صدر حديثا العدد (54) من مجلة (الشارقة الثقافية) التى تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاءت الافتتاحية بعنوان (صناعة النشر العربي)، معتبرة أن الاهتمام بالثقافة بمعناها الواسع يشمل الاهتمام بتعزيز صناعة النشر، لذا تُراهن العديد من الدول على الاستثمار فى الثقافة، وتحديداً فى الصناعات الثقافية وتطويرها، من حيث تنظيم معارض الكتب، وإقامة المؤتمرات والندوات والمهرجانات الثقافية والفنية، وإطلاق الجوائز الأدبية وطباعة الأعمال الفائزة، كلّ ذلك يسهم فى إعلاء وترسيخ دور صناعة النشر والارتقاء بقيمتها وأهميتها، وتفعيل حركة توزيع الكتب والتشجيع على الكتابة والترجمة والنشر، فضلاً عن الاحتفاء بالمبدعين الذين يشكلون قوة هذه الصناعة وديمومتها.
أمّا مدير التحرير نواف يونس، فأكد فى مقالته التى حملت عنوان (مليك.. أريجه يسكن الروح) ضمّنها خواطر ومعانى تحاكى الواقع وتحمل رسالة ممزوجة بالخبرة والتجربة من أب إلى ابنه الذى مازال صغيراً.
وفى تفاصيل العدد يواصل يقظان مصطفى إلقاء الضوء على إنجازات الحضارة العربية، ويتطرق هذه المرة إلى (المنهج التجريبى) عند العلماء العرب الرواد الذى يعد إضافة عربية إلى مسيرة العلم، فيما بيّن وليد رمضان المقام الرفيع للغة العربية فى ألبانيا، وتوقف عبدالرحمن الهلوش عند المستعربة الإسبانية (كارمن رويثبرافو) التى سخّرت حياتها الأكاديمية للتراث العربى الإسلامى.
وفى باب (أمكنة وشواهد) اصطحبتنا مروى بن مسعود فى جولة بديعة بأرجاء مدينة صفاقس التى شيدت فى القرن الثالث الهجري، وجال بنا أشرف الملاح بين معالم مدينة صور التاريخية والتراثية، إذ تعدّ درة الساحل الشرقى العماني، أما أحمد أبوزيد، فروى لنا حكاية سواكن السودانية التى وضعتها اليونسكو على قائمة التراث العالمي.
أمّا فى باب (أدب وأدباء)؛ فقد كتبت سوسن محمد كامل عن الدكتور ثروت عكاشة الذى نجح فى تأسيس البنية التحتية الثقافية فى مصر، وحاور هشام أزكيض الشاعر شوقى بغدادى الذى أكد أن مكانة الشعر ماتزال عالية ومغرية، ورصد عمر إبراهيم محمد تجربة أحد رواد عصر التنوير والنهضة الأدبية، المؤرخ محمد فريد أبو حديد، الذى حمل لواء الهوية ضد التغريب، وتوقف عبده وازن عند الذكرى التسعين لرحيل الكاتب العالمى جبران خليل جبران، حيث رؤاه تطل على المستقبل، وأجرى ياسين عدنان استطلاعاً حول الإصدارات التى توالت بعد رفع الحجر الصحي، مؤكداً أن المبدعين المغاربة يقاومون (كورونا) بالكتابة، فيما قلّبت رويدا محمد فى صفحات سيرة الشاعر والناقد المصرى عبدالرحمن الشرقاوى الذى أرسى دعائم المسرح الشعري، وتناولت د.بهيجة إدلبى عمدة كتّاب الأطفال العرب عبدالتواب يوسف، الذى وسّع أفق أدب الطفل وراهن على المستقبل المفتوح، بينما قدم عزت عمر إضاءة على البنيوية التى حققت نقلة نوعية تنسجم وتطور الوعى النقدي، وحاور الأمير كمال فرج الشاعر والروائى سمير الفيل الذى اعتبر أن العالم الموحش يضيئه السرد، وكذلك حاور حسن الوزانى الباحث المغربى سعيد يقطين الذى رأى أن النقد لم يواكب تطور الرواية العربية، وكتب د.يحيى عمارة عن الشاعر عبدالله راجع الذى يبحث عن أفق إبداعى جديد بعد تجربة مكتوبة بالألم المعاصر، وفى مقابلة أجراها معه أحمد اللاوندي؛ أكد الروائى طارق فراج أن الجوائز مقاعد مريحة على طريق السفر، فيما احتفى محمد سيد بركة بالشاعر الفلسطينى مريد البرغوثي، الذى عاش متجولاً فى المنافى رافعاً الأغنيات لوطنه، وتوقف عبدالعليم حريص عند مسيرة الأديب إبراهيم إسحاق الذى يعدّ رائد الجيل الثانى للرواية السودانية.
وفى باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: التشكيلية ألفة جمعة تقدم شجرة الزيتون كفرد من العائلة- بقلم محمد العامري، باية الفنانة التشكيلية الأكثر شهرة فى الجزائر وأعمالها ألهمت بيكاسو-بقلم حسن بن محمد، عبدالرحمن الأبنودى شاعر الربابة والسير الشعبية- بقلم صابر خليل، محمد صبحى نصف قرن من وهج الإبداع- بقلم انتصار دردير، إلياس الرحبانى حكيم الموسيقا- بقلم د.عزيز بعزي، (كناوة) وموسيقا العالم- بقلم محمد العساوي.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة، وهي: طه حسين بين الثقافة والسياسة- بقلم د.محمد صابر عرب، لوثى لوبيث بارالت لقنت الإسبان أدبهم الصوفى والموريسكي– بقلم خوسيه ميغيل بويرتا، العلاقة بين الأدب ومفاهيم وفنيات اللعب– بقلم د.حاتمالفطناسي، طموح الحداثة وعالم بهاء بن نوار– بقلم محمد حسين طلبي، تحديات الثقافة ودور النخب– بقلم مفيد أحمد ديوب، عيسى الياسري.. حياة وعرة وعراق بعيد– بقلم د.حاتمالصكر، هل نشرع الأبواب لـ موسقة الرواية– بقلم نبيل سليمان، عودة الشعر إلى نفسه– بقلم يوسف عبدالعزيز، عن الشعر والشعراء الروس– بقلم د.إبراهيم إستنبولي، الفعل الثقافى ودرر النص– بقلم ميثم الخزرجي، إدوارد الخراط لم يحاكِ أو يقلد أحداً– بقلم مصطفى عبدالله، هاروكى موراكامى (المهنة روائي)– بقلم نجوى بركات، حول الخصوصية الأدبية– بقلم غسان كامل ونوس، عبدالكريم الناعم وإعادة بريق وألق الشعر–بقلم ليندا إبراهيم، نشأة الفن وتطوره– بقلم د.مازن أكثم سليمان، إبراهيم فرغلى يستلهم عوالم نجيب محفوظ– بقلم اعتدال عثمان، الرواية العربية من خطاب الهوية إلى أزمة السرد– بقلم الكتانى حميد، مستقبل التشكيل التكعيبي– بقلم نجوى المغربي، الجمالية والأصالة فى الخط العربي– بقلم مصطفى الخلفاوي، المسرح وفضاءاته الرحبة– بقلم سلوى عباس، واقع المسرح العربي– بقلم فرحان بلبل، مستوى الدلالة فى مسرحية (العميان)– بقلم إبراهيم أحمد محمد حسن، الناقدة وطفاء حمادي.. المسرح فعل حرية – بقلم أنور محمد، ستيفان زوبتزر.. عاشق دور السينما المهجورة– بقلم محمد سهيل أحمد.
وفى باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: قراءة فى كتاب (المكان فى الشعر)– بقلم انتصار عباس، (القصة فى الشعر العربي) لـ ثروة أباظة– بقلم نجلاء مأمون، (عجائز البلدة) لـ عمار على حسن– بقلم محمد زين العابدين، الكورونا بين العلم والأخلاق فى (مغامرات فلفلة)– بقلم مصطفى غنايم، أدب الأطفال الرقمى التفاعلي– بقلم أبرار الآغا، (حقل البيتزا).. رواية تدخل عالم المهمشين والمنسيين– بقلم د.هويدا صالح،فى روايته (حمام الذهب) محمد المؤدب يصور ذاكرة تونس القديمة– بقلم هالة علي، منال يوسف تسترجع ذاكرة الأماكن فى روايتها (الهائمة)– بقلم زمزم السيد.
وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: حاتم السروي(بيت على الأطراف) قصة قصيرة، البحث عن الذات فى (بيت على الأطراف)/ نقد- بقلم د.عاطفعطالله البطرس، فوزى صالح(أقصوصتان)قصة قصيرة، عباس سليمان(يخلق من الشبه) قصة قصيرة، د.أمانى محمد ناصر(إلى كانط.. قصيدة للشاعر الفرنسى رينيه فرانسوا)شعر مترجم، إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار.
يذكر أنّ المجلة قد أطلقت تطبيقها الخاص للهواتف الذكية ابتداء من شهر فبراير الماضي، وذلك لتوفر للقراء فى كل مكان فرصة الاطلاع على أعداد المجلة كاملة، ومتابعة أبرز الموضوعات والمقالات الفكرية والأدبية والفنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة