"انفخ البلالين يا نجاتى" هذا الإفيه الذى أضحك كل المصريين، بعد أن استخدمه الفنان الكوميدى الراحل إبراهيم نصر فى برنامجه الشهير "الكاميرا الخفية"، وهو أحد البرامج الكوميدية التى ارتبطت بالشهر الكريم لمدة 15 عامًا، منذ انطلاقته فى عام 1991، وهو ما جعل المصريين يرتبطون به بشكل غير عادي، فقد حقق في هذه الفترة نسبة إعلانات غير مسبوقة.
إبراهيم نصر في الكاميرا الخفية
برنامج الكاميرا الخفية كان نوعًا من البرامج التليفزيونية الفكاهية التي يقوم فيها طاقم البرنامج بوضع أشخاص عاديين في مواقف غير محتملة باعتباره موقف واقعى، وذلك بهدف تصويرهم دون علمهم حتى يتمكن المشاهد من ملاحظة ردود أفعالهم على الموقف، وفي النهاية يكشف "نصر" عن نفسه قائلًا جملته الشهير: "عايز تذيع قول ذيع".
برنامج الكاميرا الخفية
إبراهيم نصر صنع البهجة فى رمضان بطريقته الفكاهية المميزة، وقد كشف في حوار سابق أن فكرة البرنامج جاءت خلال تواجده في مبنى الإذاعة والتليفزيون لإنهاء بعض الأوراق الخاصة به، وهناك قابل عبد المنعم غالى الذي تولى رئاسة القناة الثانية لتوه، فدعاه إلى الشاي في مكتبه، وعندما لبي "نصر" الدعوة قال له "غالى": "عايزين نعمل حاجة في رمضان تقعد الناس في البيت وتموتهم من الضحك"، فعرض "نصر" فكرة برنامج للمقالب، لكنه لم يكن متحمسًا للفكرة، لكن بعد شرحها، تواصل وقتها "غالى" مع الأستاذة سهير الإتربي التى كانت تتولى رئاسة التليفزيون، وبالفعل وافقت على الفكرة ليبدأوا التصوير، قائلة: "اديله عربية وكاميرا وينزل يصور حالًا".
الكاميرا الخفية في رمضان
تم طرح الموسم الأول من البرنامج باسم "انسي الدنيا" وقد حقق نجاحًا كبيرًا، إلا أنه فوجئ الموسم التالى بأن مسئولى التليفزيون لم يتواصلوا معه بشأن موسم جديد، ما اضطره لتصويره لصالح قناة خاصة، وعندما التقى مع المخرج رائد لبيب قال له، مسلسلى لم يحصد أى إعلانات بسببك، وكانت بداية الاتفاق بينهما على استكمال الكاميرا الخفية عبر التليفزيون المصرى.
ثم توالت المواسم التى تعاون فيها نصر مع المخرج الكبير رائد لبيب ليصنعا مواسم تاريخية حققت نجاحات مبهرة، ونسب إعلانات خيالية في هذه الفترة.
قدم "نصر" خلال برنامج الكاميرا الخفية العديد من الشخصيات التى علقت في أذهان المصريين، وكان أشهرها ذكية زكريا، والتى قال عنها إن شخصيتها لم تكن خيالية، وإنما كانت مستمدة من أكثر من شخصية أخرى استمدها من اللاوعى الخاص به.
وقد واجه البرنامج اتهامات دائمة بأن الشخصيات على علم بالمقلب وأنه لم يكن تلقائيًا، وعن ذلك قال "نصر" إن هذا كلام غير حقيقي بالمرة، وأضاف وقتها: "إزاي أوجه مواطن ماشي في الشارع وأقوله يعمل إيه في التصوير، محصلش أبدًا".
وروى إبراهيم نصر أنه تعرض أحيانًا لضرب مبرح من بعض الشخصيات التى تم اصطيادها لصناعة المقلب، ولم يستوعبوا أنه ممثل أو ما تم تصويره هدفه الضحك فقط، وذكر أنه تعرض للضرب من سيدة حيث قامت بضربه "بالروسية"، ولكن عندما تأكدت من شخصيته اعتذرت له، وأضاف لما سألتها بتشتغلى إيه ضحكت وقالتلى بتأجر في الخناقات.
وتابع أيضًا: "كان فيه حلقة لجزار دخلنى وقالى أنتوا نصابين وعايزين تاخدوا اللحمة وتضحكوا عليا، وطلع العيال اللى شغالين عنده وضربوني ودخلونى التلاجة وعلقوني في الهيلب وما كانش فيه أكسجين، ومهما أقول مفيش فايدة لحد ما جالى واحد أنقذني، بس لما تأكد أنى ممثل الكاميرا الخفية قال عليا الطلاق ما حد ماشي من هنا كنا 40 شخص، وصمم يعزمنا كلنا أنا والفريق بتاعي على طاجن لحمة بالكبدة وسلطات وعيش وتحول إلى غاية في الذوق".
ومن أبرز الإفيهات التى استخدمها الفنان إبراهيم نصر في شخصياته وعلقت في أذهان المصريين حتى اليوم هي "كشكها متعرضاش" و "انفخ البلالين يا نجاتي"، و"لما أقولك بخ تبخ".