عين الصيرة.. من منطقة استشفاء فى الفسطاط القديمة لـ جنة القاهرة الجديدة

الجمعة، 05 مارس 2021 12:00 ص
عين الصيرة.. من منطقة استشفاء فى الفسطاط القديمة لـ جنة القاهرة الجديدة عين الصيرة بعد التطوير
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"عين الصيرة" تلك البقعة التي شهدت منذ عقود مضت أمجاد الدولة الإسلامية، بالقرب من أول عاصمة إسلامية في مصر "الفسطاط"، والتي عانت لسنوات طوال من الإهمال تحولت الآن إلى جنة، بعد مشروع تطويرها التي قامت به الحكومة المصرية، لتكون المنطقة جاهزة لاحتضان واحد من أكبر المتاحف المصرية وأحدثها المتحف القومى للحضارات.

وبحسب "موسوعة مدينة القاهرة في ألف عام"، تأليف عبد الرحمن زكي، قيل إن أهالي القاهرة كانوا يستشفون بمياه عين الصيرة وحماماتها منذ خمسمائة سنة، فاكتسبت شهرة في علاج كثير من الأمراض الجلدية والمستعصية وتمتلئ حماماتها بالرواد في يومي الجمعة والأحد من كل أسبوع، ويفضل بعض الأجانب أن يقضوا عطلة نهاية الأسبوع في منطقة عين الصيرة الهادئة.

أثبتت التجارب أن مياه عين الصيرة والطمي الموجود بها علاج لأمراض الإكزيما والروماتيزم والجرب والصدفية وأمراض الحساسية، ووفقا للباحثين فأنه رغم ما يشاع عن أن البحيرة تكونت قبل زلزال 1926، أو من الممكن أن يكون الزلزال ساهم في توسيع البحيرة، إلا أن تلك البحيرة كانت موجودة بالفعل منذ العصر المملوكية، لكن يرجع عدم ذكرها في المراجع التي ترجع لذلك العصر هو عدم وجود توثيق دقيق لعين الصغيرة، بجانب بعدها النسبي عن التجمعات البشرية وعدم حدوث وقائع تاريخية بالقرب منها كعين الفيل والتي كانت تغمر بفيضان النيل.

وكانت منطقة عين الصيرة والتي تضم البحيرة الشهيرة الآن، جزء فيما مضى من أول عاصمة للمسلمين في مصر بعد الفتح الإسلامي "الفسطاط"، فحسبما يذكر الدكتور أيمن فؤاد في كتابه "التطور العمراني لمدينة القاهرة منذ نشأتها وحتى الآن" لم تصبح القاهرة الحاضرة الحقيقية ومركز الحكم في مصر الإسلامية إلا بعد أن أُحرقت الفسطاط عمداً في سنة 564هـ/1168م، وجاء سور صلاح الدين ليجسد الوحدة الحقيقية للعاصمة، فصمم لا ليحيط بالقاهرة وحدها، بل وبالقلعة وبما تبقى من مدينتي الفسطاط والقطائع.

وقد توفر لهذا الموقع الذي أصبحت القاهرة امتداداً له بعد نحو ثلاثة قرون، الشروط اللازمة لإقامة المدن وضمان استمرارها، وجاء اختياراً موفقاً من جميع الوجوه، فالمدينة محمية من ثلاث جهات: بالتل شرقاً، والنيل غرباً، والتقاء التل مع النهر جنوباً، ومفتوحة فقط من الشمال الأمر الذي وفر لها مكاناً يطرد فيه اتساعها وهو الذي قامت فيه بعد ذلك العسكر والقطائع والقاهرة وضواحيها الحالية، كذلك فإن التلال الشرقية وفرت للمدينة مادة بناء ثمينة هي الحجر، مثلما وفر لها النهر خامة الطوب.

وقد ضمت المدينة مسجداً جامعاً هو المعروف بالجامع العتيق وتاج الجوامع وجامع عمرو، واختطت القبائل العربية التي تألف منها جيش القائد الفاتح عمرو بن العاص حول الجامع ودار الإمارة فاختير لكل جماعة "خطة" تنزل بها. وكان جملة سكان هذا المعسكر 15.500 هم عدد الجنود المشاركين في الفتح. وعلى ذلك تأسست مدينة الفسطاط أول عواصم مصر الإسلامية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة