كشفت الدكتورة رنا الحجة، مديرة إدارة البرامج بمنظمة الصحة العالمية، خلال مؤتمر صحفى حول توزيع لقاحات كورونا، أن إنتاج لقاحات باقليم شرق المتوسط يتطلب مبالغ طائلة وأنظمة جودة، مشيرة إلى أن 5 دول بإقليم شرق المتوسط لديها القدرة على انتاج لقاح مثل مصر إيران وتونس وباكستان.
الدكتوراحمد المنظرى والدكتورة رنا الحجة خلال المؤتمر
وأضافت أن دولا أخرى مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية، لديها القدرة على تعبئة اللقاحات" نحاول دعم بعض الدول التى تستهدف إنتاج وتصنيع اللقاحات، وذلك سيكون بالتعاون مع نقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرات العالمية والإقليمية".
وقالت الدكتورة رنا الحجة، إن لقاح استرازينيكا تم عرضه على اللجنة الاستشارية بمنظمة الصحة العالمية، وتم عرضه على الوكالة الأوروبية للأدوية، وتبين أنه آمن والآثار الجانبية لا تختلف عن نسبة التجلط بشكل عام وسط السكان.
لقاح استرازينيكا
وأضافت أن اللقاح يحمى من كورونا، موضحة أن لقاح استرازينيكا الذى تم اكتشافه وتصنيعه فى كوريا والهند دخل ضمن مبادرة كوفاكس، وحصل على موافقة المنظمة واللجنة الاستشارية لخبراء المنظمة، وانضم إليه لقاحى فايزر وجونسون، وهناك لقاحات أخرى كثيرة ستتم مراجعتها والموافقة عليها قريبا مثل لقاح سينوفارم الصينى والذى تتم مراجعة البيانات الخاصة به حاليا.
من جانبه أكد الدكتور تيد تشيبان، المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لليونسيف، أنه يجب تقاسم لقاحات كورونا مع بقية العالم والتعاون مع مرفق كوفاكس، لأن العالم سيظل ضعيفا حتى تصل جميع الدول على اللقاحات، وتحتاج اليونسيف لـ 659 مليون دولار من أدوية ولقاحات ومستلزمات طبية لإقليم شرق المتوسط.
الدكتورعبد الناصر أبو بكر بجانب الدكتور احمد المنظرى
وقال إن مكافحة المعلومات حول مأمونية اللقاحات أمرا ضروريا لأن اللقاحات آمنة وتنقذ الحياة، والصحة العالمية واليونسيف تساعدان فى توصيل المعلومات الصحيحة، موضحا أن اللقاح ليس شافيا لكنه أداة ضرورية للوقاية، مشددا على ضرورة ارتداء الكمامات وغسل الأيدى والتباعد البدنى والبعد عن الأماكن المزدحمة، حيث إن الإغلاق يؤثر على اقتصاديات البلدان، لكن غسل الأيدى وارتداء الكمامات أمر سهل.
وأكد، أن مبادرة كوفاكس تساعد البلدان متوسطة الدخل، ومرفق كوفاكس خصص البلدان ذات الأولوية الحصول على اللقاحات، وتشمل الفئات ذات الأولوية العاملين بالقطاع الطبى، وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، موضحا إنه لابد من دعم مرفق كوفاكس لتقديم المزيد من الجرعات.
وأوضح، الدكتور أحمد المنظرى المدير الإقليمى لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، أنه على مدار الأشهر القليلة الماضية، بدء التوزيع التدريجي للقاحات كورونا في إقليمنا، سواءٌ من خلال إبرام البلدان اتفاقات مباشرة مع شركات تصنيع اللقاحات، أو من خلال تسليم اللقاحات عبر مرفق كوفاكس.
وقال إن السكان يتلقون التطعيمات في 20 بلدًا، بأكثر من 23 مليون جرعة، مبينا أن 12 بلد في الإقليم تسلمت بالفعل اللقاحات من خلال مرفق كوفاكس، وكان آخرَها مصر حيث تسلمت 854 ألفًا و400 جرعة من لقاح فيروس كورونا من شركة "استرازينيكا"، بالإضافة إلى اليمن الذى تسلم أول شحنات بالأمس فقط، في حين أن شحنات مرفق كوفاكس قد لا تكون أول الشحنات التي تصل إلى البُلدان، لكنها بالغة الأهمية للبُلدان التي لا يمكنها بدء التطعيم بدون هذا الدعم.
وأشار إلى أن النقص العالمي في اللقاحات أدى إلى تأخيرات في توفير عشرات الملايين من الجرعات التي كان يعوِّل عليها مرفق كوفاكس، ولا يزال يساورنا القلق إزاء عدم الإنصاف في توفير اللقاحات وتوزيعها توزيعًا متكافئا في جميع أنحاء الإقليم، ومع ذلك، فإن العديد من البلدان الغنية، سواءٌ في إقليمنا، أو في جميع أنحاء العالم، قد حصلت على عدد كبير من الجرعات يتجاوز احتياجاتها.
ودعا تلك البلدان إلى إعطاء بعض هذه الجرعات الفائضة إلى من يحتاج إليها حتى يتسنَّى للجميع وخاصةً في البلدان ذات الموارد المحدودة في إقليمنا الحصول على هذه الموارد الشحيحة.
وأضاف، إن مرفق كوفاكس على أهبة الاستعداد للتسليم، لكننا لا نستطيع تسليم لقاحات لا نملكها، وننافس البُلدان الغنية التي تشتري ملايين الجرعات مباشرةً من الشركات المُصنِّعة، وليس هناك فائز في هذه المنافسة، فنحن بحاجة إلى تزويد مرفق كوفاكس بمزيد من جرعات اللقاحات، حتى نتمكَّن من ضمان قدرة جميع البلدان على تطعيم الفئات ذات الأولوية على الأقل قبل يوم الصحة العالمي وهو اليوم رقم 100 في السنة، وفقًا لما شدَّد عليه المدير العام للمنظمة، ولم يتبقَّ سوى 7 أيام.
لقاح استرازينيكا امن ويتم توزيعه ضمن مبادرة كوفاكس
وأوضح المنظرى ،أن منظمة الصحة العالمية تتمتع بشراكة قوية مع عدد من دول العالم لتوفير لقاحات كورونا، مضيا: نواجه تهديدا عالميا نتيجة زيادة عدد الحالات بإقليم شرق المتوسط، ومازلنا نرى اتجاها يبعث على القلق خاصة بوباء كورونا وأبلغ 14 بلدا عن زيادة فى عدد الحالات والوفيات ، مثل الأردن وإيران وباكستان ، وذلك نتيجة للتحورات التى شهدها الفيروس، ورغم الجهود التى تبذلها البلدان ولكن للأسف نلاحظ تراخيا فى التباعد البدنى، وتجنب الاماكن المزدحمة وارتداء الكمامات ونرى أن العالم قد تعب من هذا الوضع لأنه لا يتحسن ومع حلول شهر رمضان نتوفع زيادة فى عدد الحالات، كما شاهدنا هذا الارتفاع فى الكثير من المناسبات العام الماضى.
وأكد الدكتور أحمد المنظرى، إن مبادرة كوفاكس ستمنح 20% من عدد السكان من كل بلد لقاحات كورونا، وهناك تحديات لوجيستية لتخزين اللقاحات وتوصيلها للجهات المستهدفة، وتمكنا خلال الشهور الماضية من التغلب على معظم المشاكل .
وقال: يُحزنني أن أُبلغكم أننا ما زلنا نرى اتجاهًا يبعث على القلق فيما يتعلق بعدد الحالات في إقليم شرق المتوسط الذي يضم 22 بلدًا ومنطقة من المغرب غربًا إلى أفغانستان شرقًا، موضحا إن 14 بلدًا أبلغت عن زيادة كبيرة في الحالات الأسبوعية هذا الأسبوع مقارنةً بالأسبوع الماضي، وأبلغت الأردن، وإيران، والعراق، عن أكبر عدد من الحالات الجديدة، وأبلغت الأردن وإيران وباكستان، عن أكبر عدد من الوفيات الجديدة، موضحا إن هناك عدة عوامل يمكن أن ترتبط بهذه الزيادة في الحالات الجديدة، ويمكن تفسير بعض هذه الزيادة بزيادة انتشار التحوُّرات المثيرة للقلق، التي نرصدها عن كثب.
وأشار إلى أن فريق منظمة الصحة العالمية الذى ذهب إلى ووهان بالصين لمعرفة أصول فيروس كورونا، كان يتكون من خبراء من المنظمة والمنظمات العمومية المختصة، وذلك فى الفترة من 14 يناير إلى 10 فبراير، واطلعلوا على الملفات الطبية لعدد كبير جدا من الأشخاص الذين تعرضوا للمرض، وتمكنوا من التعرف على بعض الجوانب قبل نشر الصين للبيانات.
وأضاف: لقد خلص التقرير إلى أن هناك علاقة بين فيروس كورونا والخفافيش، وخلص التقرير إلى وجود وسيط قد نقل الفيروس من الخفافيش إلى البشر، واحتمالية نقل هذا الفيروس من خلال الأطعمة المجمدة، ولازالت المنظمة تبحث فى أصول الفيروس، لكن عما إذا كان الفيروس مخلق فهى بعيدة الاحتمال، ولابد من بحث هذه الفرضيات ولازال التحقيق مستمرا فى أصل الفيروس.
وقال الدكتور عبد الناصر أبو بكر، مدير وحدة إدارة مخاطر العدوى، بمنظمة الصحة العالمية، إن المنظمة تعمل عن كثب لمعرفة الأعراض الجديدة لفيروس كورونا، وعند ظهور أعراض جديدة سنصدر توصيات جديدة بشأنها، موضحا أنه لابد من تجنب المعلومات المضللة للحفاظ على الخدمات الأساسية مثل الحفاظ على التطعيمات.