تحتفل مصر، اليوم الثلاثاء، بيوم الشهيد، الذي يوافق 9 مارس من كل عام، حتى نستعيد ذكريات وبطولات الشهداء الأبرار الذين قدموا أرواحهم من أجل هذا الوطن.
الشهيد النقيب أحمد جمال
الشهيد أحمد الفقي
الشهيد "أحمد جمال الفقي"، بطل من طراز خاص، استشهد بعد زواجه بـ 6 أشهر، فبالرغم من أنه عريس جديد، لكن ذلك لم يمنعه من التصدى بحسم للعناصر الإرهابية، والوقوف فى وجه الخارجين عن القانون قبل أن يستشهد على أرض الفيروز.
تقول "مروة علي"، زوجة الشهيد: زوجى التحق بكلية الشرطة 2004، وتخرج 2008، والتحق للعمل بالأمن العام بقسم أول إمبابة برتبة ملازم، ثم عمل بالانتشار السريع بمرور الجيزة، والتحق للعمل بمباحث المنطقة الأثرية بمباحث الهرم وهو برتبة ملازم أول، ثم التحق للعمل بقطاع قوات أمن الجيزة وهو برتبة نقيب لمدة 4 سنوات، وأخيراً التحق للعمل بمديرية أمن شمال سيناء بقسم ثالث العريش، منذ أغسطس 2014 حتى استشهد، مؤكدة أنه بعد انتقاله إلى قسم ثالث العريش رفض العودة إلى القاهرة وكان دايماً يقول: لما كلنا نرجع القاهرة مين يحمى البلد ؟! ويوم12 ابريل 2015، بعد انتهاء خدمته فى الكمين، عاد إلى قسم شرطة ثالث العريش، وانفجرت عبوة ناسفة داخل سيارة مفخخة أمام القسم، فاستشهد.
ووجهت رسالة للإرهابين قائلة: "أعمالكم الجبانة والخسيسة لن تنال منا، وإنما تزيدنا إصراراً وقوة، فقد قدمنا الشهداء، وسوف نقدم المزيد فداءً لهذا الوطن، مؤكدة أن رجال الشرطة نجحوا من خلال الحملات الأمنية والضربات الاستباقية المتكررة فى الثأر للشهداء واستعادة حقوقهم.
وتحدثت زوجة الشهيد عن ابنها، قائلة: فخورة أننى زوجة الشهيد، وكنت حامل فى طفل أثناء استشهاد زوجى، فأطلقت عليه اسمه "أحمد" ليكون خلفاً لوالده، ويكمل المشوار ويثأر للشهداء.
ووجهت الزوجة حديثها لروح الشهيد، قائلة: "كل عام وأنت بخير يا أحمد..عارفة انك مبسوط فى الجنة..فخورة بك..وفرحانة إنى زوجة شهيد".
وتابعت الزوجة، الدولة لن تنسى أبداً أبنائها، فلا يخلو لقاء للرئيس عبد الفتاح السيسى إلا ويذكر الشهداء، هذا الأمر يدخل الفرحة لقلوبنا ونتأكد أننا فى ضمير ووجدان هذا الوطن، بالإضافة لتوجيهات اللواء محمود توفيق وزير الداخلية المستمرة لرعاية أسر الشهداء والعناية بهم.
الشهيد ضياء فتوح
لا أحد يستطيع أن ينسى مشهد البطل النقيب "ضياء فتوح" وهو يتحرك بشجاعة نحو قنبلة زرعها إرهابيون بمحيط قسم شرطة الطالبية فى شارع الهرم لتفكيكها، فتنفجر به ويتطاير جسمه فى الهواء، فى مشهد أبكى الجميع، عندما قرر الضابط أن يفدى الأبرياء فقدم روحه.
هنا، داخل منزل الشهيد "ضياء فتوح" حيث عاش البطل، سردت والدته لـ"اليوم السابع" أسرارًا جديدة من حياته، قائلة: "ابنى نجا من الموت 3 مرات قبل ذلك، فقد تعرض لانقلاب السيارة مرتين فى مأموريات عمل، ونجا بأعجوبة من محاولة اغتيال، لكن فى المرة الرابعة شاء القدر أن يُسجل اسمه ضمن قوائم الشرف".
وأردفت الأم، لم أبكى على وفاة "ضياء"، ولم أصرخ مثل النساء، فابنى مات بطلاً، ضاحكاً مستبشراً بالجنة، فقد شاهد مقعده بها، فلما البكاء بعد كل هذا التكريم!! لقد حرصت على الذهاب لمكان وجود جثة ابنى، وشاهدتها، وتعجب الجميع عندما أطلقت الزغاريد فرحاً به، حتى تستعد الملائكة لاستقباله.
وتقول الأم، "ضياء" كان متزوج، ولديه طفلة عندها 4 أشهر، لكنها الآن تدرك كل شيء، وبدأت تسأل عن والدها، وتعشق الحديث عن سيرته العطرة، وتفخر ببطولاته، وعندما نسألها:" نفسك تبقى ايه؟ تقول :"ضابطة شرطة زى بابا".
ووجهت الأم رسالة لابنها، قائلة : "الله يرحمك يا ابنى، أعلم جيداً أنك فى الجنة، لقد رفعت رأسى عالية، كنت بطلاً، وكنت تعلم أنك ستموت وتنضم لقوائم الشهداء، فقد طلبت منى الدعاء ليلتها، وكأنك تعلم، أخذت رزقك،وخلصت عمرك، والمولى سبحانه وتعالى اختار لك حُسن الختام، وكنت دائم أقول لك أن العمر واحد والرب واحد"، ووجهت الأم حديثها لقتلة ابنها، قائلة : "لن أقول لكم سأفعل بكم مثلما فعلتوا بابنى، لكن أقول لكم، لو تعلموا المنزلة التى يوجد بها ابنى لحرصتم أن تكونوا مكانه".
الشهيد مصطفى الخطيب
اللواء مصطفى الخطيب
روت "سحر يوسف" زوجة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب، لـ"اليوم السابع" قصته، وكيف اغتالته يد الإرهاب الآثمة أثناء تأدية واجبه الوطنى، للحفاظ على تراب الوطن وسلامة أراضية ومواطنيه.
"أنا متأكدة إنه حاسس بينا، ومعايا في كل نجاح بأحققه، وفرحان ببناته، كان نفسي يكون حاضر فرحهم، ويشوف أحفاده، لكنه قدره الله، فقد شرفنا حيًا وميتًا".
وحول قصتها مع الشهيد، تقول زوجة البطل:" تزوجت من "الخطيب" فى 1986، حيث كان يحمل رتبة "نقيب"، وكان يعمل فى الأمن العام بمديرية أمن الجيزة لمدة سنتين، ومنها انتقل لأسيوط خلال أحداث الإرهاب، حيث واجه المتطرفين برفقة زملائه لمدة 3 سنوات، ثم انتقل لمباحث السياحة والآثار لمدة 17 سنة، وفى عام 2011 كان مأموراً لمركز شرطة أبو النمرس، وبعدها نقل مأموراً لمركز شرطة كرداسة، حيث كان يدير عمله من القرية الذكية، وقتها بسبب حرق القسم، وخلال هذه الفترة نجح زوجى فى تقريب وجهات النظر بين الأهالى والشرطة، حيث كان يعقد الاجتماعات بالأهالى فى كرداسة، ويصلى بهم فى المسجد القريب من المركز، حتى تم إعادة افتتاح المركز وعاد الهدوء للمنطقة مرة أخرى."
زوجة الشهيد مصطفى الخطيب
وأضافت الزوجة فى حديثها، أنه بالرغم من حصوله على ترقية كمساعد مدير أمن الجيزة لمنطقة الشمال، إلا أنه ظل متعلقا بكرداسة، فقد كان يفضل البقاء فى القسم والمرور عليه من حين لأخر، حيث كان يقع فى نطاق عمله ضمن عدة أقسام أخرى.
تمسك زوجة الشهيد بشهادة تقدير حصل عليها زوجها قبل استشهاده من جميعة بكرداسة تؤكد مدى ارتباطهم به، ثم تقول: " كانت علاقة زوجى بأهالى كرداسة أكثر من جيدة، حيث كان يحل مشاكلهم، ويجلس معهم ويتحدث لهم، ويكرموه فى حفلاتهم، ولم يتخيل يوماً أن تغدر به أيادى الإرهاب بالمنطقة فى لحظة من اللحظات."
تحبس الزوجة دموعها، وتقول: "كانت الأجواء ملتهبة بسبب فض اعتصام رابعة والنهضة، ويومها قرر زوجى الذهاب صباحاً لمركز كرداسة، حيث أكد لى أن هناك تجمهرات وأنه سوف يتحدث مع الأهالى، خاصة أنه مقبول لدى الجميع وقادر على احتواء الأمر، وشعرت وقتها بشىء غريب، فقد كان وجهه مشرق وبشوش، ولم أدرى أنه سيكون المشهد الأخير الذى يجمعنا، تحدثت معه فى العاشرة صباحاً تليفونياً، وعرفت أنه يوجد تجمهر من المواطنين أمام المركز، لكن اللافت للانتباه، أن المتجمهرين قدموا الأطفال والنساء فى الصفوف الأولى، بعدها فى الحادية عشر صباحاً، تحدثت معه مرة أخرى، فقال لى: "فيه اشتباك اقفلى"، بعدها تحدثت معه الحديث الأخير، حيث قال لى: "اقفلي ..اقفلي دلوقتي"، وكانت هذه الكلمات أخر ما سمعته منه.
التقطت المهندسة "ناريمان"، ابنة الشهيد أطراف الحديث من والدتها، قائلة: "الحياة بدون والدي صعبة، فقد كان كل شيىء بالنسبة لي ولشقيقتي نورهان التي تخرجت من كلية الطب بعد استشهاده، وتزوجنا وكانت أمنيتنا أن يحضر زفافنا، وأنجبنا وكان حلمي أن يرى أحفاده، فقد أطلقت على ابني اسم "مصطفى" تخليدًا لاسمه.
امنية رشدي شهيدة الاسكندرية
الشهيدة أمنية رشدي
ولم يتوقف الأمر على الرجال، حيث نالت عددًا من الشرطة النسائية الشهادة، بينهن "أمنية رشدي" التي استشهدت بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، عندما منعت الانتحاري من الدخول للكنيسة لتضحي بنفسها.
كانت تبلغ من العمر 25 عاماً من مواليد 29 أبريل عام 1991، وكانت تستعد لشراء جهازها وأثاث منزلها الجديد قبل استشهادها، لتبدأ حياه جديدة مع زوجها ولكن القدر لم يشاء ذلك لتحتفل بزفافها فى الجنة وسط الشهداء وأعلى منازل السماء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة