كل يوم هناك جديد فيما يتعلق بفيروس كورونا «كوفيد - 19»، والكثير من التفاصيل الخاصة بالفيروس تتغير، فقد سادت فى البداية لظهور الفيروس أنه يصيب الإنسان مرة واحدة يحصل بعدها على مناعة، وأن دم المتعافى يحتوى على أجسام مضادة تمنع إصابته من جديد، وكان العلاج بالبلازما إحدى الطرق لمواجهة الفيروس، والتبرع بالبلازما من المتعافين والعلاج بها من بين الطرق التى سادت لفترة، لكنها مع الوقت تأكد أنها كانت افتراضات، لم تثبت صحتها، مثل كثير من المعلومات التى ظهرت منذ ظهور الفيروس وتغيرت مع الوقت والتجربة.
فقد ثبت أن المتعافى يمكن أن يصاب مرة واثنتين وثلاث وربما أكثر، ضمن ظاهرة تكرار الإصابة بكورونا التى بدأت مع الأطباء والأطقم الطبية، لكنها اليوم تتكرر مع آخرين، واللقاحات حتى الآن لم يثبت أنها تحمى تماما من الفيروس، لكنها تخفف الأعراض بشكل يجعل كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة قادرين على مقاومة الفيروس.
كل هذا يجعل اللقاحات موسمية مثل الأنفلونزا، ما لم يختف الفيروس نهائيا، وهو احتمال أصبح مستبعدا، على الأقل فى ظل ما هو ظاهر الآن، فيروس كورونا باقٍ لفترة قد تطول سنوات، وربما يستوطن مثل الأنفلونزا، فقد كانت هناك توقعات أن يختفى الفيروس فى الصيف الماضى، ثم الحالى، لكنه باقٍ ومتوطن لفترة لا أحد يعرف بالضبط متى تنتهى.
منظمة الصحة العالمية أعلنت عن 22% زيادة فى إصابات كورونا و17% بالوفيات بإقليم شرق المتوسط، وأنه تم تسجيل 364 ألف إصابة خلال الأسبوع الماضى فقط و4415 وفاة.
وأن الوضع المتعلق بجائحة «كوفيد - 19» مستمر فى التدهور، مع الارتفاع فى أعداد الإصابات والوفيات، ووسط الارتفاعات يعود الجدل حول فاعلية اللقاحات، وأنها لا تمنع الإصابة لكن تحمى من الأعراض الشديدة، يضاف لذلك بعض الأعراض الجانبية للقاحات، والتى أثارت جدلا، وقد أعلن الدكتور أحمد المنظرى، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن هناك اختلالا فى توزيع لقاحات كورونا بالعالم، وأن لقاح أسترازينيكا آمن ولكل لقاح آثار جانبية ويمكن علاجها وهى غير خطرة.. جاء ذلك فى الوقت الذى أوقفت فيه الدنمارك استخدام لقاح أسترازينيكا بعد ظهور أعراض جانبية لدى بعض من حصلوا عليه، لكن منظمة الصحة العالمية جددت تأكيدها أن كل اللقاحات لها أعراض جانبية يمكن تحملها.
الجدل حول فاعلية اللقاحات، عدم وجود فائدة لبلازما المتعافين، وبقاء الفيروس كوفيد - 19، وحدوث تحورات وسلالات مختلفة، كل هذا يجعل الحديث عن مناعة القطيع بعيدا وربما غير واقعى قبل سنوات، بعد أن كان يمثل رهانا للبشر وبعض الجهات الطبية.
كل هذه التفاصيل تشير إلى أنه بالرغم من مرور أكثر من عام على الفيروس، ما يزال يحتاج لدراسات وأن الأبحاث الكثيرة حول كورونا، ربما تكون فى مرحلة أولية، تحتاج للمزيد من الدراسات حول فيروس ما زال غامضا، يهدد البشر لفترة ممتدة.
وفى مصر ترتفع الإصابات والوفيات، وتعلن الحكومة عن تطبيق الغرامات والتشديد فى الإجراءات الاحترازية، التى تبدو فى بعض الأحيان غير متبعة من قبل كثيرين، فى وقت لا يزال الفيروس مستمرا ومخيفا فى العالم.