نعرف جميعا الإمام الشافعى (150- 2004 هجرية)، فهو واحد من أبرز العقول فى الفقه الإسلامى، اسمه محمد بن إدريس بن العباس، يتصل نسبه بنسب الرسول الكريم، عليه الصلاة والسلام، وقد كان الإمام الشافعى بجانب توسعه فى علوم الشرع شاعرا معروفا لا تزال قصائده تعيش بين الناس.
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ
وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ
وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي
فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ
وَكُن رَجُلاً عَلى الأَهوالِ جَلداً
وَشيمَتُكَ السَماحَةُ وَالوَفاءُ
وقد ارتحل الإمام الشافعى إلى اليمن فالعراق ينشر علم الحديث وفقه السنة ويستخرج الأحكام ثم رحل إلى مصر سنة مائة وتسع وتسعين هجرية وصنف فيها مذهبه وألف فى علم الأصول.
وَإِن كَثُرَت عُيوبُكَ فى البَرايا
وَسَرَّكَ أَن يَكونَ لَها غِطاءُ
تَسَتَّر بِالسَخاءِ فَكُلُّ عَيبٍ
يُغَطّيهِ كَما قيلَ السَخاءُ
وَلا تُرِ لِلأَعادى قَطُّ ذُلّاً
فَإِنَّ شَماتَةَ الأَعدا بَلاءُ
واعترف الناس للشافعى بالإمامة ومن أشهر كتبه "الأم" وأصبح واحدا من الأئمة الأربعة المجتهدين، وتوفى بمصر سنة مائتين وأربع هجرية عن أربع وخمسين سنة.
وَلا تَرجُ السَماحَةَ مِن بَخيلٍ
فَما فى النارِ لِلظَمآنِ ماءُ
وَرِزقُكَ لَيسَ يُنقِصُهُ التَأَنّي
وَلَيسَ يَزيدُ فى الرِزقِ العَناءُ
وَلا حُزنٌ يَدومُ وَلا سُرورٌ
وَلا بُؤسٌ عَلَيكَ وَلا رَخاءُ
إِذا ما كُنتَ ذا قَلبٍ قَنوعٍ
فَأَنتَ وَمالِكُ الدُنيا سَواءُ
وَمَن نَزَلَت بِساحَتِهِ المَنايا
فَلا أَرضٌ تَقيهِ وَلا سَماءُ
وَأَرضُ اللَهِ واسِعَةٌ وَلَكِن
إِذا نَزَلَ القَضا ضاقَ الفَضاءُ
دَعِ الأَيّامَ تَغدِرُ كُلَّ حِينٍ
فَما يُغنى عَنِ المَوتِ الدَواءُ