كيف يؤثر إقرار مجلس الشيوخ الأمريكى خطة تحفيزية بـ1.9 ترليون دولار على السوق العالمى؟.. المعدن النفيس يتعرض لضغط حالياً من انتعاش الدولار.. توقعات بارتفاع التضخم بأمريكا بما قد يدعم انتعاش "الأصفر" فى المستقبل

الأحد، 07 مارس 2021 04:00 م
كيف يؤثر إقرار مجلس الشيوخ الأمريكى خطة تحفيزية بـ1.9 ترليون دولار على السوق العالمى؟.. المعدن النفيس يتعرض لضغط حالياً من انتعاش الدولار.. توقعات بارتفاع التضخم بأمريكا بما قد يدعم انتعاش "الأصفر" فى المستقبل الذهب والدولار
تحليل - إسلام سعيد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تترقب الأسواق العالمية غدا الاثنين نتائج إقرار مجلس الشيوخ الأمريكى خطة التحفيز الأمريكية والبالغة 1.9 تريليون دولار، والتى سيكون لها بالغ الأثر على أسواق الأسهم والسندات، وكذلك الذهب ومؤشرات اقتصادية أخرى منها التضخم أيضا، لكن الذهب قد يكون أكثر المتأثرين بهذه الحزمة التحفيزية، خاصة أنها قد تدعم استمرار ارتفاع عائد السندات وهذا بالطبع سيؤثر على حركة الذهب.

 

أسعار الذهب عالمياً تأثرت على مدار شهرى فبراير ومارس 2021 بصورة كبيرة وسجلت انخفاضات اقتربت من 4% وذلك مع ارتفاع عوائد السندات الأمريكية إلى مستويات قياسية هى الأعلى منذ فبراير 2020، وهذا أثر على جاذبية الذهب وتسبب فى اتجاه بيعى كبير على مدار الشهرين لتخسر أونصة الذهب أكثر من 100 دولارا، إذ هبطت من 1805 إلى 1700 دولارا الآن.. إذن ماذا ينتظر الأسواق مع إقرار خطة التحفيز بشكل رسمي؟.

 

منذ إعلان خطة التحفيز الأمريكية بنهاية فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب، فإن الأسواق العالمية وقرارات المستثمرين أصبحت مرتبطة بهذه الحزمة التحفيزية، الموجهة بالأساس لإنقاذ الاقتصاد الأمريكى من تداعيات فيروس كورونا، والتى تشمل تخصيص 1400 دولار إعانة للمتضررين اقتصاديا واجتماعيا من كورونا، وكذلك توجيه 350 مليار دولار إلى الولايات الأمريكية.

 

إقرار خطة التحفيز فى مجلس الشيوخ الأمريكى، جاء بعد جلسة استمرت طوال الليل شهدت خلافات حادة بين الديمقراطيين على مساعدات البطالة وإخفاق الجمهوريين فى إقرار نحو 36 تعديلا.

 

وقال بايدن فى تصريحات له، أن إقرار الخطة سيساعد فى توزيع مساعدات مالية للأميركيين اعتبارا من هذا الشهر معربا عن أمله فى إقرار مجلس النواب لمشروع القانون سريعا حتى يتسنى له التوقيع عليه.

 

واشتمل المشروع النهائى على 400 مليار دولار فى هيئة مدفوعات لمرة واحدة بقيمة 1400 دولار لمعظم الأمريكيين، وإعانات بطالة قدرها 300 دولار أسبوعيا لنحو 9.5 مليون خسروا وظائفهم فى الأزمة، و350 مليار دولار مساعدات لحكومات الولايات والحكومات المحلية التى تضررت ميزانياتها من الجائحة.

 

كيف تسير الأمور فى الأسواق بعد هذه التطورات وتحديدا أسواق الذهب والمعادن الثمينة الأخري؟.. هنا يوجد 2 سيناريو لا ثالث لهما، وبالفعل نحن نشهد أحد هذه السيناريوهات حالياً وتحديداً بسوق الذهب، وهو السيناريو الأول إذ شهدت أمريكا ارتفاع عائد السندات كنتيجة طبيعية لاقتراب حزمة التحفيز وبالطبع هذا اثر على الدولار مقابل سلة العملات الأخرى، مسجلة انتعاش جزئية فى تعاملات هذا الشهر، وبالطبع هذا أثر على سعر الذهب والذى سجل مستويات هى الادنى منذ 10 أشهر تقريباً لتهبط اونصة الذهب دون 1690 دولارا قبل تعافيها بنهاية تعاملات الجمعة الماضية إلى 1701 دولار.

 

السيناريو الثانى المرتقب حدوثه فى أسواق الذهب، هو بمجرد إتمام وبدء تنفيذ خطة التحفيز قد تشهد الأسواق الأمريكية ارتفاع فى معدلات التضخم نتيجة ارتفاع وزيادة المعروض النقدى فى الأسواق، وبالتأكيد حدوث ارتفاعات فى التضخم سيقابلها ارتفاع الطلب على الذهب بوصفه مخزن قيمة للعملات فى مواجهة الموجة التضخمية المرتقبة، وهذا سيؤدى إلى ارتفاع أسعار الذهب.

 

كيف كان وضع الأسواق الأسبوع الماضى مع اقتراب خطة التحفيز؟.. شهدنا ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأمريكية وهذا تسبب فى خسائر بأسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية الأسبوع الماضى، وسط مخاوف المستثمرين من الارتفاعات المبالغ فيها، وخسر مؤشر ناسداك 100، الذى يحتوى على أكبر شركات التكنولوجيا، ما يقارب 1.6 تريليون دولار خلال الأسابيع الثلاثة الماضية عقب موجة بيعية هى الأعنف منذ أكتوبر الماضى.

 

ورغم العائد المغرى حالياً للسندات الأمريكية، إلا أن هناك مخاوف لدى متداولى السندات بشأن التهديد المتمثل فى ارتفاع معدل التضخم، وهذا نتيجة خطة التحفيز الأمريكية، وأيضا رفع أسعار الفائدة مبكرا عما كان متوقعا فى الأسابيع الماضية، مما أدى إلى عمليات بيع كبيرة وارتفاع حاد فى العائدات وهو ما يشعر به المستثمرون على نحو متزايد فى أسواق الأسهم، وقد استأنفت عملية البيع المكثف بعد توقف مؤقت فى وقت سابق من الأسبوع بعد أن فشل رئيس مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى جيروم باول فى طمأنة المستثمرين بأن المجلس سيتدخل إذا استمرت العائدات فى الارتفاع، وقد أغلقت السندات لأجل 10 سنوات عند 1.547% الخميس الماضى، وهو أعلى مستوى إغلاق لها منذ فبراير 2020 بحسب بلومبرج.

 

المشهد غاية التعقيد ويوجد تشابكات ضخمة فى الأسواق الدولية، وتحديدا سوق الذهب والذى يرتبط بعوامل كبيرة يمكن أن تؤثر على تداول المعدن الأصفر عالمياً وتؤثر على جاذبيته، فنحن فى انتظار ما قد يشهده سعر الدولار الأمريكى، والذى يكون له تأثير مباشر على حيازة الذهب، إذ أن حدوث أى ارتفاع فى الدولار سيدفع الذهب نحو الهبوط، وكذلك نترقب وضع عوائد السندات وهى أيضا ذات تأثير على الذهب، كما أن ارتفاع النفط إلى مستويات كبيرة هذا الشهر سيكون له تأثير أيضا على الذهب.

 

الذهب أغلق تداولاته هذا الأسبوع على ارتفاع طفيف بختام تعاملات الجمعة، إذ صعدت أونصة الذهب 11 دولار تقريباً، والتى ارتفعت من 1690 إلى 1701 دولار، وتشير توقعات المحللين إلى أن الذهب سيفتح غدا الاثنين على ارتفاع طفيف كردة فعل طبيعية للهبوط الكبير فى أسعاره الأسبوع الماضى، حيث يعود المستثمرون للشراء مرة أخرى للاستفادة من التراجعات.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة