أكرم القصاص

حفروها وصانوها.. حراس القناة يطمئنون العالم

الثلاثاء، 30 مارس 2021 01:50 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكثر من 200 ساعة مرت كأنها الدهر على العالم كله، وتحولت قناة السويس إلى الخبر الأول فى كل صحف العالم، ومصر فى قلب التجارة العالمية، وكانت لحظة تحرك سفينة الحاويات البنمية الجانحة «إيفر جيفين» إلى منطقة البحيرات إيذانا بانتهاء واحدة من أكبر الأزمات التى تواجه حركة التجارة العالمية، وتعيد التأكيد على قدرة مصر على إدارة أزماتها، وتسيير حركة الملاحة فى قناة السويس، وهى أزمة بشهادة كل خبراء الممرات كانت تحتاج الى أسابيع، لكن أبناء مصر قرروا أن يخوضوها بأنفسهم.
 
ويحق للفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، وكل العاملين فى الشريان الأهم بالعالم، أن يفرحوا بجهدهم الذى سوف يسجل فى تاريخ العالم مثلما بقيت القناة علامة فى تاريخ مصر والعالم، من لحظات حفرها بدماء الأجداد، إلى تأميمها والدفاع عنها بدماء الآباء، وإنهاء أزمة الجنوح بأيدى الأبناء والأحفاد، جهد جبار استمر لأكثر من أسبوع لإعادة الملاحة إلى شريان القناة. 
 
وبعد إعادة الحياة والتجارة العالمية فى القناة لمسارها الطبيعى، بأيد مصرية، يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التى يمررها هذا الشريان الملاحى المحورى، ويثبت المصريون أنهم قادرون على مواجهة الأزمات، وأن إرادتهم لا تعرف المستحيل، كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى، والذى توجه بالشكر لكل مصرى مخلص ساهم فنيا وعمليا فى إنهاء هذه الأزمة، رغم التعقيد الفنى الهائل الذى أحاط بهذه العملية، وأثبت المصريون أنهم على قدر المسؤولية، وأن القناة التى حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم، ستظل شاهدة على أن الإرادة المصرية ستمضى إلى حيث يقرر المصريون. 
 
ومن المفارقات أنه كانت أسماء وأرواح أبطال القناة فى التأميم والتشغيل من الخمسينيات ترفرف وتعمل مع أبنائهم وأحفادهم، فقد برزت أسماء القاطرات العملاقة التى شاركت فى تعويم السفينة، منها «مشهور أحمد مشهور، محمد عزت عادل، عبدالحميد يوسف، مصطفى محمود».. أسماء أنارت عمليات التكريك والإنقاذ، وإنهاء أزمة السفينة الجانحة، لتتواصل أرواح أبطال التأميم مع أبطال التطهير، مع أيادى الأبناء فى مواجهة أزمة شديدة التعقيد وغير مسبوقة، ربما كانت كاشفة عن الأهمية الاستراتيجية للقناة التى بقيت تمثل رمزا لكرامة المصريين ونضالهم وأملهم فى التقدم.  
 
ثم إن الأزمة كشفت عن موقع القناة وقيمتها للتجارة الدولية، وهى أحد وجوه الأزمة وحتى الادعاءات ببدائل للقناة تساقطت أمام أهمية وأمان قناة السويس، وتكفى قراءة عناوين الصحف والمواقع العالمية لندرك الأهمية الاستراتيجية والتاريخية للقناة التى كانت ولا تزال وستبقى عنوانا لمصر الحاضر والمستقبل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة