يبدو أن نجاح حفل نقل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصرى بالتحرير إلى مقرها الدائم الجديد بالمتحف القومى للحضارة المصرية، جعل الجميع يبحث عن استثمار هذا النجاح بالشكل اللائق، واستغلاله فى كل الأنشطة سواء الثقافية أو الفنية أو الاقتصادية والاجتماعية.
ولعل معرض القاهرة الدولى للكتاب، أكبر كرنفال واحتفال ثقافى يقام كل عام، حيث يحضره ملايين المصريين، والعديد من الضيوف من مختلف بلاد العالم، وهو أكبر معبر عن شكل الثقافة المصرية وإلى أين وصلت بين ثقافات المنطقة والعالم، ويبدو أن معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الجديدة المنتظر انطلاقها 30 يونيو وتستمر حتى 15 يوليو المقبل بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، سوف يظهر فى حلة جديدة تتسم بالصبغة الفرعونية.
فخلال آخر اجتماع عقد للجنة الثقافية العليا المنظمة للمعرض، اتفقت اللجنة على طباعة "موسوعة مصر القديمة" تأليف عالم الآثار المصرى الدكتور الراحل سيلم حسن (1893 - 1961)، ومن المقرر بيعها فى صندوق واحد بسعر مدعم، وهى الموسوعة الوحيدة المتكاملة فى التاريخ المصرى القديم التى وضعها وألفها عالم واحد بمفرده، بدأ سليم حسن تأليفها بعد إحالته للمعاش، وهو فى السادسة والأربعين من عمره؛ نتيجة خلاف بينه وبين القصر الملكى على مجموعة قطع أثرية طالب بها الملك فاروق بعد أن أعادها الملك فؤاد لتعرض فى متحف القاهرة.
كذلك وخلال الأيام القليلة الماضية، طرحت الهيئة العامة المصرية للكتاب، عبر الصفحة الرسمية لمعرض الكتاب على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" البوستر الدعائى الأول للمعرض بالتزامن مع فتح باب الاشتراك أمام الناشرين وطرح كراسات الشروط، حيث جاء البوستر بهيئة فرعونية، حيث احتوى البوستر على مسلتين فرعونيتين يجلس أمامهما تجسيد لملك وملكة فرعونية، وبالأسفل قاعدة تحتوى حروفا من اللغة المصرية القديمة، وفى وسط البوستر كلمة "معرض القاهرة الدولى للكتاب 52".
كما أصدرت حديثا الهيئة المصرية العامة للكتاب، ثلاث كتب تناول الحياة فى مصر القديمة فى عدة مجالات مختلفة وتتحدث عن عظمة وعبقرية قدماء المصريين وكيف نبغوا فى كل فروع العلوم والفنون والآداب، الكتاب الأول بعنوان "كتب الفراعنة فى عالم الآخرة" تأليف إريك هورنونج وترجمة وتقديم د. محمود ماهر طه، والكتاب الثانى بعنوان "عبقرية قدماء المصريين فى البناء والعمارة للدكتور محمد عبد المقصود خطاب، والكتاب الثالث" التربية والتعليم فى مصر القديمة " للدكتور عبد العزيز صالح.
فى معرض الكتاب فى كل عام وخاصة بعد نقله إلى مقره الجديد بمركز مصر للمعارض الدولية، أصبحنا نشاهد عروض يومية لفرق الموسيقى العسكرية التى تطوف أرجاء المعرض، حيث أصبح هناك حرصا من جانب المنظمي على مشاركة فرق الموسيقى العسكرية، لنظرا لما تبثه من حماس فى قلوب زوار المعرض لما تعزفه من أغانِ وألحان وطنية، فهل نرى تلك الفرق ترتدى أزياء أقرب إلى الشكل الفرعونى، لإضفاء صبغة فرعونية عليها خلال المعرض المقبل!
البرنامج الثقافى والفنى الذى تقوم وزارة الثقافة ممثلة جميع هيئاتها الثقافية مثل المجلس الأعلى للثقافة وقصور الثقافة وهيئة الكتاب وصندوق التنمية الثقافية وغيرها من الهيئات التى تشارك فى المعرض، يكون دائما حافل وزاخر بالعديد من الانشطة، فهل نرى فقرات فنية يكون فيها الروح الفرعونية مثلما شاهدنا فى موكب المومياوات الملكية، كذلك إقامة فعاليات وأنشطة ثقافية حول الحضارة المصرية القديمة واللغات الفرعونية!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة