تتشح المملكة المتحدة بالسواد لتوديع الأمير فيليب، دوق إدنبرة، زوج الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا، الذى توفى منذ يومين عن عمر يناهز 99 عامًا، وقبل تشييع جنازة الأمير البريطانى الراحل، يوم 17 أبريل الجارى، من كنيسة سانت جورج فى وندسور، وفق ترتيبات خاصة مع الإجراءات الاحترازية بسبب فيروس كورونا المستجد، تجدر الإشارة هنا إلى الروتين اليومى الذى اعتاد الأمير فيليب على ممارسته خلال عقود طويلة من حياته.
وكل صباح، كان الأمير فيليب، يجلس لتناول الإفطار على طاولة يضعها خدم القصر تماشياً مع العادات الملكية، وفى هذه الأثناء كان يتوقع الدوق أن يرى راديو روبرتس القديم الخاص به موضوعًا تمامًا على يمينه، وذلك فى موضع بين اللبن الرائب وطبق الفاكهة، كما يضم إفطار الأمير البريطاني، حبوب الشوفان والعصيدة المحفوظة فى صناديق Tupperware، بينما يوضع نوعين من مربى البرتقال وزجاجة من شراب القيقب على الطاولة.
مشاركة ملكية للأمير فيليب مع مشاة البحرية الملكية
ويشمل الروتين اليومى للأمير فيليب، الاستماع إلى راديو "بى بى سى 4" على جهازه اللاسلكى، بينما تقدم الملكة فى ذلك الوقت تحيتها إلى كلب الكورجى، وكما هو معروف بأن الملكة هى مخلوق يحافظ على الروتين اليومى، فإن تفاصيل الروتين اليومى لفيليب، تظهر أن زوج الملك، نظم يومه أيضًا بطريقة روتينية تمامًا، وذلك وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
ويقول تقرير الصحيفة البريطانية، إلى أنه تم الكشف عن أسرار وجبة الدوق الأولى فى اليوم من قبل مراسل "ديلى ميرور" فى عام 2003، بعد أن خرق أمن القصر للحصول على وظيفة، ويتم تقديم الإفطار للأمير فيليب فى الساعة 8:30 صباحًا كل يوم فى غرفة الطعام الخاصة فى الطابق الأول والمطلة على حديقة قصر باكنجهام.
ويتم طى منديل أبيض سميك مطرز بشعار EIIR على الطاولة بجوار صناديق الحبوب البلاستيكية، وعادة ما كان لكل عنصر على الطاولة موقعه المحدد، وكل ذلك يتم إحضاره بواسطة رجل يتبع خططًا مفصلة حول مكان وضع الأشياء فى نفس المكان كل مرة.
الأمير فيليب والملكة إليزابيث الثانية فى حفل عشاء رسمى
وأثناء تناول وجبة الإفطار تدور المحادثة إلى الارتباطات الرسمية لليوم، ولكن غالبًا ما يتم تقليلها إلى الحد الأدنى، ويبدو أن الأمير فيليب كان يحب أن يبدأ كل يوم بفنجان من القهوة و"دش"، على عكس اختيار الملكة لشاى إيرل جراى، والاستحمام.
وبعد الإفطار، تطلع الملكة على مراسلاتها ويطلعها مساعديها على ذلك، واعتمادًا على مذكراته، خلال سنوات خدمته الملكية قبل تقاعده، كان الدوق يقوم بمجموعة متنوعة من الزيارات الفردية فى الأسبوع أو يدعم الملكة فى ظهورها العام.
كما يتم تقديم الشاى بعد الظهر فى القصر، فى الساعة 5 مساءً، بما فى ذلك السندويشات والكعكات وكعكة Dundee، وكان العشاء - عندما لم يكن هناك ضيوف ولا ارتباطات عامة - أمرًا مريحًا للملكة وفيليب.
الأمير فيليب مع الأميرة آن في بالمورال عام 1972
ويشير التقرير، إلى أن الأمير فيليب، والملكة إليزابيث، يفضلان ارتداء ملابس مريحة بدلاً من ارتداء ملابس رسمية، لافتًا إلى أن دوق إدنبرة يأكل أى شىء تقريبًا، لكنه يتجنب المحار أثناء ارتباطه بأحداث متعلقة بالخدمة الملكية، كما كان يحب "البيرة" فى بعض الأحيان، بدلاً من النبيذ، مع غدائه، كذلك كان يستمتع بالشواء بنفسه.
كذلك كان الأمير فيليب يتفانى فى المشاركة بالارتباطات الملكية خلال يومه، الأمر الذى جعله يقوم بعادة ليلية غريبة نتيجة لذلك، حيث كشفت باميلا هيكس، the Queen's Lady-in-Waiting، فى فيلم وثائقى على قناة ITV، أن فيليب بدأ فى "التلويح بيده" أثناء النوم، وذلك نتيجة لممارسته تلك العادة بالتلويح بيده لتحية المواطنين أثناء ظهوره العام.
وأثناء مشاركتهما فى جولة التتويج فى الخمسينيات من القرن الماضى، كانت الملكة والأمير فيليب يقضيان طوال اليوم فى التلويح للمهنئين، وفى مقتطف من مذكراتها، قالت هيكس: "عندما بدأ الدوق فى الاستيقاظ صباحًا بيد باردة، كانت هناك مخاوف أولية من أنه قد يكون يعانى من حالة طبية، ومع ذلك، سرعان ما اتضح أن الأمير فيليب كان يلوح بيده أثناء نومه".
الأمير فيليب فى Wood Farm فى نورفولك
وفى عام 2011 - وهو العام الذى بلغ فيه سن التسعين - أجرى فيليب ما مجموعه 330 ارتباطًا ملكيًا، بينما قامت الملكة بـ370 ارتباطًا، وفى عام 2016، عندما احتفل بعيد ميلاده الخامس والتسعين، كان الدوق لا يزال ينفذ 219 ارتباطًا، لكن لم يكن أى منها خارج البلاد.
وفى مايو 2017، أُعلن الأمير فيليب أنه سيتقاعد من الوظائف العامة بعد الصيف، لكن ظل الدوق مشغولاً خلف الكواليس بالاجتماعات والأحداث والهوايات، وفى سنواته الأخيرة، أمضى دوق إدنبرة الكثير من وقته فى Wood Farm فى ضواحى ملكية الملكة، فى ساندرينجهام الخاصة، فى نورفولك، حيث استغل وقته فى القراءة والرسم واستضافة الأصدقاء.