الموهبة والمهارة لا تقاس في كثير من الأحيان بالسن، فبعض البشر يولدون في مجالاتهم عظماء، والمستشار أنور الرفاعى أحد هؤلاء الذين امتلكوا أدواتهم منذ دخوله ساحة العدالة مدافعا عن الحق والعدل بمهارة يحسده عليها كثيرون.
كان منطقيا إذن أن ينال المستشار أنور الرفاعى المحامى بالنقض، لقب "صنايعى قانون" وهو لقب لم يمنحه لنفسه، ولم يمنحه إياه المقربون منه أو المحبون له، ولا حتى من مواطن أعاد له حقه ولكن الذى أسماه "صنايعى قانون" هو قاض جليل داخل قاعة المحكمة ردا على مرافعته في قضية، وبعدها ظل يناديه كل من يعرفه بهذا اللقب.
وكونه مستشارا قانونيا لمؤسسة اليوم السابع العملاقة وعدد من المؤسسات الصحفية الأخرى مكنه من دعم الحريات الإعلامية بالحصول على أحكام البراءة لصالح الصحفيين الذين ما استهدفوا إلا الصالح العام.
وكثيرة هي الأحكام التي حصل عليها الرفاعى لصالح الصحفيين والإعلاميين، وهو بذلك أسهم في تلميع صورة مصر من ناحية، وساههم في التصدي للمتجاوزين من ناحية أخرى.
يقول الكاتب الصحفى خالد صلاح - رئيس مجلسى إدارة وتحرير اليوم السابع - إن أنور الرفاعى يعد وبحق علامة بارزة في تاريخ المحامين الشباب، ذلك لأنه حقق نجاحات مدوية وبشكل لم ينقطع حتى اليوم.
ويرى خالد صلاح أن الرفاعى أسهم بشكل لافت للنظر في دعم حرية الصحافة والإعلام، وامتلك قدرات خاصة في مواجهة ما يسمى بقضايا السب والقذف والتشهير، وهى في الحقيقة لا تخرج عن كونها نقدا مباحا ومستحقا، وحصل على البراءة للمتهمين فيها، ذلك أن الصحافة لا تستهدف أحدا بشخصه بقدر ما تسعى لحماية المصالح العليا للبلاد من عبث الفاسدين ومن يرون أنفسهم فوق القانون، وهو أمر لم يعد متاحا بأي حال من الأحوال بعد ثورة 30 يونيو العظيمة.
ويؤكد الكاتب الصحفى عبد الفتاح عبد المنعم - رئيس التحرير التنفيذي باليوم السابع - أن الرفاعى حافظ دوما على مكانته ولم ينزلق إلى المهاترات ولم يتحول في يوم من الأيام إلى محامى بلاغات، وكان كبيرا دائما في ساحات العدالة.
ويشير الكاتب الصحفى دندراوى الهوارى - رئيس التحرير التنفيذي باليوم السابع - إلى أن أنور الرفاعى كان دوما مستحقا للتقييمات التى أقر بها كبار الصحفيين بل والقانونيين، وظل مستحقا للثقة التي منحته إياها اليوم السابع، فقد نجح فى الحصول دوما على أحكام البراءة في قضايا النشر التى كانت اليوم السابع متهمة فيها.
ولد الرفاعى في مركز تلا بالمنوفية لأسرة متوسطة الحال، والده كان مهندسًا زراعيًا، وجده رجل دين كبير، وحفظ الرفاعى القرآن الكريم كاملاً وعمره 12 عاما، وتفوق في الثانوية العامة، وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة 1991، وعشق الشعر والكتابة الصحفية، وطبع ديوانا بعنوان "مذكرات صعلوك"، على نفقته الخاصة، وساهم فى الأنشطة الطلابية من خلال اللجنة الثقافية بالجامعة.
عشق الرفاعى منذ البداية الدفاع عن المظلومين فرفض التقدم للنيابة العامة، وسلك طريق المحاماة متدربا على يد المحاميين الشهيرين مجدى عبد الرازق ورفعت نيازى.
أنشأ الرفاعى أول مكتب محاماة فى 1995، في روض الفرج وبمرور الوقت ذاع صيته في قضايا النشر والجنايات بشكل عام، واستمر يتنقل بمكتبه إلى أن استقر فى شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين.