ازداد عدد مدارس الإخوان فى أوروبا خلال العقدين الماضيين بشكل مُطَّرد، الأمر الذى أثار خلافات عامة وسياسية فى السنوات القليلة الماضية، حيث تم توجيه انتقادات لهذه المدارس، ومنها اتهامها بالتقاعس في تعزيز التكامل الاجتماعي، كذلك تخلف معظمها عن تلبية المعايير التعليمية الحديثة، وأنها تروج للأيديولوجيات المتطرفة.
وتختلف مدارس الإخوان فى البلدان الأوروبية اختلافًا كبيرًا في الحجم، والبنية، والإدارة، والنتائج الأكاديمية، والأهداف الدينية، والمخرجات التربوية، وقد تم إنشاء معظمها لحماية طلاب الجاليات من التأثيرات غير الإسلامية “العلمانية” داخل المجتمع الغربي.
وذكرت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أنه نشطت الحركات والمنظمات والجماعات ذات الفكر المتطرف لتنشئ المدارس، مستغلة السياسات التي تنادي بحرية الأقليات في أوروبا.
وتابعت الدراسة أنه في الآونة الأخيرة، وسعت الجماعة جهودها التعليمية إلى ما بعد المرحلة الابتدائية والثانوية، ففي منتصف التسعينيات أسست جامعة الفاتح في إسطنبول، مما أعطاها موطئ قدم في التعليم العالي، وتعتمد الجماعة على جمعية الحوار كمركز أبحاث في لندن, ومركز أبحاث آخر في برلين، بالإضافة إلى منتدى الحوار بين الثقافات بهدف ضمان دعم مدارسها في أوروبا، وتتجنب الجماعة بناء أي علاقات مع المنظمات المتطرفة الأخرى في الدول الأوروبية، وهذا ما يفسر نمو تأثيرها في أوروبا الغربية، وخاصة في البلدان ذات الجاليات التركية الكبيرة، كألمانيا وهولندا، ويقابل إحجامها عن التحالف مع الجماعات أو المنظمات أو الحركات التركية الأخرى انفتاح على التعاون مع منظمات المجتمع الأوروبي لبناء شراكات مع الهيئات غير الإسلامية، والجامعات، والمؤسسات العلمانية الأخرى لرعاية المؤتمرات وأنشطة الجماعة.
وتعد جماعة الإخوان أيضًا من الجماعات التي وظفت المدارس للتوغل في أوروبا، حيث بدأت الجماعة تدرك أهمية العمل على إحياء نشاطها في أوروبا، خصوصًا مع تردد الحكومات المحلية في تقنين الشعائر الدينية، فسرعان ما تطورت المنظمات الصغيرة التي شكلتها المجموعات الطلابية إلى إنشاء منظمات جديدة تفي باحتياجات الإخوان المتزايدة في أوروبا وليس الطلاب فقط، حيث تم تأسيس عشرات المنظمات.
ولفتت الدراسة أنه تتوافق بشكل كبير أطروحات القرضاوي عن تفعيل دور الحركة الإسلامية من إنشاء المساجد والمدارس والمنظمات المدنية مع ما تفعله الشبكة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين في الغرب، حيث أسسوا المنظمات الطلابية, وشبكة من المساجد ومراكز البحوث ومراكز الفكر والجمعيات الخيرية والمدارس التي نجحت في نشر الفكر الإخواني المتطرف، وبلغ عدد المدارس التابعة للفكر الإخواني في المملكة المتحدة نحو 35 مدرسة بقوة خمسة آلاف طالب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة