تستعد المملكة المغربية لتقديم طلب تسجيل لـ إيكيدار "خازن الأمازيغ" ضمن لائحة التراث الإنسانى المشترك لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) والتى صنفت وفقا للمنظمة كأقدم نظام بنكى أثرى فى العالم، حيث كان يمثل مخزن آمن للحبوب والنقود وغيرها من الممتلكات.
ووفقا لعدد من التقارير المغربية، بدأت الأسبوع الماضى، بأكادير ورشة وطنية تحضيرية حول تسجيل المخازن الجماعية "إيكودار" ضمن التراث العالمى لليونسكو، والتى ترأس اشغالها وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، وتم خلال هذه الورشة، التى حضر أشغالها والى جهة سوس ماسة، عامل عمالة أكادير إداوتنان، أحمد حجي، ورئيس مجلس الجهة، ابراهيم حافيدي، وممثل مكتب اليونسكو بالرباط، وثلة من الأساتذة والباحثين، إبراز مكانة المخازن الجماعية "ايكودار" ضمن الثرات المادى المغربى المتجذر فى القدم.
ويضم المغرب 554 مخزنا جماعيا حسب أرقام رسمية لوزارة الثقافة، موزعة على مناطق مختلف من المملكة، ولاسيما الأطلس الصغير الغربى وسهل سوس والأطلس الكبير الأوسط والشرقى ومنطقة سيروا.
وبحسب شبكة "سكاى نيوز" تعتبر إيكيدار وهى جمع أكادير وتسمى أيضا تيحونا أو إغرمان، تجسيدا لارتباط الفرد الأمازيغى بمحيطه المجالى وتشبته بأرضه، ومثالا للتعايش بين الإنسان والطبيعة وحسن التدبير المشترك للحياة العامة وسط القبائل الأمازيغية، كما تجسد أحد تجليات الإبداع فى المعمار القروي.
وكان قبل مئات السنين كان الأمازيغ فى بعض مناطق المغرب، يبحثون عن ملاجئ وأماكن منيعة تحميهم من هجمات العدو وتحمى محاصيلهم الزراعية وممتلكاتهم النفيسة من السرقة، ففكروا فى تحويل الأماكن الوعرة فى المرتفعات والجبال كحارس لهم ولودائعهم، فشيدوا بها مخازن جماعية، وأطلقوا عليها اسم "إيكيدار".
وتجاوز إيكيدار مفهوم المخازن العادية لدى الأمازيغ الكفيلة بحفظ ممتلكاتهم وتحقق الأمن لهم فى كل جوانبه، فتحولت إلى دليل ورمز على تماسكهم الاجتماعى وإيمانهم بالمصير المشترك، وكانت أسر القبيلة الواحدة يستعملون إيكيدار كمخازن لحفظ المؤن الغذائية الأساسية، تحسبا لمواجهة الأوقات العصيبة مثل الجفاف، كما كانوا يستخدمونها لحفظ الحلى والمجوهرات الثمينة إضافة إلى الوثائق والسجلات العدلية المهمة.
ويحرص سكان القبيلة على اختيار موقعها بعناية فائقة بما يضمن وصول الشمس لها طوال النهار لحفظ المؤونة والمخزونات من التلف، وفى نفس الوقت تكون أماكن سهلة الدفاع كقمة تل أو على جرف أو منطقة صخرية، كى لا تتعرض لأعمال النهب أو لأى هجوم أو خطر خارجي.
ويستوجب الوصول إلى مخزن العائلة داخل "أكادير"، المرور عبر باب خارجى وآخر داخلي، يؤدى إلى ساحة مفتوحة تحيط بها حجرات تتوزع فى الغالب على ثلاث أو أربع مستويات تتوفر فيها كل عائلة على غرفة، تتوزع بالقرعة أو حسب مرتبتها الاجتماعية وأهميتها داخل القبيلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة