مازالت ملاحم الوحدة الوطنية، ومشاهد الأخوة الإنسانية، تغزل النسيج الوطنى بين قطبى الوطن الواحد، ما بين تهنئة المسلمين لإخوانهم المسيحيين بأعيادهم، ومشاركة المسيحيين لأشقائهم المسلمين فى طقوسهم وأعيادهم الدينية، مازجا الهلال مع الصليب فى شعار وطنى، ترسخ لمئات السنين.
وكتبت منطقة شبرا، كعادتها السنوية، فصلا جديدا فى كتاب الإخوة الإنسانية بين المسلمين والمسيحيين، حيث استيقظ الجميع على تهنئة خاصة بشهر رمضان الكريم، من أحد الأخوة المسيحيين، يدعى "بيتر"، الذى فاجأ أشقائه المسلمين بهلال ممزوجا بالصليب فى أكبر فانوس رمضانى شهدته المنطقة، التى زينها "بيتر" بزينة الشهر الكريم.
وفى هذا الصدد حرصت كاميرا "اليوم السابع" على رصد هذا المشهد، الذى يعكس مدى الود والوئام بين قطبى الوطن، فبمجرد أن تطأ قدماك شارع الترعة، ترى فانوسًا كبيرًا يبلغ طوله حوالى 12 مترا، وعلى الجانب الآخر هلال وصليب بنفس الحجم تقريبا، وإضاءة وزينة تكسو الشوارع، ومحاورة الشاب "بيتر" الذى روى أكد أنه اعتاد على تهنئة المسلمين بأعيادهم ومناسباتهم الدينية قائلا: "احنا شعب واحد في وطن واحد".
وقال بيتر لـ"اليوم السابع": "أنا حبيت أعمل فكرة جديدة تعبر عن حبي لأشقائى المسلمين، وتهنئتهم بالشهر الكريم، ففكرت في الهلال والصليب."
وأضاف بيتر أنه احتاج ثلاثة أسابيع حتى استطاع تشييد أكبر هلال وصليب معبرا عن تهنئة المسيحيين للمسلمين بقدوم شهر رمضان، مؤكدا أنه لا يحمل أى غرض دعائى جراء ذلك، بل هو شعور مخلص بحق المواطنة، وتسجيل مواقف تليق بأهل شبرا، المتحدين على شعار واحد، لا يفرقهم شيء.
وتابع "بيتر": "المجسم اللى عملته بيحمل معاني كتيرة بفضل المجهود الذي بذل فيه، وناوي أعمل حاجة أكبر منه السنة الجاية"، مشيرا إلى رغبته فى أن يعم البلاد طقوس وطنية تقطع الطريق على المتربصين بالبلد، وأن تلك المناسبات تعتبر فرصة جيدة للتعبير عن ذلك.