لازال تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة يواجه صعوبات عديدة، ورغم مرور 8 أشهر على استقالة حكومة حسان دياب إلا أن بودار خروج الحكومة الجديدة للنور لم تظهر بعد، ما أثار قلق المجتمعين العربى والدولى، والذى شدد على أهمية استقرار لبنان وأمنه.
وفي سياق الحراك الدولى للدفع بعملية تشكيل الحكومة الجديدة ، قام مساعد وزير الخارجية الامريكى للشئون السياسية ديفيد هيل، بزيارة لبيروت يبحث خلالها مع الاطراف السياسية المختلفة إمكانية حلحلة الوضع المتأزم، وعقب لقائه رئيس الجمهورية اللبنانى العماد عون أكد هيل على "التزام أمريكا دعم لبنان، والشعب اللبناني يعاني لأن القادة فشلوا بالتزاماتهم وبحل المشاكل الإقتصادية، وهناك إمكان اليوم لتشكيل حكومة قادرة على وقف الانهيار، وإجراء الإصلاحات وستحصل على دعمنا"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام .وفق بيان رسمى صدر اليوم عن قصر الرئاسة بيروت.
ديفيد هيل
وقال: "أمريكا مستعدة لتسهيل المفاوضات بين لبنان وإسرائيل حول الحدود البحرية، والإتيان بخبراء للمساعدة في هذا الملف".
ووفق صحيفة"نداء الوطن" اللبنانية ، فإن زيارة الموفد الأمريكى ديفيد هيل إلى بيروت "ذات طابع استكشافي" عشية مغادرة منصبه في الخارجية الأمريكية، ومن المستبعد أن ينتج عنها أي "حل أو حلحلة لموضوع التفاوض الحدودي بين لبنان وإسرائيل".
وحول الملف الحكومي، لفتت مصادر إلى أنّ "التوقعات لا تخرح عن سياق أن يحمل هيل معه موقفاً أميركياً لا يختلف عن المواقف السابقة الداعية الى تشكيل حكومة تحظى بالمصداقية من الاخصائيين وتبدأ في تنفيذ البرنامج الاصلاحي المطلوب من المجتمع الدولي وصندوق النقد"، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أنّ الأنظار تتجه إلى إمكانية أن يلتقي هيل رئيس "التيار الوطنى الحر" جبران باسيل.
عون : الدور الأمريكى مهم
من جانبه أكد الرئيس اللبناني ميشال عون، أهمية الاستمرار فى مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل واستكمال الدور الأمريكى من موقع الوسيط النزيه والعادل، مشيرًا إلى أنه يحق للبنان أن يطوّر موقفه فى ضوء مصلحته وبما يتناسب مع القانون الدولي ووفقا للأصول الدستورية.
وطالب الرئيس اللبناني - خلال استقباله مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشئون السياسية السفير ديفيد هيل - باعتماد خبراء دوليين لترسيم خط الحدود البحرية والالتزام بعدم القيام بأعمال نفطية أو غازية وعدم البدء بأى أعمال تنقيب في حقل كاريش من قبل إسرائيل وفي المياه المحاذية، مشددا على أنه لن يفرط بالسيادة والحقوق والمصالح اللبنانية، وضرورة أن يكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين.
وتلا المستشار الإعلامي والسياسي للرئيس اللبناني أنطوان قسطنطين بيانا عقب اللقاء، نقل فيه عن الرئيس ميشال عون تأكيده أنه مؤتمن على السيادة والحقوق والمصالح ولن يفرط بها، وحرصه على تجنيب لبنان أي تداعيات سلبية قد تتأتى عن أي موقف غير متأن، إلى جانب بذل كل الجهود ليكون ترسيم الحدود موضع توافق بين اللبنانيين وليس موضع انقسام بهدف تعزيز موقف لبنان في المفاوضات مع إسرائيل.
ودخلت لبنان وإسرائيل فى مفاوضات حول الحدود البحرية المتنازع عليها بينهما والتي تبلغ نحو 860 كيلومترا، غير أن الجيش اللبناني أودع مؤخرا وزارة الدفاع مذكرة تتضمن لوائح بتعديل إحداثيات الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية، وتفيد بوجود مساحة إضافية تعود إلى لبنان عن الإحداثيات التي كانت قد وُضعت عام 2011 ليصبح بذلك حجم المنطقة التي يطالب بها لبنان 2290 كيلومترا.
وانطلقت المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود البحرية المتنازع عليها بين البلدين في 14 أكتوبر الماضي، وعُقدت منذ ذلك الحين 4 جولات من التفاوض برعاية من الأمم المتحدة داخل أحد المقار التابعة لها في لبنان (مقر قوات حفظ السلام الدولية العاملة في الجنوب اللبناني – يونيفيل) بمنطقة الناقورة جنوبي البلاد، وبوساطة من الولايات المتحدة الأمريكية.
دعم روسى للبنان
على صعيد آخر يزو رئيس الحكومة المكلف سعد الحريرى روسيا لبحث أزمة تشكيل الحكومة أيضا، وخلال الزيارة أعلنت الخدمة الصحفية للكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث هاتفيا اليوم مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الموجود حاليا بموسكو في زيارة عمل، حيث أكد موقف روسيا الداعم لسيادة لبنان واستقلاله.
جاء ذلك في بيان للخدمة الصحفية للكرملين :" أن الرئيس فلاديمير بوتين اجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري الموجود في موسكو حاليا في زيارة عمل".
وأضاف البيان:" أن الرئيس الروسي جدد التأكيد على موقفه المبدئي الداعم لسيادة لبنان واستقلاله ووحدته وسلامة أراضيه"، موضحا أن سعد الحريري أطلع فلاديمير بوتين على تطورات الوضع السياسي الداخلي في لبنان والإجراءات المتخذة لتشكيل حكومة جديدة في البلاد وتجاوز الأزمة الاقتصادية. وأشار البيان إلى أن الجانبين أعربا عن استعدادهما لتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين، الذين يعيشون في لبنان، إلى سوريا.
وذكر بيان الكرملين أن الرئيس فلاديمير بوتين هنأ خلال الاتصال الهاتفي سعد الحريري وجميع المسلمين في لبنان ببدء شهر رمضان المبارك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة