مدفع رمضان أحد التقاليد المصرية الراسخة فى الذاكرة وهو مظهر من مظاهر شهر رمضان الكريم، وكان يستخدم مدفع رمضان كأسلوب إعلان عن موعد الإفطار وإخبار العامة به، وهو تقليد متبع فى العديد من الدول الإسلامية بحيث يقوم جيش البلد بإطلاق قذيفة مدفعية صوتية لحظة مغيب الشمس معلنًا انتهاء صيام اليوم.
وظل تنبيه الناس بالمدفع يعمل قبل 30 عامًا، ورغم توقفه إلا أنه ظل فى قلوب وأذهان المصريين، ومؤخرًا أعلنت وزارة السياحة والآثار عن عودة انطلاق المدفع بعد ترميمه من ساحة متحف الشرطة بقلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة كما كان قديماً، لكن متى كانت بدايات المدفع؟.
تعددت القصص حول حقيقة قصة مدفع رمضان إلا أنها جميعا تؤكد أنها نشأت فى مدينة القاهرة، تحديداً بقلعة صلاح الدين الأيوبى بالقاهرة.
وتروى إحدى القصص أن مدفع رمضان يرجع إلى عهد السلطان المملوكى خشقدم حين أراد أن يجرب مدفعاً جديدًا وصل إليه، وصادف إطلاق المدفع وقت غروب شمس أول يوم من رمضان عام 1467م، فظن الناس أن السلطان تعمد إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين إلى أن موعد الإفطار قد حان، فخرجت جموع الأهالى إلى مقر الحاكم لتشكره على هذه البدعة الحسنة التى استحدثها، وعندما رأى السلطان سرورهم قرر المضى فى إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بموعد الإفطار.
وهناك قصة أخرى تقول إن إطلاق مدفع رمضان بدأ فى مصر إبان حكم محمد على باشا مؤسس مصر الحديثة سنة 1805، حيث أراد تجربة أحد المدافع الذى وصل إليه من ألمانيا فى ساعة الغروب فى أول أيام شهر رمضان، فقرر استمراره بعد أن صادف قبولا واستحسانا من المصريين.
وهناك رواية ثالثة تقول إن بعض الجنود فى عهد الخديوى إسماعيل كانوا يقومون بتجربة أحد المدافع، فانطلقت منه قذيفة دوت فى سماء القاهرة، وتصادف أن كان ذلك وقت أذان المغرب فى أول يوم من رمضان، فظن الناس أن الخديوى اتبع تقليدًا جديدًا للإعلان عن موعد الإفطار، فصاروا يتحدثون عن ذلك، وعندما علمت الحاجة فاطمة ابنة الخديوى إسماعيل بما حدث، أعجبتها الفكرة فطلبت من الخديوى إصدار فرمان بأن يجعل إطلاق المدفع عادة رمضانية جديدة وعرف وقتها باسم مدفع الحاجة فاطمة، وفيما بعد أضيف إطلاقه فى السحور والأعياد الرسمية.