تستعد إدارة الرئيس الأمريكى جو بايدن لإعلان عقوبات ردا على حملة القرصنة الروسية المزعومة التى اخترقت العديد من الوكالات الفيدرالية الحيوية، وأيضا التدخل فى الانتخابات، بحسب ما قال مسئول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية.
وقالت وكالة "أسوشيتدبرس" إن العقوبات، التى تبأت بها الإدارة لأسابيع، تمثل أول إجراء انتقامى يتم إعلانه ضد الكرملين على عملية الاختراق التى حدثت العام الماضى، والتى عرفت باسم اختراق الرياح الشمسية.
ويُعتقد أن المتسللين الروس قاموا بإصابة البرامج المستخدمة على نطاق واسع بمواد ضارة، مما مكنهم من الوصول إلى شبكات تسع وكالات على الأقل، فيما يعتقد المسئولون الأمريكيون أنها عملية جمع معلومات استخباراتية تهدف إلى استكشاف الأسرار الحكومية.
وإلى جانب القرصنة، زعم المسئولون الأمريكيون الشهر الماضى أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين سمح بعمليات تأثير لمساعدة الرئيس دونالد ترامب فى محاولة إعادة انتخابه التى لم تكلل بالنجاح، على الرغم من عدم وجود دليل على أن روسيا أو أى شخص آخر غير الأصوات او تلاعب بالنتيجة.
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن الإجراءات العقابية، بحسب المسئول الذى لم يكشف عن هويته. ولم يتضح على الفور ما إذا كان هناك أى إجراءات أخرى مخطط لها. وكان المسئولون قد قالوا من قبل إنهم يتوقعون إجراءات مرئية وأخرى غير مرئية.
وتأتى العقوبات، التى يفترض أنها تهدف إلى إرسال رسالة انتقامية واضحة إلى روسيا وردع أعمال مماثلة فى المستقبل، فى ظل علاقة متوترة بالفعل بين الولايات المتحدة وروسيا.
وكان الرئيس بايدن قد أخبر بوتين هذا الأسبوع فى دعوته الثانية لتهدئة التوترات بعد التعزيز العسكرى الروسى على حدود أكرانيا، إن الولايات المتحدة ستتصرف بحزم دفاعا عن مصالحها الوطنية فيما يتعلق بالتدخلات الروسية والتدخل فى الانتخابات.
وفى الشهر الماضى، أجاب بايدن على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن بوتين قاتلا، وقال "نعم". بعددها استدعى بوتين السفير الروسى فى الولايات المتحدة، وأشار إلى تاريخ الولايات المتحدة فى العبودية وقتل الأمريكيين الأصليين وإلقاء القنبلة الذرية على اليابان فى الحرب العالمية الثانية.
وتقول أسوشيتدبرس إنه لم يتضح ما إذا كانت العقوبات الأمريكية ستسفر حقا عن تغير فى السلوك، لاسيما وأن الإجراءات السابقة قد فشلت فى وضع نهاية للقرصنة الروسية. وكانت إدارة أوباما قد طردت دبلوماسيين روس من الولايات المتحدة فى عام 2016 ردا على التدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية فى هذا العام. وعلى الرغم من أن الرئيس الساق دونالد ترامب كان مترددا فى انتقاد بوتين إلا أن إدارته طردت دبلوماسيين فى عام 2018 بسبب مزاعم تسميم روسيا لضابط مخابرات سابق فى بريطانيا.
من جانبها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن التحركات ستشمل طرد عدد محدود من الدبلوماسيين مثلما فعلت إدارة أوباما. وكان مستشار الأمن القومى الامريكى جاك سوليفان قد قال فى فبراير الماضى إن لن تكون مجرد عقوبات، وقال إنها ستشمل مزيجا من الأدوات المرئية وغير المرئية على الرغم من أن الخلافات لا تزال قائمة داخل الإدارة بشأن عدد الخطوات التى ينبغى الإعلان عنها.
وأشارت الصحيفة إلى أن فرض قيود على الديون السيادية يؤثر على قدرة أى بلد لجمع السندات الدولارية، حيث يخشى المقرضين أن يتم قطعهم عن الأسواق المالية الأمريكية. واستخدمت الولايات المتحدة إجراءات مماثلة مع إيران ودول أخرى.
وتقلبت أسعار السندات الروسية فى الأسابيع الأخيرة تحسبا لعقوبات محتملة. ونظرا لأن روسيا لديها ديون قليلة نسبيا، فإن هذا يجعلها أقل عرضة لهذه الطريقة، كما أن ارتفاع أسعار النفط سيفيد اقتصادها.