تحقيقات حادث قطارى سوهاج: السائق ومساعده أوقفا جهاز المكابح والتحكم الآلى

الإثنين، 12 أبريل 2021 07:33 ص
تحقيقات حادث قطارى سوهاج: السائق ومساعده أوقفا جهاز المكابح والتحكم الآلى تليفزيون اليوم السابع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قدم "تليفزيون اليوم السابع" تغطية خاصة عن تفاصيل تحقيقات النيابة العامة ونتائج التحقيقات فى حادث تصادم قطارين بسوهاج.

 

 

وكشفت التحقيقات عن توقف «القطار المميز» قبل مزلقان «السنوسي» الكائن ما بين محطتى سكة حديد «المراغة»، و«طهطا» لعدة دقائق، ثم تحركه متجاوزا المزلقان، وتوقفه مرة أخرى حتى قدوم «القطار الإسباني» من محطة سكة حديد «سوهاج»، واصطدامه بالقطار المتوقف، فوقع الحادث الذى أسفر -حتى تاريخه- عن وفاة عشرين شخصًا، وإصابة مائة وتسعة وتسعين، ونتجت عنه تلفيات بالقطارين بلغت قيمتها خمسة وعشرين مليونًا وثمانمائة وتسعين ألفًا، وخمسمائة وثلاثة وثمانين جنيها.

وادعى سائق «القطار المميز» ومساعده فى التحقيقات ظهور إشارات ضوئية بشاشة التحكم بكابينة القيادة، تفيد انخفاض معدل ضغط الهواء بالأنابيب الواصلة بين عربات القطار مما أوقفه آليًا، وأحالا أسباب هذا الانخفاض إما إلى سحب أحد مقابض الخطر بأى من العربات، أو غلق أحد صمامات تحويل الهواء المضغوط بالمكابح -الجزرات-، وأنه مع بدء ارتفاع معدل ضغط الهواء تحرك القطار متجاوزًا «مزلقان السنوسي»، ثم توقف آليًّا مرة أخرى بموقع التصادم، فتبين مساعد السائق غلق أحد الصمامات بين العربتين الثالثة والرابعة وصورها بهاتفه، بينما شهد من سُئل من المصابين والركاب والعاملين بالقطار من الكمسارية وأفراد الأمن؛ بعدم رؤيتهم سحب أى من مقابض الخطر أو سماعهم الصوت المميز الصادر عن سحبها، وأضاف كمسارى تأكده من عدم سحب المقابض بأربع عربات.

وقدمت «النيابة العامة» تلك الأقوال والصور إلى اللجنة الهندسية المشكلة؛ لبحث حقيقة الأمر فنيًّا، بينما أكد سائق القطار المميز فى التحقيقات إيقافه جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) أثناء الرحلة، بدعوى تعطيله حركة القطار وتأخير مواعيد وصوله إلى المحطات.

بينما قرر مساعد سائق القطار الإسبانى توليه القيادة إبان وقوع الحادث، مدعيًا سيره على سرعة تسعين إلى خمسة وتسعين كيلومترًا فى الساعة، وتأكده من إضاءة جميع الإشارات الضوئية «السيمافورات» باللون الأخضر على طول شريط السكة الحديد قبل موقع التصادم، مما يسمح له بالمرور، ولكنه على مسافة خمسمائة إلى ستمائة مترٍ من موقع التصادم رأى توقف «القطار المميز» فاستخدم المكابح اليدوية لإيقاف الجرار والعربات، ولكنها لم توقفها، فوقع التصادم، بينما نازع سائق القطار فى تلك الرواية، مؤكدًا توليه هو القيادة وقت الحادث، وسيره على سرعة تسعين كيلومترًا فى الساعة، ومشاهدته توقف «القطار المميز» على مسافة مائة متر، حيث استخدم ذات المكابح المشار إليها دون تمكنها من إيقاف القطار، وقد أقر السائق ومساعده بإيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) بالقطار، وأحال السائق سبب ذلك إلى تأخيره الحركة، مدعيًا إصدار الهيئة القومية للسكك الحديدية تعليمات شفاهية بعدم تشغيل هذا الجهاز، وسماعه بها بـ«معهد تدريب السائقين بوردان".

وأكدت التحقيقات ترك «رئيس قسم المراقبة المركزية بأسيوط» مقر عمله وقت وقوع الحادث، على الرغم من مسئولية هذا القسم عن مراقبة حركة القطارات بموقع التصادم، بينما أسفرت التحقيقات مع اثنين من المراقبين بالقسم عن إخلالهما بمهام عملهما؛ حيث تأخر أحدهما عن تنبيه سائق «القطار الإسباني» بتوقف «القطار المميز»، وأخطأ فى رقم هذا القطار حال بدئه فى تنبيه سائقه، بينما لم يوال الآخر محاولات الاتصال بسائق «القطار الإسباني» لتنبيهه، بعد إخفاق محاولتين فقط ادعاهما للاتصال به، وقد أكدت سجلات الاتصالات التى أجراها المذكور المستخرجة من شركة الاتصالات عدم إجرائه المحادثتين اللتين ادعاهما، وكانت «النيابة العامة» قد استمعت إلى محادثات لاسلكية سجلتها أجهزة الاتصالات بمقر القسم، فتبينت منها تأخر محاولات التنبيه واستمرارها على الرغم من وقوع الحادث.

كما انتقلت «النيابة العامة» إلى برجى مراقبة محطتى «المراغة» و«طهطا» -الواقع الحادث بينهما-، وشاهدت بشاشات المراقبة إضاءات «السيمافورات» بشريط السكة الحديدية بين المحطتين قبل وقوع الحادث، فتبينت إضاءة سيمافورين يقعان قبل موقع التصادم بنحو كيلومترٍ وثلاثمائة وعشرة أمتار، أحدهما مضيء بلون أصفر يعنى وجوب تهدئة السرعة، والآخر بالقرب من محل التصادم مضيء بلون أحمر يعنى لزوم التوقف، وذلك على خلاف ما زعمه مساعد سائق «القطار الإسباني».

وعاينت «النيابة العامة» النقطة التى تُرى منها إضاءة «السيمافور الأحمر» والقطار المتوقف بشريط السكة الحديدية؛ وحددت -بالاستعانة بخبراء هيئة المساحة المصرية- وقوعها على مسافة خمسمائة وخمسة وثلاثين مترًا من موقع التصادم، وأجرت من تلك النقطة ثلاث عشرة محاكاة لاستخدام كافة أنواع المكابح اليدوية بجرار مماثل للمستخدم بـ«القطار الإسباني» حال سيره على سرعة تسعين كيلومترًا فى الساعة، فأسفرت النتائج عن توقف الجرار فى كل مرة قبل نقطة التصادم، وستعرض «النيابة العامة» تلك النتائج على اللجنة الهندسية المشكلة لبحثها من الناحية الفنية واستخلاص النتائج النهائية.

وتلقت «النيابة العامة» إفادة من كل من مدير عام صيانة البنية الأساسية ومدير عام التشغيل على الشبكة بالهيئة القومية لسكك حديد مصر بمنطقة أسيوط؛ تضمنت تأكيد أن منطقة الحادث ليست من مناطق فك الارتباط التى يمكن فيها إيقاف جهاز المكابح والتحكم الآلى (ATC) بمحافظة سوهاج، وأكدا مُقدما تلك الإفادة فى التحقيقات أن تلك المنطقة تعمل بنظام التقاطر الكهربائى الذى يستلزم تشغيل هذا الجهاز -على خلاف ما زعمه سائقا القطارين ومساعداهما.

وأسفرت مشاهدة «النيابة العامة» لتسجيلات آلات المراقبة بمحطة «سوهاج» الكائنة قبل محل الحادث يوم وقوعه عن جلوس مساعد سائق «القطار الإسباني» بمقعد القيادة، واستلامه بدلًا عن السائق النموذج «سبعة وستين (67) حركة» الصادر من المحطة، والثابت فيه السرعة المقررة بمنطقة الحادث والتى كانت لا تجاوز تسعين كيلومترًا فى الساعة، فتحفظت «النيابة العامة» على النموذج وتبينت فيه الإمضاء باسم السائق بما يفيد الاستلام، فاستكتبت السائق ومساعده على هذا الإمضاء وأثبت تقرير «قسم أبحاث التزييف والتزوير» بـ«مصلحة الطب الشرعي» إمضاء المساعد بدلًا من السائق، وبمواجهتهما بتلك النتيجة أقرا بواقعة التزوير، وتمسك كل منهما بقيادته القطار وقت الحادث، وقد كلفت «النيابة العامة» «الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية» بفحص نتائج مشاهدة آلات المراقبة المشار إليها للتأكد من صحة ظهور مساعد سائق القطار الإسبانى فيها باستخدام تقنية القياسات البيومترية، فتأكد ظهوره بها.

وكان تقرير «مصلحة الطب الشرعي» وسؤال محرره فى التحقيقات قد أسفرا عن عدم تناسب الإصابات المشاهدة والموصوفة بسائق القطار الإسبانى ومساعده، مع ما ادعياه فى التحقيقات من بقائهما بالكابينة الأمامية للجرار إبان التصادم، وأنه من الجائز تصور مغادرتهما الكابينة قبل وقوعه، وعلى هذا شكلت «النيابة العامة» لجنة ثلاثية من أطباء «مصلحة الطب الشرعي» للتأكد من صحة تلك النتيجة، فانتهت اللجنة -بعد معاينة موقع الحادث فى حضور السائق ومساعده وبإشراف «النيابة العامة»- إلى صحة ما انتهى إليه التقرير السابق، مُضيفة تصورين آخرين لما حدث هما، إما تواجد السائق ومساعده بالممر الفاصل بين الكابينتين الأمامية والرئيسية وقت التصادم، أو تواجدهما بالكابينة الرئيسية -اللاحقة على الأمامية- فى ذلك التوقيت، قاطعة بعدم جواز بقائهما بالكابينة الأمامية حسبما زعما.

وأسفرت نتائج تحليل تعاطى المواد المخدرة الصادرة من وزارة الصحة عن تعاطى كل من مراقب برج محطة «المراغة» جوهر الحشيش المخدر، وتعاطى مساعد سائق القطار المميز ذات الجوهر وعقار "الترامادول"، وجارٍ التصرف فى الدعوى فور استكمالها.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة