تحية تقدير وتعظيم سلام لرجال هيئة قناة السويس الأبطال الذين أبهروا العالم في انهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس وتعويمها في أسبوع واحد فقط، مثلما أذهلوه وأبهروه في عبور القنال في 73 ومثلما أدهشوه بقرار التأميم وإدارة القناة في 56رغم انسحاب المرشدين الأجانب للضغط على مصر.
سقطت كل الأراء والتحليلات والتوقعات لخبراء السياسة والنقل والبحرية في العالم والذين ملأ بعضهم شاشات الفضائيات الأجنبية ضجيجا وتحدثوا بثقة عن الأزمة التي لن يتم الانتهاء منها وعودة الملاحة للقناة قبل ثلاثة أو أربعة أسابيع..بل ذهبت تقارير عالمية أن الأمر قد يستغرق شهرين..!
ابتلعت أمواج القنال ولحظات تعويم السفينة البنمية كل أحقاد الشامتين والمتربصين بقناة السويس وأعادوا الأحاديث القديمة الساذجة عن الممرات البديلة التي ثبت عدم جدواها الاقتصادية أمام المزايا التنافسية التي لا مثيل لها للقناة المصرية.
في أقل من أسبوع وبالسواعد المصرية والإرادة المصرية عادت الملاحة الى القناة وعامت السفينة ايفر جريفن احدى السفن العملاقة والتي يقدر طولها بحوالي 400 متر أي ارتفاع مبنى 100 طابق تقريبا وبحمولة 220 وأثبت المصريون ان لا مستحيل أمام ارادتهم الفولاذية
أثبت المصريون-كما قال الرئيس - أنهم على قدر المسؤولية دوما، وأن القناة التي حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم.. ستظل شاهدا أن الإرادة المصرية ستمضي إلى حيث يقرر المصريون ". فما حدث هو أبلغ رد على الحملات التى تتعمد الإساءة إلى مصر والنيل من قناة السويس.
الآن وبعد النجاح المبهر في التعامل مع أزمة جنوح السفينة وادارتها نستطيع أن نقول ان مصر وقيادتها وأجهزتها المختلفة تعاملت مع الازمة بمهنية وحرفية عالية وبمسئولية وثقة في الله ثم في أنفسنا وفى خبراتنا وكوادرنا البشرية..
الأزمة رغم بعض الأحقاد والشماتة وأضغاث الأحلام والأوهام، أنصفت الإدارة المصرية لقناة السويس فلم يذكر أحد أن ما حدث للسفينة كان خطأ ادارى أو فنى لإدارة قناة السويس والكل تحدث على أنه خطأ قبطان السفينة وأكدت مصر للجميع ان القناة في أيادي أمينة قادرة على حمايتها وادارتها بالشكل العلمي السليم وان تجارة العالم آمنة مطمئنة فى رحلة العبور من القناة
أظهرت الأزمة قيمة القناة للعالم وللمصريين الذين تابعوا الأزمة بكل شغف واهتمام وخوف ومع اول لحظات تعويم السفينة تبادل المصريون التهاني وشعروا بالفخر والاعتزاز برجال القناة وادارتها
لكن لا بد من وقفة من الشركات التي استغلت الحدث لتسخر من القناة وادارتها ولا بد من موقف حاسم وحازم معها في السوق المصري وهو ما بدا بالفعل من حملات لمقاطعة تلك الشركات. فهذه مصر وهذه قناتها التي لا يجب المساس بها والسخرية منها حتى ولو بحسن نية.
الملحوظة الأخرى أن جنوح السفينة واغلاق القناة أعاد للذاكرة المصرية الوطنية مشهد انسحاب المرشدين الأجانب عام 56 عقب قرار التأميم لاظهار عجز مصر عن إدارة القناة أمام المجتمع الدولى، وكانت الإرادة والنجاح في المرة الأولى وفى المرة الثانية.
وبقى أن أقول ان كبرياء مصر وعزتها هي التي انتصرت في النهاية مع تقديم القيادة المصرية وافر الشكر للأصدقاء في العالم الذين عرضوا المساعدة سواء بحسن النوايا أو بنوايا غير سليمة
مصر نجحت في فرض ارادتها وادارتها وضربت بعرض الحائط كل محاولات فرض الهيمنة وتلميحات التدويل