أصبحت القارة الأفريقية مسرحا ملتهاب وبيئة خصبة للتنظيمات الارهابية والتى اتخذت من القارة السمراء بديلا وملاذا آمنا بعد فشل مخطط تنظيم داعش الإرهابى في سوريا والعراق، وإعلان هزيمته رسمياً، لاسيما وأن الجماعات المتطرفة تمددت على حساب المشكلات التي تغرق فيها عددا من دول القارة، من بينها الأزمات الإنسانية والاقتصادية والسياسية والأمنية وضعف التنمية الاقتصادية وقلة تدفق الاستثمارات التي تواجهها غالبية دول القارة، وبالأخص فى منطقة الساحل الأفريقي.
ليس ذلك فحسب بل أصبحت فئة الأطفال ضحايا التجنيد من قبل هذه الجماعات مستغلة بذلك هشاشة التعليم والرعايا المقدمة من الدولة للطفل، واعتمدت التنظيمات الإرهابية آليات محددة لتجنيدها، تتمكن بموجبها من منح الأطفال السلطة والقوة والحماية والمال والإمكانيات التي يفتقدونها في كنف مجتمعاتهم، بعدما تنجح في تنشئتهم على الفكر التكفيري، وأخضاعهم لتدريبات عسكرية وتنفيذ عمليات القتل والذبح.
وتسبب ذلك أيضا فى حالة من القلق بالدولة المصرية، حيث أعرب الوزير شكري عن قلق مصر المتزايد إزاء تنامي أنشطة الجماعات الإرهابية التي تدّعي تبعيتها لتنظيم داعش الإرهابي في أفريقيا، وأكد أيضاً خلال كلمته فى اجتماع المجموعة المصغرة لوزراء خارجية دول التحالف الدولي لهزيمة داعش دعم مصر الكامل لكافة دول القارة الأفريقية في حربها على الإرهاب.
وانتابت حالة من القلق المجتمع الدولي من احتمالات عودة تنظيم داعش الإرهابي بعد دحر عناصره قبل سنوات وتلاشي دوره بشكل كبير، وهو ما عبر عنه وزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا، محذرين من ازدياد هجمات داعش في إفريقيا بمقدار الثلث خلال العام الماضي في تصاعد مستمر للتمرد المتطرف في القارة، حيث دعا الوزيران إلى استراتيجية دولية موحدة لمواجهة التهديد.
وأصبح التنظيم نشطًا بشكل مميت في إفريقيا بحسب بيان أصدرته وزارة الخارجية الأمريكية والخارجية البريطانية إلى جانب عدد من وزراء من التحالف الدولي ضد داعش سلطوا الضوء على نشاط التنظيم بشكل مميت في إفريقيا ، بالإضافة إلى ظهور بوادر انتعاش في الشرق الأوسط.
وبحسب التقرير، تسود حالة من القلق لدى الغرب من استغلال تنظيم داعش تواجده في القارة السمراء لإعادة ترتيب صفوفه والعودة مجدداً لميادين القتال في الشرق الأوسط وخلق حالة من الفوضى.
وأشار الوزراء إلى الهجوم الانتحاري المزدوج المنسق الأخير في بغداد كدليل على أن التنظيم تمكن من إعادة بناء شبكاته وقدراته لاستهداف قوات الأمن والمدنيين في المناطق التي يسيطر عليها النظام في سوريا ، وأن هذا قد يمكّنه من تنفيذ خارج العمليات في مناطق أخرى.
ووفقا للتقرير، أكد التحالف أن هناك "تهديدًا خطيرًا ومتزايدًا" في إفريقيا ، مع العنف الإرهابي في مجموعة من الدول، كانت هناك مؤخرًا هجمات على عمال الإغاثة في منطقة حوض تشاد ، واستمرار الصراع في مالي ، وشن مقاتلو داعش وحركة الشباب هجومًا في موزمبيق وقاموا بانتهاكات وقطع لرؤوس المدنيين.
ووفقا للتقرير فان الجيش البريطاني تحت رعاية الأمم المتحدة يعتبر جزء من القوة الدولية في مالي ولديه أيضًا بعثات تدريبية في عدد من الدول الأفريقية ، بما في ذلك كينيا والصومال.
وأدت المراجعة المتكاملة الأخيرة للسياسات الدفاعية والخارجية لبريطانيا إلى تشكيل لواء عمليات خاص جديد - سيكون جوهره أربع كتائب من فوج رينجر الجديد - والذي من المرجح أن ينتشر في إفريقيا بالتنسيق مع الأمم المتحدة.
وقال كبار المسئولين أن موزمبيق قد تكون إحدى دول الكومنولث ضمن الوجهات المستهدفة وصرحت وزارة الخارجية بأنها "تبحث عن كثب في الأحداث الرهيبة الجارية في موزمبيق وهي على اتصال وثيق بالسلطات بشأن هذا الأمر".
وشكلت الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي على بلدة بالما ، في مقاطعة كابو ديلجادو ، شمال موزمبيق ، الأخطر منذ 4 سنوات وتشكل تهديدًا خطيرًا لاقتصاد البلاد خاصة مع وجود مواقع الموارد الطبيعية ، مثل الغاز الطبيعي المسال في خطر.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: "بعد عامين من هزيمة داعش على الأرض وتحرير ما يقرب من 8 ملايين شخص من قبضته القاسية ، ما زلنا ملتزمين بمنع عودة ظهوره.
وأضاف: "تدعم المملكة المتحدة القوات الشريكة في مواجهة داعش في العراق وسوريا ، وتحقيق الاستقرار في المجتمعات المحررة ، وبناء المؤسسات حتى يواجه الإرهابيون العدالة ، وتقود الجهود ضد دعايتها الملتوية."
واجتمع وزراء الخارجية الأعضاء في التحالف العالمي لهزيمة داعش لإعادة تأكيد العزم المشترك على مواصلة محاربة الإرهاب في العراق وسوريا ، وتهيئة الظروف لهزيمة دائمة للجماعة المتطرفة، بدعوة من نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الخارجية البلجيكية صوفي ويلميس ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني ج.بلينكين.
وأكد الوزراء على حماية المدنيين وشددوا على ضرورة الالتزام بالقوانين الدولية وعلى رأسها القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين ، ولا سيما الأطفال ، والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وكذلك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأقر الوزراء أنه في حين أن داعش لم يعد يسيطر على الأراضي وأن ما يقرب من ثمانية ملايين شخص قد تم تحريرهم من سيطرته في العراق وسوريا ، فإن التهديد لا يزال قائما، واعربوا عن تعازيهم وكرّروا دعمهم للسلطات العراقية في أعقاب زيادة نشاط داعش في الأشهر الأخيرة .
وفي نفس السياق، أقر الوزراء بالتحدي الذي يمثله المقاتلون الإرهابيون الأجانب المحتجزون وكذلك أفراد عائلاتهم الذين بقوا في العراق وسوريا ، وأكدوا استمرار الجهود للتعامل مع الإرهابيين المتهمين ومحاكمتهم بما يتفق مع التزامات القانون الدولي
كما أقروا بأن وضع معتقلي داعش وأفراد عائلاتهم في شمال شرق سوريا يشكل مصدر قلق بالغ ، وشددوا على أهمية إيجاد نهج شامل لهذا التحدي الخطير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة