الاتفاق وزير الخارجية جواد ظريف.
الجانب الأمريكى، الذى انسحب من الاتفاق النووى فى عهد الرئيس السابق دونالد ترامب فى 2018، يقول -بحسب مسئول- إن مسألة الطرف الذي يجب عليه أن يتخذ الخطوة الأولى لاستئناف الالتزام بالاتفاق النووي الإيراني المبرم عام 2015 "ليست مشكلة بالنسبة للولايات المتحدة"، مبديا مرونة أكبر من جانب واشنطن.
وقال المسؤول، لـ"رويترز"، مشترطا عدم نشر اسمه: "من يتحرك أولا ليست المشكلة. المشكلة هي هل نتفق على الخطوات الذي سنتخذها على نحو متبادل؟".
وبات التنسيق واضحا بين إدارة بايدن وشركاء الأتفاق النووى من الأوروبيين، إذ تحدث رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والرئيس الأمريكي جو بايدن أمس وعبرا عن قلقهما إزاء رد فعل الصين على فرض عقوبات عليها وقالا: إن إيران لابد أن تعود للالتزام بالاتفاق النووي واتفق الزعيمان على ضرورة عودة إيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي".
أما فى إيران ففي خطاب ألقاه في نهاية الأسبوع الماضي، قال: المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إن إيران لا تثق في تعهدات الولايات المتحدة برفع العقوبات، واشترط رفع واشنطن كل العقوبات قبل عوة بلاده للالتزام بما هو منصوص عليه فى الاتفاق، قائلا: "وثقنا في أمريكا في زمن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وأنجزنا تعهداتنا، لكنهم لم ينجزوا (تعهداتهم)، قال الأمريكيون على الورق إن العقوبات سترفع لكنهم لم يرفعوا العقوبات"، موضحا أن الوعود الأمريكية لم تعد تتمتع بالمصداقية لدى الجانب الإيراني.
كما أكد خامنئي، أن إيران ليست في عجلة من أمرها بشأن الاتفاق النووي وعلى أمريكا أن ترفع كامل العقوبات أولا.
وفى السياق نفسه ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية فى طهران، بات الاتفاق النووى الموضوع الرئيسى الذى يستغله كلا التيارين المتنافسين الاصلاحى والمحافظ لتحقيق مكاسب سياسية أكبر، إذ يرى المعسكر الاصلاحى والمعتدل أن خصومه يرغبون عدم إحراز أي تقدم فى هذا الملف إلى ما بعد الاستحقاق الانتخابى.
ويقول المحلل الإيرانى، على بيج دلى فى حوار مطول مع صحيفة آرمان الاصلاحية: "المتشددون والأصوليون الراديكاليون داخل إيران، لا يرغبون فى أن يدون فى سجل روحانى تحقيق نجاح فى العلاقة مع الولايات المتحدة، لكنى أرى أن الهروب من المباحثات سيضر بمكانة إيران".
وأضاف أن القرار النهائى بشأن استئناف المحادثات مع واشنطن فقط بيد المرشد الأعلى، وبايدن يدرك جيدا أن مسألة تغيير الحكومة فى إيران ليست مهمة لطالما القرار بيد خامنئى.
فى السياق نفسه، تستعين طهران بالتنين الصينى لمواجهة الضغوط الأمريكية، حيث وصل وزير الخارجية الصينى وانج يى إلى إيران، فى زيارة ستشهد توقيع اتفاقية تعاون على مدى 25 عاما بين البلدين اللتين تواجهان عقوبات اقتصادية، ومن المتوقع أن تشمل الاتفاقية، التى لم تعلن تفاصيلها النهائية بعد، استثمارات صينية فى قطاعى الطاقة والبنية التحتية بإيران، فضلا عن توقيع برنامج تعاون شامل.
وقال سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: "هذه الوثيقة عبارة عن خارطة طريق كاملة تشمل بنودا سياسية واقتصادية استراتيجية تغطى التعاون فى مجالات التجارة والاقتصاد والنقل... مع التركيز تحديدا على القطاع الخاص فى الجانبين".
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن بكين ستبذل جهودا لحماية الاتفاق النووى الإيرانى والدفاع عن المصالح المشروعة للعلاقات الصينية الإيرانية.