عاش قاسم أمين حياته للدفاع عن حقوق المرأة، الذى حاول بكل طاقته أن يجعل من تحرير المرأة تحريرًا لمصر كلها، وهو ما ظهر فى كافة مواقفه وكتاباته منذ كتابه الأول وحتى الكتاب الأخير لمحررالمرأة، وقد قام "على أفندى الحطاب" وهو ناشر شهير بالإسكندرية فى هذا العصر بطبعه على نفقته الخاصة وكتب على غلافه.
فى هذا الكتاب واصل قاسم أمين تقديم الأدلة والبراهين الشرعية التى تؤكد مكانة المرأة فى الإسلام ومساواتها فى كافة الحقوق الاجتماعية، كما رد على من انتقدوه ووصفوه بأنه يدعو للسفوروالإنحلال ويهدم قيم المجتمع المسلم وقال "وأما خوف الفتنة الذى يطوف فى كل سطر مما يكتب فى هذه المسألة فهو أمر يتعلق بقلوب الخائفين من الرجال وليس للنساء مطالبة بمعرفته، وعلى من يخاف الفتنة من الرجال أن يغض بصره"، ويضيف قائلا: إن المرأة لا تكون ولا يمكن أن تكون ذات وجود تام إلا إذا ملكت نفسها وتمتعت بحريتها الممنوحة لها بحكم الشرع".
والكتاب من 64 صفحة ومكرس بمجمله لمناقشة موضوع الحجاب، ويوحى الكتاب بأن قاسم أمين قد كتبه تحت وطأة الهجوم العاتى واتهامه بتحدى التعاليم الإسلامية والتقاليد المصرية فكان رده متراجعاً إذ أكد: والذى أراه فى هذا الموضوع هو أن الغربيين تغالوا فى إباحة التكشف، وأننا تغالينا فى طلب التحجب، والتحرج من ظهور النساء لأعين الرجال، حتى صارت المرأة أداة من الأدوات أو متاعاً من المقتنيات، وحرمانها من كل المزايا العقلية والأدبية التى أعدت لها بمقتضى الفطرة.
ويورد قاسم أمين عديداً من الآيات التى ليس فيها نص صريح على ما يجب حجبه من جسد المرأة، وآراء عديد من الفقهاء مثل حاشية ابن عابدين وكتاب الروض من مذهب الإمام الشافعى وكتاب "تبيين الحقائق فى شرح كنز الدقائق" لعثمان بن على الزيلعى، ثم يسأل: "خولت الشريعة للمرأة ما للرجل من الحقوق، وألقت عليها تبعة أعمالها المدنية والجنائية.. فللمرأة الحق فى إدارة أموالها والتصرف فيها بنفسها فكيف للرجل أن يتعاقد معها من غير أن يراها ويتحقق من شخصيتها؟ كيف يمكن لامرأة محجوبة أن تتخذ صناعة أو تجارة للتعايش منها إن كانت فقيرة؟ وكيف يتسنى لزارعة محجوبة أن تفلح أرضها وتحصد زرعها؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة